عالم اسمه السعادة

 

عالم اسمه السعادة

نولد جميعًا سعداء ، نولد وفى داخلنا " توق طبيعى " الى السعادة ....يظل معنا طول  .... العمر..  ....فكل انسان مهما كانت ثقافته او عمره او درجة تعليمه يريد ان يصبح سعيدًا ...رغبتنا فى السعادة لا حد لها  ....دافعنا الفطرى للحب ...الى الجنس ...الى الطعام والشراب ...الى النجاح الى تحقيق الاهداف ....قد ينتج لنا رغبة عارمة لا تقاوم تسمى السعادة

لذلك نجد أن  كل شخص على وجه الارض يمكن ان يكون سعيدًا ...فالسعادة هى إحساس بالغبطة والسرور ....وهى لا تستمر لفترة طويلة ....فهى متذبذبة وتختلف من فرد لاخر ...فالسعادة  الدائمة امر مستحيل ....ولكنها دائمة فى حالة واحدة فقط وهى الرضا ....ولا تكون سعادة بالمعنى المتعارف عليه ...ولكنها تكون صبرا على الامر حتى يزول وثقة الفرد ان كل شىء سىء له طريق قصير وسوف ينتهى ......منذ أكثر من قرن كتب الفليسوف والسيكولوجى الكبير " ويليام جيمس " عن كيفية اكتساب السعادة والاحتفاظ بها واسترجاعها ...فالسعادة من وجهة نظره هى الحافز الغامض وراء ما يفعله كل الناس فى كل زمان ...فالسعادة تعتبر ثمرة تجارب الحياة التى عاشها الفرد فهى نتيجة مباشرة للعمل الشاق للقرارات الحياتية الصائبة ...للحب الصادق ....للتعلم الناجح ....فهى المجهود المبذول لتحقيق ما نريد ....اما الاشخاص دائمى البكاء والندب ....هم من جلبوا التعاسة على انفسهم ...فهم دائمًا ما يقارنوا حياتهم بغيرهم ...وهم من يضعون سيناريو سىء لحياتهم ...وان السعادة هى ملك الاخرين ...اما هم لم تعطيهم شىء فى حين ان الاشياء المقدرة سوء كانت جيدة ام سيئة فهى تعتمد على رد فعل الشخص نفسه ...وعلى سبيل المثال اذا فرضنا ان هناك اثنان فى عمل واحد ....كلاهما يأخذ نفس الراتب ...وكلهما يتعرض لنفس ضغوط الحياة ...ولكن لكل واحد منهم عقل وتصرف مختلف ....فإحداهما يدخر من راتبه رغم صغره ...ويجتهد فى اقامة مشروع ما ...اما الاخر ينفق راتبه كله ...فالنتيجه بعد عشرة سنوات مختلفة ....وهاكذا فى مختلف امور الحياة ....

اما عن قول ان السعادة فى المال فقط  ....فقد وجد علماء علم الاجتماع ان الاغنياء اكثر راحة واقل تعب من الفقراء ....ولكن الاغنياء ايضًا لا يشعرون بالسعادة ....فقد اعتادوا على حياتهم ...ولا يجدون السعادة التى فى خيالهم ...والغريب ان اغلب الناس فى الدول الغنية لا يشعرون بالسعادة مثلهم مثل الناس فى الدول الفقيرة ...ففى بحث اجرى فى جامعة إلينوى 1993 ان الافراد الاثرياء يكونون فى المتوسط اسعد...انما بفارق ضئيل جدًا ولقد اثبتت بحوث عديدة  اجريت بعد ذلك صحة هذه النتيجة اذا ما توفرت للفرد متطلباته الاساسية ...وفى نفس السياق اكدت دراسة سيكولوجية مفصلةعلى 22 فرد كانوا فقراء وتحولوا الى اغنياء ...واتضح انهم شعروا بالسعادة فى بداية تحقيق حلم الثراء ....ثم بعد ذلك اعتادوا على هذه الحياة ولم تعد تثير فيهم نفس القدر من السعادة ...فقد اعتادوا بيوتهم الفخمة ..وسياراتهم الفارهة .....لذلك وجد ان المال هو الشىء الوحيد الذى يعادله الناس خطأ بالسعادة ....فالشباب ليسوا اسعد من المسنين ....والرجال ليسوا  اسعد من النساء ، وخريجوا الجامعة ليسوا اسعد من لم يكملوا دراستهم الثانوية ....فالسعادة مرتبطة بالشخص ذاته .

  التفسير العلمى للسعادة والضحك والنوم / احمد مستجير سلسلة اداب العلوم / الشركة المصرية للنشر الدولى 2007