Sunday, January 5, 2020

الانفعال المكبوت

الانفعال المكبوت 
هناك قصة لشاب جامعى يشكو من شعور بالنقص وزيادة فى الخجل وتردد قاسى ....لقد تعقدت حالة هذا الشاب ...اعتزل الناس وتمادى فى عزلته، ومن الظواهر الهامة فى سلوك هذا الشاب أنه لايستطيع تنفيذ امر يأمره به شخص وزيادة على هذه الأعراض مجتمعة فإنه تحت ضغط قلق فى اليقظة واضطراب فى النوم ....صرح الشاب ذات يوم انه ليس على ما يرام وان به علة نفسية ...فقرر الذهاب للمحلل وطبيب نفسى ...واكتشف انه يكره كل قديم ...وشعر الشاب بالم شديد عندما حاول تذكر حوادث طفولته .....لقد وجد ان اهله حاولوا ان يربوه بمثالية مفرطة وادى ذلك الى وجود جفاف عاطفى بينه وبين اسرته ....لقد ظل هذا الشاب يكبت عواطفة وهو طفل ومراهق ....ويذكر مواقف بعينها على قسوة امه وابيه فى مرحلة الطفولة وهى مرحلة ضعفه 
اننا لو درسنا نفسية كل شخص لوجدنا معركة قائمة فى أغلب الأحيان بين الميول الغريزية والميول العاطفية وقد يكون هذا النزاع بسيط ويمكن التغلب عليه وفى بعض الاحيان قاسى 
وقد يتسال المرء عن اقرب طريق لتقوية التكيف بتخليص الشخص من الصراع الداخلى ....وهنا يمكن ان نقول ان العلاج يكمن فى الشخص نفسه وقرار على التخلص من هذا النزاع فمن العبث إقحام اراء ونصائح وتوجيهات ...اننا بذلك سنزيد من حدة الصراع المتكون من المكبوتات 
دور الدين قوى فى حل النزاع ورفع المكبوتات 
ان للدين دور قوى فالدين يقوم بتوجيه الذهن وتخفيف حدة النزاع النفسى فيتحول الكبت الى كبت سلبى لا يؤذى الجسد والنفس 
وقد يحول الكبت الى طاقة انتاجية مع التسليم بالامر الواقع 
الاشخاص الذين يخاطروا محظوظون نفسيا 
ان اغلب الشباب فى الحياة يبحث عن الكسب المضمون الذى يبعده عن اى خطر ...لذلك يتجه هؤلاء الشباب الى اى عمل حكومى مضمون فيكون لديهم كبت جديد عن عمل قاتم بأجر بسيط خوفا من المغامرة 
والحياة تثبت لنا ان اغلب الاشخاص الذين وصلوا الى القمة فى المستوى الاقتصادى أو العلمى أو غيره ...هم اشخاص خاطروا بحياتهم واستعدوا لمواجهة اى خطر دون خوف ...ونستغرب فى بعض الأحيان اذ نجد اشخاصا وصلوا الى انتاج كبير دون ان يكون لهم ذكاء خارق يدفعهم فى اعمالهم ....انهم اشخاص لم يكبتوا موهباتهم ولا انفعالات الفشل ....لقد حرر هؤلاء الاشخاص انفسهم من مكبوتات الطفوله والمراهقة بالمخاطرة 
لقد اكد احد الباحثين فى مجال علم الاجتماع ان اكثر الشباب المشاغبون بدون سبب ظاهر لديهم كبت طفولى من اسرهم فصراع الاب والام والعنف داخل الاسرة يخلق كبت فى مشاعر الشاب، ان العالم كله حاليًا يتبنى فكرة ان تربى ابنك او ابنتك بطريقة سوية خيرأ الف
مرة من ان يكون متفوق دراسيًا ومكبوت عاطفيا .

الصراع النفسى / أبو مدين الشافعى / وكالة الصحافة للنشر /2019 

No comments:

Post a Comment