ثقافة الفوضى
يعد مفهوم الفوضى من المفاهيم التى ظهرت فى
الآونة الأخيرة وقد تزامن ظهوره مع مصطلحات اخرى كالفوضى الخلاقة والمجتمع الفوضوى
ومن احد تعريفات الفوضى هى فقدان النظام
والترابط فى المجتمع نتيجة الاضطرابات السياسية والامنية والقانونية وقد أكد علماء
الاجتماع بأن لحظة وقعها يكون المجتمع فى حالة عدم استقرار فى ظل غياب الامن
والقانون اما ثقافة الفوضى هى ثقافة تظهر فى المجتمع نتيجة لتردى الأوضاع
الاجتماعية والاقتصادية والسياسية والتى بدورها تخلق شعور بالإحباط والقلق نتيجة
الحرمان الذى عانى منه المجتمع والذى ادى الى تنامى العنف وعدم الامتثال للمعايير
والقيم الاجتماعية واحترام القانون
فعندما يشعر الفرد بالاحباط والظلم تحدث
ثقافة الفوضى
ولا تختلف الدول المتقدمة عن الدول النامية
...فالفوضى البشرية عندما تتفاعل وتنفجر تكون مدمرة اذ تفقد الدولة سيطرتها على
الشعب فهى تؤدى الى انهيارات مروعة اذ يفقد المواطن الثقة فى الحكومة ويستخف
بالقرارات السياسية
مظاهر ثقافة الفوضى
1-
انهيار القيم
القيم هى الإطار المرجعى الذى يحكم تصرفات الإنسان ...وهى اكثر اهمية
للشباب فى اى وطن فإذا تعرضت منظومة القيم الى هزات ادت الى تدهور اخلاق الشباب
والافراد
2-
التفكك الاجتماعى
ان التفكك الاجتماعى يلعب دورا قويا فى نمو ظاهرة السلوك المنحرف ويتمثل
التفكك الاجتماعى فى عجز الاسرة فى التقويم واعلاء صفة الانانية لكل فرد داخل
اسرته وعجز مؤسسات التنشئة الاجتماعية عن اداء دورها نتيجة مؤثرات خارجية ...
3-
غياب ثقافة التسامح
ان انخفاض معدلات التسامح الاجتماعى لصالح معدلات التعصب ورفض الاختلاف ...ادى
الى وجود احتقان وكبت يعجل بثقافة الفوضى داخل المجتمع
4-
فجوة المعرفة والوعى
تعتبر من اهم الفجوات او المشاكل التى تتعلق بالظاهرة وهى غياب المعرفة
والمعلومات الحقيقية بالإضافة الى نشر الأفكار الهدامة المغلفة بحقائق الغرض منها
زيادة الفوضى وتتعظم الفوضى فى ظل غياب الوعى بإهمية تفعيل القانون والالتزام به
وتعتبر ثقافة الفوضى بيئة مناسبة جدا لظهور التطرف وانتشار الإرهاب واجمع
علماء الاجتماع على ان وجود كتل وطنية مختلفة الطوائف هي التي تنقذ المجتمع من هذه الفوضى
تقافة الفوضى ومجتمع المخاطر من الانهيار الى البناء / مصطفى الفقى ، اسماء
إدريس الزغارى / دار المعارف /2019

No comments:
Post a Comment