سمعان صيدناوى ....الدمشقى الشريف

ولد سمعان صيدناوى فى مدينة دمشق عام 1856 من اسرة طيبة معروفة بحسن السيرة وصفاء السريرة ...وبدأ سمعان يعمل فى التجارة ويعهد اليه عمل كتابى فكان يحسب ويكتب الفواتير بأمانه بالغة ...فيعجب به التجار لمدى امانته ونزاهته وترفعه عن المال الحرام ..او المال الذى يطلب بإهانه  ...وبلغ اعجاب احد كبار التجار به ان يزوجه ابنته ....ولكن اخلاق الشاب رفضت ذلك ...فهو لايطمع فى فتاة اغنى منه ....وكان للفتى عم يعيش فى القاهرة ....فقرر ان يهاجر الى القاهرة ...فكان اغلب الشوام يهاجرون الى القاهرة لعلمهم انها مدينة مفتوحة جمعت الاجانب والعرب ...فالتجارة هناك مربحة 

بعد ان ذهب سمعان الى القاهرة مكث يساعد عمه مدة ثلاثة شهور ...وكان يتقاضى بضعة قروش ...فقد كان يدخرها حتى استطاع ان يدخر مائة جنية ....وقرر سمعان ان يقتح محل صغير للقماش ...وهنا قال سمعان لأخية ان يأتى الى القاهرة ليساعده فى محله 

وتعاون الاخوان سمعان وسليم فى ادارة المحل ورعايته وقد كان فى منطقة الحمزاوى 

اتسعت أعمال الأخوين صيدناوى (سمعان وسليم ) ففتح فرع اخر للمحل بشارع الموسكى ....واصبح يبيع الملابس فيه....وكلما زاد رزقهما فكرا فى فتح فروع اخرى للمحلات ....وكان لا يوظف سوى الشباب المحترمين حسنى الخلق فجعل النساء والرجال المحترمين لا يرضون ان يشتروا اى بضاعة سوى من محلات صيدناوى 

كان سمعان لا يشغل باله سوى كيف يوسع تجارته ....فاتجه الى الاثاث والعطور والمفروشات ....تزوج الاخوان وانجب سمعان يوسف وجورج ...وانجب اخوه إلياس ....وينتقل الاخ الاكبر سليم الى رحمة الله 1908 ويترك اخوه سمعان بمفردة 

حزن سمعان حزن شديد فلم يكن يشغل قلب هذا الرجل سوى حب عائلته وتجارته 

لقد كان لسمعان صيدناوى اصدقاء كثيرين من مصر ....احبه المسلم والمسيحى لرقة قلبه وامانته ....

لقد اشتهر سمعان بالكرم ... فمن كان يأتى الى محلاته ولا يشترى شىء ....كان يرجعه الى المحل ...ويقول له خذ ما شئت ...ان  المال مال الله وفى قصة اخرى ان احد البائعين فى محاله احدث خطأ فى حساب احدى السيدات (فقد اخذ منها مال زيادة) ...وابلغ الشاب عن ذلك ....كلف صيدناوى جميع العمال بالبحث عن السيدة ورد مالها لها ...ولم يوبخ الشاب الذى اخطأ 

مات صيدناوى سمعان وقد بلغ الثمانين فما خبا له نشاط حتى فى شيخوخته فكان يقبل على العمل فى الصباح مع مستخدميه 

وكان ينصح الشباب دائما بالاخلاص والاجتهاد والامانه .......مات وترك محلات صيدناوى التى انتشرت فى القاهرة والاسكندرية والمنصورة وطنطا والفيوم واسيوط 

وبورسعيد وباريس

عصاميون عظماء من الشرق والغرب / نخبة من الكتاب / مكتبة بن سينا