التفكير النقدى جيد ....ولكن إحذر ...فهو ليس كافياً

التفكير النقدى جيد ....ولكن إحذر ...فهو ليس كافياً

يزعم بعض الأشخاص الذين يقومون بتعليم التفكير النقدى أنه يغطى جميع أنواع التفكير ....والتفكير النقدى بإختصار هو تفكير الحكم على الأمور ...لذلك اعتبر البعض ان التفكير النقدى هو تفكير جدلى بعض الشىء

يتمثل الأمر الثانى فى  ان التفكير النقدى يعيدنا إلى حيث بدأنا فهو لا ينتج اى أفكار جديدة

ان التأكيد المتكرر على التفكير النقدى يغلق الباب أمام الاحتمالات والأفكار الجديدة والتقدم ...فقد يستخدم الكثير من الأشخاص تفكيرهم النقدى الرائع فى نقد عمل بذل فيه مجهود كبير ...ولكن هل يمكنهم تصميم شىء أفضل منه .....هذا هو ما نحتاج اليه

نحن نحتاج الى التفكير الإدراكى والتفكير التصميمي ..ومهما كان التفكير النقدى جيدا فلن يفى بهذه الحاجة

تشتمل السيارة على فرامل وهى ضرورية للغاية ..فبدون الفرامل ستصطدم بالسيارات الأخرى طوال الوقت ..ولكن الفرامل ليست كافية فالسيارة تحتاج الى محرك كما تحتاج للفرامل وتمثل الحالة الوحيدة التى تكون فيها الفرامل كافية اذا كنت تهبط تلاً فى طريق شديد الاتساع ...بالتالى يكون التفكير النقدى كافيا ,,ولكن اذا كنا نرغب فى احراز تقدم ...لن يصلح لنا التفكير النقدي

التفكير النقدى والشكوى

يعد النقد والشكوى جزأين أساسيين من المجتمع وهما ضروريان لمنع الانحرافات والمحافظة على استقرار المجتمع

ولكن الشكوى والنقد امران سهلان ...حتى ان الاشخاص يمكنهم تطوير اسلوب الشكوى والنقد

فعلى الرغم من اهمية التفكير النقدى الا انه أقل جودة من التفكير الإبداعى أو التفكير الاستكشافى ...فالتفكير النقدى يقوم بعزل الكثير من العقول والافكار الجيدة

التفكير النقدى البناء

بسبب عيوب التفكير النقدى ظهر لدينا ما يسمى بالنقد البناء ...وهى عبارة اكثر تزين من عبارة التفكير النقدى الصريح ....فهى لا تقدم سوى القليل من الحلول والهدف الاساسى منها هو تقديم مجاملة نفسية للشخص صاحب الفكرة المنتقدة ....فاذا قدمت حلول فقد استخدمت نوع اخر من التفكير ...بعيد عن التفكير النقدى ...لذلك نجد بعض الباحثين يستخدم التفكير النقدى كبداية لفهم حالة ما او الحكم عليها ومن ثم ..يستخدم انواع التفكير الاخرى للتحسين من الحالة او تعديلها

التفكير وانواعة وكيف تدير عقلك / بونس رلاوف / دار المريخ /2007

الطب الذكى

عندما نشعر بالجوع تصدر المعدة إشارات عصبية لتنبة المخ إلى حاجة الجسم للتزود بالطاقة ومن ثم تبدأ بشكل واعى فى البحث عن مصدر للطعام لتلبية حاجة الجسم هذا ما يحدث عادة فى حالة المعدة البشرية ....أما فى حالة المعدة الذكية فعلى النقيض تماما....فهى جزء الكترونى يتم وضعة فى الجهاز الهضمى ويكون متصل بشكل مباشر بالوصلات العصبية للمعدة فهو اشبه بربوت لديه سجل عن معلومات مسبقة عن الشخص والحالة الصحية من ضغط دم ومستوى كوسترول وسكر وغيره ليعطى اشارات للمخ عن نوعية الطعام الذى يحتاجها الجسم دون ان تؤثر على صحتة ....وكذلك يكون الروبوت الداخلى مزود بخريطة تحدد له عدد المطاعم الصحية التى تعد هذا الطعام ......وعبر هذا السيناريو المتخيل سوف يتغير اسلوب حياتنا وسوف تنتهى السمنة وتقل الامراض المرتطبة بكثرة تناول الطعام

وهذا ما جعل العلماء ينظرون الى العقل البيولوجى وعلاقتة بتقدم الذكاء الصناعى حاليا بإعجاب ....وتطور الذكاء الصناعى لايعنى الطمس التام للموروثات الإنسانية ...ولكن تكنولوجيا الذكاء الاصطناعى تنظر الى اعداد الانسان ووظائفة بصورة تساعده على العيش بشكل صحى وسعيد

التخليق الذكى لهرمونات الهضم

هل سمعت يومًا عن الانسولين الذكى ....فمن المعروف أن البنكرياس يفرز الانسولين للمحافظة على نسبة السكر فى الدم ....فاليوم  أكتشف العلماء الانسولين الذكى فقد استخدمت التكنولوجيا الحديثة فى جعل الانسولين يحقن مرة واحدة فى الاسبوع أو الشهر لضبط معدل الانسولين فى الدم وقد اجريت التجارب بالفعل على الحيوانات وسيظهر فى الاسواق العالمية خلال السنوات القادمة

ويحتوى الأنسولين الذكى على مجموعة إضافية من الجزيئات العالقة فى نهايته والمرتبطة بالبروتينات الموجودة فى مجرى الدم وعندما تعلق بهذه الجزيئات فإن الأنسولين الذكى يتحول لوضع الإغلاق وعند ارتفاع نسبة السكر فى الدم يتحول الانسولين الذكى إلى وضع العمل اذ يستشعر بزيادة الجلوكوز الذى يخبره ان يبدّأ بالعمل

ديجيتولوجيا / رامى عبود/ العربى للنشر والتوزيع /2019

www.bbc.com/arabic/scienceandtech/2015/02/150210

                

ما بين الإدراك والمنطق

ما بين الإدراك والمنطق

اغلب الناس يعتمدون على المنطق فى الفهم ولذلك اغلب الناس يقعون فى اخطاء وعدم فهم للأمور على حقيقتها ....ولكن ما الفرق بين المنطق والإدراك

المنطق ...هو اسلوب الحكم على القضايا من خلال الكلام ....ومن خلال الكلام  يعطى المنطق مؤشرات صحيحة أو خاطئة ليميز بين الحجج الجيدة من السيئة

الإدراك ... هو عمليات عقلية ...لا تهتم بالمظهر الخارجى للقضية او الحوار ...بل يسعى لتفسير موقف ما ....من خلال المعلومات المقدمة

مثال على ذلك

كتب مؤلف الروايات الشهير " جينى كوبر " ذات مرة مقالا فى صحيفة أنه اذا كانت الزوجة ترغب فى معرفة إن كان زوجها على علاقة بإمرأة اخرى ام لا فعليها أن تلاحظ طول رابطة عنقه عندما يغادر المنزل فى الصباح بعد تناول الإفطار وطول رابطة عنقه فى المساء عندما يعود الى المنزل ....وذات يوم عاد احد الرجال الى منزله ورابطة عنقه أقصر من طولها عندما غادر فى الصباح ،فصرخت الزوجة متهمة إياه بأنه يلتقى بأمرأة اخرى .....فأجابها ...عزيزتى لقد كنت ألعب الاسكواش ...وفى هذه اللعبة يحتاج ان يخلع الشخص رابطة عنقه ....

عندما ادركت الزوجة ذلك تغير المنطق لديها وادركت السبب فى تغير طول رابطة العنق

لماذا الإدراك اهم من المنطق ؟

إن اغلب النزاعات العالمية تقوم على المنطق ..فأغلب القضايا السياسية تفتقر إلى الادراك

فالمنطق لا يغير المشاعر بينما الإدراك يغير المشاعر ....ومع الأسف نحن دائما نركز على المنطق ...ولكن المنطق بدون إدراك يعتبر مضللا وخادعا ....ويمكن أن يكون خطيرا للغاية ....فمن الممكن الباس الباطل صورة الحق ....او كما يقولون كلمة حق يراد بها باطل

فكر قبل فوات الاوان / إدوارد دى بون / دار الفاروق