تعتبر جريمة الإبادة الجماعية من الجرائم التى تمتد جذورها عبر التاريخ حيث كانت تبدو فى إغارة القبائل والمجتمعات على بعضها وإبادة بعضها البعض تطلعًا للغنائم والثروات والنفوذ
اما أول ظهور لمصطلح الإبادة الجماعية فقد استخدمه "لميكن " احد علماء الاجتماع فى دراسة اعدها عام 1944 لتوضيح خصوصية الجرائم المرتكبة من النازيين والفظائع التى مارسوها ضد الإنسانية خاصة تلك الأفعال الهادفة لتدمير دول أوروبا الواقعة تحت الاحتلال النازى.....وكانت تعرف بإنها جريمة مضمونها ان كل من يشترك أو يتآمر للقضاء على جماعة أو إبادة جماعة وطنية بسبب يتعلق بالجنس أو اللغة أو الدين أولفكر معين ....تعتبر جريمة إبادة جماعية
لذلك لا ننكر ان سلسلة الجرائم البشعة التى ارتكبت ضد الجنس البشرى خلال الحرب العالمية الثانية وما صاحبها من إهدار لحقوق الإنسان وانتهاك للحريات والحاق الاذى بمختلف الوسائل الوحشية فى القتل والتعذيب ....ومن صور جريمة الإبادة الجماعية أثناء الحرب العالمية الثانية القنبلة النووية التى القيت على هيروشيما وناجازاكى عام 1945 وأدت إلى ابادة
الغالبية العظمى من سكان هذه المدن
العنصرية والإبادة الجماعية
ان فكرة الاستعلاء والنقاء العرقى ظهرت أول مرة فى تاريخ العالم بشكل رسمى على اليهود عندما وصفوا انفسهم بإنهم جنس نقى ....ولكن لم تظهر بشكل واضح جرائم الإبادة الجماعية ..اذ ان اغلبها كان سياسى ...وانما ظهرت جليا فكرة النقاء العرقى فى أوروبا بعد القرن السابع عشر ...ومع بداية الاستعمار....فعندما بدأ الأوروبيون يستعمرون شعوب أسيا وأفريقيا ...واشاعوا فكرة تفوق الجنس الاوروبى
بل وصنف "يوهان بلومبناخ " الالمانى 1795 البشرية الى خمسة أعراق ( الابيض - الأسود - البنى - الاحمر -الاصفر ) ووصلت المقولات والأفكار والنظريات العنصرية إلى أعلى مراحلها فى نهاية القرن التاسع عشر
وادى انتشار النظريات العنصرية فى تلك المرحلة ومنها مقولات الاستعلاء والتفوق الأوربى إلى السيطرة الأوربية على الشعوب الأخرى واحتلال أرضها ومصادرة مواردها وتبرير القتل والعنف ضد هذه الشعوب ...وادى ذلك بالمبالغة فى إحتقار الشعوب والحط من مكانتها والتشكيك فى حقوقهم ....بل اصبح اتهامهم انهم مثل الحيوانات شىء عادى ولايحتاج الى إثبات او مناقشة وبالتالى تقود العقيدة العنصرية الى اباحة استخدام العنف وإبادة هذه الشعوب الهمجية المتخلفة
الجمعيات والهيئات التى تحارب جرائم الإبادة الجماعية
الجمعية العامة للأمم المتحدة
وهى تصدر قرارات يتفق عليها المجتمع الدولى والتى من ضمنها أن إبادة اى جنس بشرى هى إنكار حق الوجود لجماعات بشرية بأكملها ....وهذا الإنكار لحق الوجود يتنافى مع الضمير العام ولقد توحدت جهود المجتمع الدولى فى أعقاب صدور قرار الجمعية العامة رقم 69د -1 حيث اتخذ المجلس الاقتصادى والاجتماعى الترتيبات اللازمة لإعداد مشروع اتفاقية دولية بخصوص منع جريمة إبادة الجنس البشرى والعقاب عليها ، كما نصت الاتفاقية على خمس صور للسلوك الإجرامى المؤلم لجريمة الإبادة الجماعية وهى
ابادة الجنس البشرى
الاتفاق أو التآمر على ارتكاب جريمة إبادة الجنس
الشروع فى ارتكاب جريمة إبادة الجنس
الاشتراك فى ارتكاب جريمة إبادة الجنس البشرى
التحريض المباشر والعلنى على ارتكاب جريمة إبادة الجنس
دور المحاكم الدولية فى التصدى لجريمة الإبادة
كان للمحاكم الدولية دور هام فى التصدى لجرائم الابادة الجماعية وقد ظهر ذلك من خلال محكمة جرائم الحرب فى يوغوسلافيا السابقة ومحكمة جرائم الحرب فى رواندا
المذابح التاريخية حول العالم /محمد عبد الرؤوف/دار التعليم الجامعى /2018

No comments:
Post a Comment