Tuesday, October 29, 2019

الانسان الاجتماعى ...انسان سعيد

فى عام 2008 حدث زلزال عظيم فى الصين ، يعتبر واحدا من افظع الكوارث الطبيعية . راح ضحيته ما يقرب من 70000 الف قتيل واكثر من ربع مليون مصاب ....اهتم العلماء بدراسة التأثير النفسى لهذه الكارثة ....فوجدوا ان اكثر الناس تعافى من هذه الصدمة الاشخاص الاجتماعيين ...وهؤلاء يحبون التواصل الاجتماعى مع الناس 
ان الانسان كائن اجتماعى ويشكل وجودنا مع الناس ركيزة اساسية لصحتنا النفسية ، فمهما كنا انعزاليين او انطوائيين ..فلو طلبت منك تذكر الاوقات السعيدة فى حياتك ....ستجد اغلبها فى بيئة اجتماعية ما ...لن تجدها وانت وحدك منعزلا عن تاثير كل البشر ..ألا تلاحظ انهم فى السجون يعتبرون الحبس الانفرادى نوعا من العقاب 
فحين تتعرض لصدمة كن وسط اصدقاؤك او من تثق بهم قدر المستطاع ...لان الدعم الاجتماعى يساعدنا فى تخطى المحن والصدمات والتفاف من نحبهم حولنا يساعدنا فى تجاوز الصعاب والارتقاء بعدها 
وجود الناس فى حياتنا يجعلنا ندرك ان الصدمة لم تدمر كل شىء وان هناك ما ينبغى تقديره فى هذه الحياة وهو حب الناس لنا واهتمامهم بنا وحرصهم على ان نكون بخير
..وتقول بعض الدراسات الاجتماعية التى اقيمت فى جامعات متخصصة ان السيدات اكثر تحمل للصدمات وللحزن من الرجال واحد التفسيرات البسيطة لذلك هو ان النساء يمارسن التواصل الاجتماعى اكثر من الرجال 
وادرك العلماء اليوم ان الانسان يحتاج الى الانفتاح والتعرف على اشخاص جدد، لذلك نجد ان معظم البرامج التدريبية المخصصة لتطوير الذات تشمل زيارات ميدانية والتعرف على اناس جدد والاشتراك فى اعمال تطوعية ...بهدف صقل الشخصية واكتساب خبرات حياتية اكثر تنوعا 
فالاشخاص الذين يحبون التجديد المنفتحون على تجارب الحياة الساعون لاكتساب خبرات متنوعة ...يكونوا اكثر قابلية من غيرهم للتطور النفسى والتقبل لصعاب الحياة ....لانهم يتعرضون لخبرات اكثر تنوعا مما يتعرض له الشخص الانطوائى ....الانفتاح على التجارب الجديدة يجعلنا ندرك انك ليس متفرد فى مشاكلك .....لذلك لا تنعزل عن الناس كى تتجنب مشاكلهم 
فانت من يحدد علاقة الناس بك ....وليس المقصود هنا هو التقارب المبالغ به من الناس ولكن المقصود هنا التقارب الصحى الذى يضمن لك خصوصيتك وعدم التدخل فى خصوصياتهم ....المقصود ان تشارك الناس الحياة الاجتماعية ...تساعدهم ...تنفتح 
على تجارب جديدة ....تجرب اشياء جديدة

من كتاب إنسان بعد التحديث/ شريف عرفة / الدار المصرية اللبنانية 201

No comments:

Post a Comment