العنف المعنوى
العنف المعنوى لايقل خطورة عن العنف البدنى ...بل ان
اثاره النفسية تمتد لفترة زمنية اطول
...وهو يكون اما بسب مقارنة الطفل بشكل مستمر أو النقد الدائم لسلوكه ...واستخدام
العبارات السلبية لوصف الطفل ...وهذا من
شأنه ان يجعل الطفل يشعر بالدونية والاحباط من نفسه ....وتكمن الخطورة فى كون هذه
العبارات تترسب فى العقل الباطن حتى يصدقها وتصبح واقعًا يعانى منه الأبناء وكذلك
الأباء
- ويرجع السبب فى اتخاذ هذا الأسلوب الخاطىء فى التربية
الى
- - وجود تشوهات نفسية فى شخصية الأب او الام أو
كليهما
- - أعتقاد خاطىء أن ذلك فى مصلحة الطفل وأنه
اسلوب تحفيزى
- وقد ينتج عن اتباع هذا الاسلوب الخاطىء فى التربية ( شخصية ضعيفة ، عرضه للإصابة بالإحباط الدائم , فقدان الثقة بالنفس , شخصية مهزوزة ومتردده , شخصية انسحابية منطوية )
وتجد هذا الطفل لايحب نفسه ويمتدح الاخرين
ويفتخر بهم وبإنجازاتهم ولكنه يحطم نفسه ويحتقرها
ولابد ان نعلم ان الام هى طوق نجاة ، هى بنك
السعادة فهى الممول الرئيسى والمسئول الأول عن إشباع الاحتياجات الإنسانية
الرئيسية لا بنائها والتى تتمثل فى ثلاثه أمور اشباع احتياجات الروح المتمثلة فى
الحب والسعادة والقيم الإنسانية والأخلاقية ...ثم اشباع احتياجات العقل المتمثلة فى
العلم والثقافة والابتكار والإبداع
واخيرًا إشباع احتياجات الجسد المتمثلة فى الطعام والنوم والراحة
.....وعلينا ان نتذكر ان منح الطفل السعادة والأمان يمهدان له طريق النجاح
والإبداع والدعم النفسى من خلال الحوار معه وتقبل افكاره وشخصيتة .
وليس المقصود بالعنف المعنوى الطفل فقط وانما يظهر بشدة فى المجتمع من خلال العمل الجماعى مع المدير والموظفين ، ولكن لا يستمر بسبب الوضع الوظيفى ...، ولكنه اكثر وضوحًا فى الزواج ومنه اشكال كثيرة منها
- الميل الى المراقبة والتحكم
هناك بعض الشخصيات السلطوية ،وهى شخصيات تميل الى التحكم بالأموروضبطها لصالحها ..فنجد الزوج او الزوجة يحول ضحيته دائمًا الى شخص يحتاج الى التهذيب وتعديل للسلوك ،وهو بذلك يبرر ما يفعله حتى يستطيع ان يمارس ضغوطه ..فقد يصل الامر الى اختيار وانتقاء الملابس والطعام ... وطريقة الكلام والتسفيه من الافكار فهذا النوع يرى ان شريكه لا يستطيع ان يختار بشكل حر وان طريقة تفكيرة تتسم بالغباء .
- اثارة الشعور بالذنب
وهوبذلك يمارس القمع المعنوى للضحية وهو تحميل الضحية دائمًا المسؤلية عن الاخطاء والهدف منه هو الاحتفاظ بالضحية حتى تشعر بالذنب وتبرر ما يفعله الطرف المستبد ، وبالتالى تستمر معه
وفى النهاية تعتبر اسباب العنف المعنوى كثيرة ...وله اكثر من جانب سيكولوجى واجتماعى وتربوى ...وله العديد من المظاهر ....التى قد تصل الى ان يتم اقناع الضحية بالانتحار ....ولكن يجب على اى فرد سوى ان ينتبه والايقع ضحية لهذا العنف ....فهو مدمر ....فمن خرج من هذه التجربة يشعر انه لم يعود كما كان ..فقد الهدف من حياته ومن نفسه ويشعر انه يحتاج الى من يدعمه باستمرار
بل ان هناك فى حالات قليلة ونادرة ادمنت الشعور بالدونية وتسعى لان تجد من يمارس عليها هذا النوع من العنف
اخلاق للبيع / امل رضون / مكتبة زهراء الشرق
/2020

No comments:
Post a Comment