Tuesday, November 10, 2020

بطل اليوم الواحد

 

بطل اليوم الواحد

نجم اليوم ليس هو نجم الأمس ولا الأسبوع الماضى ولا الشهر السابق إنه نجم ليوم أو أكثر ....سوف يحتل مساحات التفاعل والتعليقات والهاشتاجات ....والنجم هنا لايخضع لقواعد النجومية التقليدية ....فنان أو ممثل او حتى قاتل ....اللعبة تغيرت ....لم تعد النجومية تحتاج الى جهد أكثر من الوصول الى مواقع التواصل لايهم الفعل قد يكون أغنية غريبة او رقصة عجيبة ....(واحد عامل ميت ....كومبارس تعلن عن اختفائها بالاتفاق مع صديقاتها .....فتاة تأكل الثعابين ....شاب يعمل عجين الفلاحة ....فنان يدلى بحديث صادم ....مذيعة تستضيف رجلاً  يحاور العفاريت .....المهم فى الموضوع (شير وتعليقات ) من خبراء النميمة وقادة الرأى الافتراضى ...واصحاب الفراغ المعرفى .....ومثلما تصنع السوشيال ميديا نجومًا فإنها ايضًا تهدمهم او تتحول الى ادوات  تشهير وهجوم وانتقام ....شتيمة أو هجمات افتراضية قاتلة .....مواقع التواصل وبعض برامج التوك شو تصنع نجومًا بشكل يومى ولحظى ...وتحرق نجومها كل لحظة ...كأننا أمام الثقب الأسود يلتهم كل ما يضعف من النجوم ويبتلعها ,  لدينا فى عالم الإنترنت عموما نجوم تولد لتستمر ساعات ,,ايامًا,,اسابيع .....قليلون هم من يبقون على السطح والاغلبية تختفى ...تموت مثلما ولدت فجأة او خلال أيام .

كانت حالة بائع الفريسكا ومثلها حالات كثيرة نموذجأ لعصر التواصل والانقطاع ، حيث تظل تتصدر مواقع التواصل لتصبح بطًلا ونجم العام والأعوام الأخيرة بامتياز فى عصر تصنع الصورة نجومًا وتهدمهم فى مواقع التواصل الاجتماعى

كانت هذه الادوات محل إشادة كلما نصرت قضية أو انتصرت فى موقعة ,لكنها ايضًا محل اتهام وجدل لكونها تصنع ابطالاً من وهم وصورًا من فراغ تبيعها لجمهور ...بعضه ينتظر الحقيقة واكثرهم  متعطش للنميمة ....فهذه الأدوات التى ساندت مظلومين ونظمت حملات تضامن ....هى نفسها التى نهشت أبرياء أو ساهمت فى صنع " بلالين " فى السياسة والإعلام ...حيث الأبطال من الباحثين عن نجومية أو بطولة ..وهى بطولات لاعلاقة لها ببطولات سابقة

لقد كان البطل فى الماضى يصنع تاريخ ولديه قصة كفاح فى اغلب الاحوال .....لم يعد هذا البطل التقليدى موجود ....لكنه اصبح صورة يتم تصنيعها بمشاركة فردية أو بمؤسسات تصنع ابطالا من فوتوشوب ....حقيقي أو افتراضى ....فهو بطل مؤقت ( بطل اليوم الواحد ) يظهر ويختفى ...وقصص يتم بناؤها بعناية وخيال لتصبح جزءًا من نميمة اليوم والليله

ولا ننكر اليوم ان "فيس بوك " تحول الى اداه لقياس الرأى العام مفيدة وقوية ....ولكن الامر تعدى عدة مراحل ....فأصبح يقوم بنشر شائعات غريبة ...مثل براءة ريا وسكينه ....ومروج  هذه الاشاعة يدرك انه محال ان ينتقد الاشاعه اى شخص ...فهما مجرمتان من زمن بعيد ....ولايهتم احد ببرائتهما ....المهم هو نسف حقيقة اعتقدها الناس لسنوات طويلة ....فتزداد التعليقات والشير .....

شاء من شاء وابى من ابى اصبح المجتمع الشبكى واقعًا يصنع ابطال ويلوث سمعة الاخرين ....وهو يعكس رغبة الناس فى الحديث وابداء الراى ....وما دمت قد اصبحت عضوًا فى المجتمع الشبكى فأنت تفقد جزء من خصوصيتك وقناعاتك الشخصية ....انت فى عالم الإنترنت سباح أو غارق ...او متعلق بقشة باحث عن شهرة أو عن تسلية ...متفرج أو تائه ....سوف ترى وتقرأ على حكماء وتافهين ....عمقاء وسطحيين

السيبرانى اضغط هنا / اكرم القصاص /كتاب الهلال /2020




No comments:

Post a Comment