قامة قصيرة ...بنية قوية ..عيون زرقاء ...ذلك هو الصبى اليتيم "محمد على | الذى ولد عام 1769 م فى تلك المنطقة الجبلية ..ذات الطبع الحاد ...مدينة "قولة " احدى موانى مقدونيا باليونان وهو تركى عثمانى الجذور ..كان الوحيد الذى بقى على قيد الحياة من بين سبعة عشر شقيقا ...ماتوا جميعا فى عمر الطفولة ....مات ابوه ثم لحقت به امه زينب وهو فى الرابعة عشرة من عمره
يقول محمد على عن نفسه ...لقد كان الجميع وانا فى هذا العمر يصفنى بالمتشرد الذى ليس له مستقبل
كان حرمان محمد على من التعليم هوثمرة هذه الظروف ....كان يتظاهر امام اقرانه انه سعيد ..وكون صداقات مع هؤلاءالصبية المتعلمين ..ويحاول ان يتعلم منهم ...وكان يكسب ودهم من طريقة تعامله معهم ...فكان شخص جدير بالثقة
وفى سن المراهقة ....قرر ان ينضم الى الجندية مهما تطلب الامر ...فتعلم السباحة بمفرده ...وركوب الخيل ...والالعاب الدفاعية كلها
انضم محمد على الى الجندية ...واستطاع ان يتقدم على جميع زملائه ...هذا بالاضافة الى ذكائه فى التخطيط والكر والفر ....فجذب اهتمام الجميع ولفت نظرهم جميعا ...واصبح اسمه يلمع وينتشر كأحد الابطال ....وكان على شراسته وعنفوانه ودودا مجاملا مهذبا لا يستخدم الفاظ نابية ....ولايسمح لاحد بان يستخدمها امامه ...فكان الكل معجب به
وفى يوم من الايام عرف محمد على ان الحاكم يأوى احد المجرمين فى منزله ...وان هذا المجرم قريب للحاكم ...والحاكم يحميه لذلك اقتحم "محمد على "بيت الحاكم ...واخرج المجرم وقتله امام الجميع ...
بهذه الواقعة اصبح "محمد على"محل اعجاب الجميع ...ولكن غضب الحاكم عليه اشد غضب ..اذ كيف يستحل حرمة بيت الحاكم
عنف محمد على من جانب الوالى العثمانى على هذه الفعلة ....وكان ليطرد من الجندية ....لولا تدخل البعض ...ولقد قرر الوالى العثمانى ارساله الى مصر ...لمساعدة المصريين فى صد الحملة الفرنسية الموجودة ان ذاك فى مصر
لقد كان محمد على فى الثلاثين من عمره ...يوم ان وصل الى ارض مصر ....لقد كان متزوج وعندة خمسة اطفال ....بنتان ...وثلاثة اولاد ..ولقد كان قائداً على فرقة جنود البانية منتسبة للجيش العثمانى .... جزى الله الشدائد كل خير ..فالقسوة كانت باباً للصبر ...والجلد ..وقوة التحمل .. وعدم الخوف لقد صبغت تلك المعانى شخصية هذا الرجل
.وهذه كانت بداية محمد على فى مصر
محمد على باشا بدايات قاسية ومجد عظيم / نشأت الديهى /2002

No comments:
Post a Comment