Saturday, May 4, 2024

الشخصية الحدية

 

الشخصية الحدية

في يوم ما وقبل عشر سنوات من الآن تعرفت على سيدة زميلة لي في الدراسات العليا... كانت معرفتي بها سطحية لا تتضمن سوى بعض المواضيع الخاصة بالدراسة أو المواضيع العامة بالحياة... ولكنها ذكرت أنها تأخذ علاجا لأنها تعاني من الشخصية الحدية؛ في البداية لم أكترث لهذا الأمر إلا أن حدث أمر ما وجدتها تبكي دون أي سبب وتتوهم أشياء من الآخرين؛ وعادت زميلتي إلى سابق عهدها في اليوم التالي طبيعية وهادئة... لم ألفت نظرها لما فعلته في اليوم السابق واكتفيت بأن أبحث عن معنى الشخصية الحدية من عدة مواقع وتوصلت إلى التالي:

الشخصية الحدية هي مفهوم في علم النفس يشير إلى الشخصية التي تتميز بالسمات القاسية والمتطرفة. فمثلا، الشخصية الحدية قد تكون شديدة الانفعال، متطرفة في السلوكيات، وتظهر سلوكيات غير متوازنة. قد يكون الأشخاص الذين يعانون من الشخصية الحدية أقل قدرة على التكيف مع مختلف المواقف الاجتماعية والعاطفية.

ويكون لدى الأشخاص المصابين باضطراب الشخصية الحدية خوف شديد من الهجر أو الوحدة كذلك وجود فترات من جنون الارتياب والتقلبات المزاجية الشديدة التي تستمر من ساعات إلى عدة أيام وفي بعض الأحيان شهور

هناك عدة عوامل قد تؤدي إلى تطور الشخصية الحدية، منها:

1. * العوامل الوراثية: * يمكن أن تكون بعض السمات الشخصية المتطرفة مرتبطة بالوراثة، حيث ينتقل بعض الصفات الجينية من الآباء إلى الأبناء.

2. * البيئة الاجتماعية: * تجارب الطفولة والتربية في بيئة تشجع على العنف أو القسوة قد تلعب دورا في تكوين الشخصية الحدية.

3. * التجارب الشخصية: * الأحداث الصادمة أو السلبية في حياة الفرد قد تسهم في تطوير سمات الشخصية الحدية، مثل التعرض للإساءة أو الإهمال.

4. * الاضطرابات العقلية: * بعض الاضطرابات النفسية مثل اضطراب الشخصية النرجسية قد تؤدي إلى تشكيل سمات الشخصية الحدية.

5. * المحفزات الثقافية: * قيم المجتمع والمعايير الثقافية قد تلعب دورا في تشكيل الشخصية الحدية، حيث يمكن أن تشجع بعض الثقافات على القوة والعدوانية.

تعتبر هذه العوامل بمجموعها عوامل متداخلة قد تؤدي إلى تطوير الشخصية الحدية عند الأفراد.

أنواع الشخصية الحدية

- الشخصية الحدية المحبط: ويسمى أيضا باضطراب الشخصية الحدية الهادئ، هي تلك الشخصيات التي تظهر تمسكا واعتمادا على الآخرين، وفي ذات الوقت يميلون إلى تجنبهم، حيث يخشى الأشخاص الذين يعانون من هذا النوع من الاضطراب من الوحدة والهجران.

- الشخصية الحدية المندفعة: تبحث عن الإثارة، وتتميز بالنشاط المرتفع

- الشخصية الحدية العدواني: شخصية المتسمة بالتمرد، والانفعال، والسلبية، فهم يمتازون بكونهم عنيدين، ومتشائمين، ودائمي الاستياء

- الشخصية الحدية ذاتية التدمير: المدمرة للذات، هي الشخصية التي قد تؤذي نفسها في محاولة للشعور بأي شيء، نتيجة لمعاناة المريض من كره الذات

هناك العديد من الشخصيات الحدية التي أثرت على التاريخ بشكل كبير، ومن بينها:

1 * أدولف هتلر: * زعيم النازية الألمانية الذي قاد ألمانيا إلى الحرب العالمية الثانية وشن حملة هولوكوست الفظيعة.

2. * جوزيف ستالين: * الزعيم السوفيتي الذي فرض الاستبداد في الاتحاد السوفيتي وأدى إلى مقتل الملايين من الأشخاص بسبب الإرهاب السياسي والمجاعات.

3. * تيمور لينك: * المعروف أيضا باسم "تيمور اللعون "، كان زعيما مغوليا يعتبر واحدا من أكثر الزعماء فتكا في التاريخ، حيث قتل حوالي 17 مليون شخص خلال فترة حكمه.

4. * فريديريك نيتشه: * الفيلسوف الألماني الذي اشتهر بفكره الشديد ورؤيته القوية للعالم، وكان له تأثير كبير في الفلسفة والأدب.

هذه بعض الأمثلة على الشخصيات الحدية التي تركت بصمة في التاريخ بسبب سلوكياتها المتطرفة والقاسية. كان بعضها إيجابيا والبعض الآخر سلبي

علاج الشخصية الحدية قد يكون تحديا، لكن يمكن تخفيف الأعراض وتحسين الجودة الحياتية من خلال العلاج النفسي. إليك بعض الطرق التي قد تساعد في علاج الشخصية الحدية:

1. * العلاج السلوكي الحديث  (DBT): * يركز هذا العلاج على تعلم مهارات التحكم في العواطف والتفكير الإيجابي وتطوير العلاقات الاجتماعية الصحية.

2. * العلاج السلوكي المعرفي  (CBT): * يركز على تغيير الأنماط السلوكية السلبية من خلال التركيز على التفكير والسلوك.

3. * العلاج بالأدوية: * في بعض الحالات، قد يوصى بالعلاج الدوائي لمعالجة الأعراض المرتبطة بالاضطرابات النفسية المرافقة مثل الاكتئاب أو القلق.

4. * العلاج الجماعي: * مشاركة الفرد في جلسات علاج جماعية يمكن أن تكون مفيدة في تعلم مهارات التفاعل الاجتماعي والتعرف على تجارب الآخرين.

5. * الدعم الاجتماعي: * الحصول على  دعم من الأصدقاء والعائلة والمجتمع يمكن أن يكون له تأثير إيجابي على تحسين الشخصية والصحة النفسية.

يجب أن يتم تقديم العلاج بالاعتماد على احتياجات الفرد وظروفه الفردية، وقد يستغرق العلاج وقتا وتفانيا قبل رؤية تحسن في الأعراض.

كيفية التعامل مع الشخصية الحدية

لتعامل مع الشخصية الحدية قد يكون تحديا ايضًا، ولكن هناك بعض الطرق التي يمكن أن تساعد في التعامل مع الأفراد الذين يعانون من هذا النوع من الشخصية:

1. * التواصل بفعالية: * كونوا واضحين ومباشرين في التواصل مع الشخصية الحدية، وحاولوا التفاهم والتعاطف مع مشاعرهم وتجاربهم.

2. * تحديد الحدود: * قوموا بتحديد الحدود بوضوح مع الشخصية الحدية، وكونوا ثابتين في تطبيقها دون التراجع عنها.

3. * تعزيز السلوك الإيجابي: * حاولوا تعزيز السلوك الإيجابي والمواقف الصحية من خلال تقديم المكافآت والتشجيع.

4. * تجنب التعامل مع التهديدات: * حاولوا تجنب التعامل مع الشخصية الحدية بطرق تهديدية أو عدائية، فهذا قد يزيد من الصراع والتوتر.

5. * البحث عن دعم: * ابحثوا عن الدعم من الأصدقاء والعائلة والمجتمع، وتذكروا أنه قد يكون من المفيد الحصول على  الدعم النفسي لأنفسكم أيضا.

6. * التعلم عن التعامل مع الشخصية الحدية: * قد يكون من المفيد قراءة المزيد عن كيفية التعامل مع الشخصيات الحدية وتطوير مهارات التواصل والتفاوض.

هذه بعض الطرق التي يمكن أن تساعد في التعامل مع الشخصية الحدية، ومن المهم أن يكون الحوار المفتوح والاحترام المتبادل هما أساس التفاعل مع أي شخصية صعبة.

 



المصادر:

https://altibbi.com/%D9%85%D9%82%D8%A7%D9%84%D8%A7%D8%AA-%D8%B7%D8%A8%D9%8A%D8%A9/%D8%A7%D9%85%D8%B1%D8%A7%D8%B6-%D9%8

اضطراب الشخصية الحدية (الشبح القاتل )/ محمود يونس احمد .- كنوز  للنشر عبد الجواد خليفة أبو زيد  .- الثاهرة : مكتبة الانجلو:2021

- اضطراب الشخصية الحدية (دليل عملى ) / دانيال جيه فوكس ، ترجمة

 

Friday, May 3, 2024

قانون الاحتكاك

 

يلفت نظري دائما العلاقات الإنسانية من تشابك وانفصال وتسالت هل هناك علاقة بين قوانين الكون والقوانين البشرية، ولفت نظري قانون الاحتكاك

وقانون الاحتكاك في الفيزياء باختصار هو

القوة المقاومة للحركة والتي تحدث عند تحرك سطحين متلاصقين باتجاهين مختلفين، وتحدث أيضا داخل المادة نفسها كما يحدث في الموائع، ويقسم إلى قسمي هما: الاحتكاك الحركي والاحتكاك السكوني، وحتى لا أطيل عليك بالشرح سأبسط لك المفهوم بالتالي: القوة التي تنشأ نتيجة للاحتكاك تتناسب مع قوة الاحتكاك بينهما وتكون معاكسة لاتجاه الحركة فكلما زادت قوة الاحتكاك زادت القوة المضادة للحركة على كل حال لست خبيرة بمجال الفيزياء ولكن اجتهد

فقانون الاحتكاك في الفيزياء والاحتكاك في العلاقات البشرية هما مفاهيم مختلفة  تماما، ولكن يمكن إيجاد بعض التشابه في النهج لفهم كيفية تفاعل الأشياء والأفراد.

1. * قانون الاحتكاك في الفيزياء *:

- يتعلق بالتأثير الذي يحدث نتيجة للتماس بين سطحين ماديين.

- يدرس كيفية تحرك الأجسام وتوقفها عندما يحدث احتكاك بينها.

- يشمل معاملات مثل الاحتكاك الساكن والاحتكاك الديناميكي التي تحدد قوة الاحتكاك بين الأسطح.

2. * الاحتكاك في العلاقات البشرية *:

- يشير إلى التفاعلات والتأثيرات التي تحدث بين الأفراد في العلاقات الاجتماعية والعائلية والمهنية.

- يدرس كيفية تبادل الأفراد الأفكار والمشاعر والآراء والتأثير على بعضهم البعض.

- يشمل مفاهيم مثل التواصل، وبناء العلاقات، وحل الصراعات، وتحقيق التوازن في العلاقات.

التشابه الرئيسي بين الاثنين هو أنهما يدرسان كيفية التفاعل بين الكائنات، سواء كان ذلك بين الأشياء المادية في الفيزياء أو بين الأفراد في العلاقات البشرية. ومع ذلك، يختلف كل منهما في السياق والمفاهيم التي يغطيها، حيث يركز قانون الاحتكاك في الفيزياء على الظواهر الطبيعية والحركة الفيزيائية، بينما يركز الاحتكاك في العلاقات البشرية على التواصل والتفاعلات الاجتماعية والعاطفية.

والبشر خلقوا لتكوين علاقات وتفاعلات بشرية إذا فالاحتكاك أمر ضروري ويبقى السؤال المهم: متى يكون الاحتكاك مفيد ومتى يكون ضار؟؟

الاحتكاك الصحي بين البشر لا بد من أن يكون بشروط

الاحتكاك يمكن أن يكون صحيا ومفيدا عندما يكون متوازنا ومؤديا إلى نتائج إيجابية. إليك بعض السيناريوهات التي يمكن أن يكون فيها الاحتكاك صحيا ومفيدا:

1. * تبادل الأفكار والآراء *: عندما يسمح الاحتكاك بتبادل الأفكار والآراء بين الأفراد، ويعزز ذلك التفاهم والتعاون.

2. * توسيع الآفاق والتعلم *: عندما يتيح الاحتكاك للأفراد فرصة التعلم والتطور من خلال تبادل المعرفة والخبرات.

3. * تحفيز الإبداع والابتكار *: عندما يشجع الاحتكاك الأفراد على التفكير بطرق جديدة والتحفيز للإبداع والابتكار.

4. * بناء العلاقات القوية *: عندما يسهم الاحتكاك في بناء علاقات قوية وداعمة تزيد من شعور الفرد بالانتماء والتقبل.

5. * تحسين الصحة النفسية *: عندما يكون الاحتكاك إيجابيا ومحفزا، يمكن أن يؤدي إلى تحسين الصحة النفسية وزيادة مستويات السعادة والرضا.

6. * تعزيز النمو الشخصي *: عندما يساعد الاحتكاك الفرد على التطور والنمو الشخصي من خلال تحديات جديدة وفرص التعلم والتطوير.

والشرط الأكثر أهمية هو ألا تتدخل في شئون الاخرين وألا أحاول أن أفسر أشياء هي في الأساس غير مهمة لحياتي

وبشكل عام، يكون الاحتكاك صحيا ومفيدا عندما يكون مبنيا على الاحترام المتبادل والتعاون والتفاهم، ويساعد في تحقيق الأهداف الشخصية والاجتماعية بطريقة إيجابية

كما أن الاحتكاك الدائم قد يؤدي إلى مجموعة من الآثار السلبية على الصحة النفسية والعلاقات الاجتماعية. إليك بعض الأضرار التي قد تنجم عن الاحتكاك الدائم:

1. * التعب والإرهاق *: يمكن أن يستنزف الاحتكاك المستمر الطاقة ويسبب الإرهاق الجسدي والعقلي، مما يجعل من الصعب التعامل مع الحياة اليومية بكفاءة.

2. * تدهور العلاقات الاجتماعية *: قد يؤدي الاحتكاك المستمر إلى تدهور العلاقات الاجتماعية، سواء كان ذلك بين الأفراد أو في العمل أو في المجتمع بشكل عام.

3. * زيادة خطر الإصابة بالأمراض النفسية *: يمكن أن يزيد الاحتكاك المستمر من خطر الإصابة بالأمراض النفسية مثل الاكتئاب والقلق والتوتر العصبي.

4. * ضعف الأداء العام *: يمكن أن يؤثر الاحتكاك المستمر على الأداء العام في العمل والدراسة والحياة الشخصية، مما يقلل من الإنتاجية والرضا الشخصي.

5. * الشعور بالعزلة والانعزال *: قد يشعر الأفراد المتعرضون للاحتكاك المستمر بالعزلة والانعزال، حيث يصبح من الصعب عليهم بناء علاقات اجتماعية صحية ومستدامة.

وكم من علاقات قوية وذات ترابط خربت بسبب التدخل المستمر تحت أي مسمى (الحب – النصيحة – الصالح العام)

لذا؛ بشكل عام، فإن الاحتكاك المستمر قد يكون مؤذيا للصحة النفسية والعلاقات الاجتماعية، ولذلك يجب محاولة تقليله وإدارته بشكل فعال من خلال تبني استراتيجيات التحكم في التوتر وتعزيز الصحة النفسية والعلاقات الإيجابية وخلق مجالك الخاص الذي تستطيع به أن تحمي خصوصيتك وحياتك...