Sunday, January 24, 2021

جنون العظمة

 

جنون العظمة

فى سنة 1995 تم القبض على لص أمريكى يدعى " ماك ارثر ويلر " وهو يحاول سرقة بنك فى عز النهار ...وبدون اى تنكر ....وعندما تم القبض عليه وتم التحقيق معه ..انهار وقال انه وضع خطة للتنكر ....فاضطرت الشرطة ان تواجهه بفيديوهات كاميرات المراقبة التى اظهرته وهو بدون اى قناع ....اندهش وقال انه كان قد دهن وجهه بعصير الليمون لاعتقاده انه مثل الحبر السرى وانه سيمنع التعرف على ملامحه ....والغريب فى الامر انه كان يتحدث مع رجال الشرطة بغرور كبير كأنه اذكى رجل فى العالم ...هذه الحادثة الهمت احد علماء علم النفس لاطلاق النظرية النفسية الشهيرة  الخاصة بجنون العظمة ، والتى كان فحواهها :ان الاشخاص متدنى الذكاء وقليلى الكفاءة عندهم إحساس بالعظمة وواثقين من قدراتهم الضعيفة الى ابعد مدى ....والغريب فى هذه النظرية ان هؤلاء الاشخاص قد يقوموا بجرائم عديدة او اشياء غريبة ، واذا سمعتهم يتحدثون عن انفسهم ...تشعر انك امام علماء او عظماء .....

اننا اليوم نجد العديد من عديمى الموهبة ...الاصوات الشاذة والكلمات الركيكة والاعلامين الذين تشعر انهم حاملين لواء الشرف والوطن ...وان الوطن لولاهم لغرق ....والراقصة التى جاهدت من اجل اعلاء الفن العظيم ....فالعالم لايستطيع ان يتنفس سوى برقصها العظيم ...وهكذا .....وفى نفس اللحظة تجد كثيرا من الموهوبين والاذكياء يعانون من وساوس وشكوك واحاسيس سخيفة بأنهم لايستحقون النجاح الذى وصلوا اليه ....وتكمن المشكلة الحقيقية ان المجتمع اصبح لايقف فى وجه هذا المرض بل اصبح يشجعه بشكل مباشر او غير مباشر  فاصبحت هذه الراقصة موهبة تحلم الفتيات ان تصبح مثلها ..بل وتحاول تقليدها فى الاحتفالات و الافراح ....وهذا المطرب الذى يسبب الصداع هو النجم المفضل لدى العديد من الشباب ...بل اصبحت البرامج تستضيفه  ليتحدث عن رحلة كفاحه وكأنه العقاد ...انقلبت الموازين واصبح العقلاء هم المخابيل والمخابيل هم العقلاء .....واصبحت مشكلة العالم الحقيقية ان الاغبياء والمتشددين واثقون بأنفسهم اشد الثقة اما الاذكياء والحكماء فتملؤهم الشكوك

زائفون تعرف على نفسك واكتشف من حولك / مصطفى عاطف /مكتبة زهراء الشرق



No comments:

Post a Comment