لقد لعبت صناعة صورة العدو النازى المتوحش الذى يهدد الدول الديمقراطية دورا بارزا فى تمسك دول الحلفاء خلال الحرب العالمية الثانية ،ومع بزوغ عصر القطب الامريكى الواحد بدأت مرحلة جديدة فى صناعة صورة العدو
واصبح الوضع الحالى اشبه بحرب تساندها مواقع التواصل الاجتماعى وتجعلها تنتشر على اوسع نطاق
ومن ابرز مشاهد الصناعة الامريكية فى الحروب مشهد اعدام صدام حسين
اولا :فى ذلك المشهد تم تغيب العنصر الامريكى قى مشهد الاعدام وكذلك فى مشهد المحاكمه
ثانيا : التوقيت ...ان اختيار عيد الأضحى لتنفيذ الإعدام ويوم العيد يختلف علية السنة والشيعة وهو يشكل ذكرى ما فى مذهب اهل الشيعه وهو ما ترمى له امريكا فى ان ثمة مخططا لإعادة رسم المنطقة على اساس مذهبى عرقى فكان منفذو حكم الاعدام من الشيعه وذلك من خلال قولهم بعض الكلمات التى لاينطق بها سوى اهل الشيعه وذلك لخلق فتنه بينهم وفى اليوم التالى لاعدام صدام حسين تم تفجير مسجدين للشيعه
هذا مثال فقط عن لعب المشاهد والصور فى مجال السياسة والحروب والفتن
ولعل اشهر الصور فى ذلك السياق تلك الصور التى التقطها "ايدى ادمز" ... المصور الصحفى وكان محتوى الصورعبارة عن جندى امريكى يطلق رصاصة مسدسة على راس ضابط اسير من قوات الفلبين الشيوعية الشمالية خلال حرب فيتنام ، كان الأسير رجلا ضئيل الحجم حافى القدمين وكانت يداه موثقين خلف ظهرة ، وثمة صور اخرى من حرب فيتنام قد لاتقل شهرة عن الصورة السابقة : صورة كومه من جثث ضحايا تلك المجزرة التى قام بها الجنود الأميريكين بقيادة "وليم كالى " فى قرية ماى لاى فى السادس عشر من ابريل عام 1968
كانت تلك امثلة فحسب من طلقات الصور ، وبالتالى لم يكن منطقيا ان يقف من توجه اليهم تلك الطلقات مكتوفى الأيدى فكان منطقيا كذلك ان يكون الرد من نفس العمل ، اى ان تكون الصورة المضادة فى مواجهة الصورة المهاجمة
فكان الرد على تلك الصور مجموعه اخرى لمحاكمه الجناة وصور تعكس بعض همجية الشعب الفلبينى
اصبحت صناعة الصور حتى فى النطاق المحلى فماعليك الا ان تطلق صور فى مجتمع محافظ مثل مجتمعنا تقنعنا ان هذا الشخص فاسق وعليه تجد ان كل الناس ستتخذ موقف وقد يخسر حملته الانتخابية
لقد كان اكتشاف كاميرا التصوير قبل 155 سنة ثم اختراع السينما والتليفزيون والاقمار الصناعية والسحب الالكترونية بمثابة العلامه الفارقة فى تطور اسلحة الصراع بين البشر ، خاصة مع ما اكدته دراسات علم النفس الإعلامى من ان حقيقة ان الصور المرئية تعد اكثر وسائل الإعلام مصداقية عند جمهور المشاهدين وانه رغم امكانية تزيف الصورة فمازال البشر اقرب للأقتناع بانه ليس من راى كمن سمع واصبح سلاح الصورة سلاح قوى وناعم فى ادارة الصراعات والحروب
جميع هذة المعلومات من كتاب : كتابات فى علم النفس السياسي للأستاذ الدكتور قدرى حفنى من اصدارات جامعة الدول العربية 2014

No comments:
Post a Comment