Sunday, January 26, 2020

الفضلات النووية

الفضلات النووية 
الفضلات النووية هى الفضلات الناتجة من استخدام التفاعلات النووية ولذلك 
لا تنتهى مخاطر الطاقة النووية عند حد استخدامها الفعلى، سواء كان سلميًا ام حربيًا، بل تتعداه لتبقى متصلة بكل ما ينتج عنها من مخلفات أو فضلات حيث تحتفظ هذة الفضلات بالخصائص الإشعاعية السامة التى تستمر فى تأثيرها لعشرات السنين 
وقد شكلت الفضلات النووية أزمة على الصعيد العالمى نظرًا لكون التخلص منها بأى طريقة لايزال يلوث البيئة ويضر بالكائنات الحية الموجودة ولو على بعد عدة كيلومترات من أماكن هذه الفضلات وللأسف لجأت بعض الدول المتقدمة الصناعية الى طمر نفاياتها النووية المخزنة فى براميل معدة خصيصًا لذلك فى باطن الارض دون ان تراعى اختيار المكان المناسب لذلك ، فكانت دول الشمال المتقدمة تطمر نفاياتها النووية فى ارض دول الجنوب النامية مقابل حصول الأخيرة على الدعم المادى ولم تستطيع عمليات الطمر فى باطن الارض منع مياة الامطار من التسرب وصوًلا الى تلك النفايات السامة وبالتالى تلويث المياه الجوفية بالإشعاعات الذرية ، اضافة إلى أن هذا يؤثر أيضًا فى طبقات الأرض والتربة وبالتالى يؤثر فى الثروة النباتية والأراضى الزراعية وفى الثروة الحيوانية كذلك 
وتسعى الدول المتقدمة الى اخراج النفايات النووية خارج حدودها تماما من خلال نقلها على متن سفن خاصة وإلقاءها فى مياه البحار والمحيطات 
والاسوء من ذلك فيتمثل فى تزييف اشكال ومسميات النفايات النووية التى تم إرسالها من قبل الدول المتقدمة الى الدول النامية ، فعلى سبيل المثال تم إسال رماد من مدينة "فيلادلفيا " الأمريكية إلى "هايتى " على انه سماد وإلى "غينيا " على انها مواد لصناعة الطوب بالإضافة الى مواد تحت اسم المبيدات الحشرية فقد تم ارسال هذة المواد تحت اسم مستعار لشركة مبيدات امريكية وتم ارسال شحنة من هذة النفايات الى نيجيريا وكوريا الجنوبية ...حيث تستغل الدول المتقدمة فقر الدول النامية وديونها المتراكمة لتبادلها بالنفايات النووية السامة ....والفضلات النووية لا تظهر اثارها الا بعد عشرة سنوات وتظهر فى صورة امراض عضوية خطيرة كاسرطان العظام والامعاء والدم وامرض اخرى مرتبطة بمناعة الجهاز التنفسى وتمتد الامراض لتلحق الاذى بعدة أجيال متلاحقة 

محمد عبد الرؤوف السيد / المذابح التاريخية حول العالم / دار التعليم الجامعى /2018

No comments:

Post a Comment