تعزيز الثقة بالنفس وتقدير الذات

 

هل تشعر بأن حياتك ستتحسن اذا كان لديك المزيد من الثقة وتقدير الذات ؟؟؟

فحين تكون واثقًا ولديك تقدير جيد للذات فإنك ستؤمن بنفسك وقراراتك وأفعالك وقدراتك فتواجه الحياة بتفاؤل وتؤمن بقدرتك على مواجهة التحديات والصعوبات

فالثقة هى اعتقاد أن شيئًا ما يمكن أن يحدث ولسوف يحدث ...فقد تكون واثقًا من ان القطار سوف يصل فى موعده ...وبذلك ان تنتظر القطار بدون خوف وبهدوء اعصاب .....ولاتتعلق الثقة بالنفس بما يمكنك وما لايمكنك فعله إنها ما تعتقد وتؤمن بأن باستطاعتك فعله أو عدم فعله ... ان الثقة تجعلك تشعر بإتجاه إيجابى تجاه نفسك وقدرتك وتؤمن بأنك قادر على فعل الكثير .....فاذا ما امنت بأمر ما عن نفسك سواء بالايجاب او السلب ..وامن به الناس عنك أيضًا فإن كلا منكما يجعل من ذلك الشىء حينئذ واقعًا فقيام الاخرون بملاحظتك بشكل ايجابى ...او تشجيعك أو مدحك من الممكن أن يساعدك على بناء صورة ايجابية عن ذاتك ...إضافة الى ذلك فإن عدم تقدير الاخرين لك وتلقيك لاستجابات سلبية منهم يمكن ان يجعلك تفقد الثقة فى نفسك.....

هناك بعض القواعد التى بإمكانها ان تعزز الثقة وتقدير الذات لديك

- لاتجعل اهتمامك منصبًا على التخلص من مواطن الضعف لديك ولكن اهتم باستغلال ما لديك من نقاط القوة : فحين نعانى من نقص الثقة فإننا نميل الى التركيز على مالانتفهمه ونكون منشغلين بما هو خطأ فينا .....اعمل على ما تستطيع تفعله ...فحين تقوم بالأمور التى تستطيع أن تقوم بها على نحو طيب فإنك تؤدى اعمالا سهلة نسبيًا بالنسبة لك وبالتالى ستزداد ثقتك بذاتك

- التفاؤل ثم التفاؤل : التفكير الإيجابى جانب حاسم بالنسبة لتعزيز الثقة وتقدير الذات ...فكر بإيجابية وحينئذ ستؤمن وتتوقع أن لديك القدرة على الفعل وتصير الأمور على الأرجح الى خير ما يرام .

- التحرر والمضى قدما : يفكر البعض أن الاستمرار فى التشبث يجعلنا أقوياء ...ولكن ما يجعلنا أقوياء هو التحرر ...فعلى سبيل المثال ربما كنت تعمل فى وظيفة امنه وروتينا ثابتا ومزايا جيدة .....لكنك تريد ما هو افضل بالنسبة لك ...ففى عقلك مشروع جيد لكنك تخاف الفشل ....تحرر من خوفك وقم بمشروعك بعد دراسة جيدة ...نعم قد تخسر فى بعض المواقف بطريقة او اخرى ....وقد تكسب  ...المقصود هنا ان تحاول وتكف عن احلام اليقظة .

- كن نفسك وقل ما تشعر به حتى لو اتهمك الناس بالغباء : الناس لاتهتم سوى بمصالحها فقط وتصدر احكاما على الاخرين بسبب وبدون سبب ...فلا يهمك امر الناس ...ولكن قبل ان تقل شيئا فكر جيدا فى الامور الثلاثة  التالية

1- كن واضحًا بشأن ما تريد

2- تكلم بثقة ولا يعنيك الاخرين

3- كن نفسك ولا تقلد احدا فانت قوًيًا عندما تكن انت نفسك

واخيرًا اكتسب احترام الاخرين ....فلا تسمح للاخرين بأن يعاملوك بتجاوز ...عامل الاخرين بإحترام ...انصت اليهم ...حين تفعل ذلك فإن غالبيتهم يستيجبون بشكل طيب  

 

كتاب الجيب الثقة : تدريبات قصيرة من أجل حياة مفعمة بتوكيد الذات / جيل هاسون ، ترجمة احمد حمدى مصطفى / روابط للنشر والتوزيع

عالم اسمه السعادة

 

عالم اسمه السعادة

نولد جميعًا سعداء ، نولد وفى داخلنا " توق طبيعى " الى السعادة ....يظل معنا طول  .... العمر..  ....فكل انسان مهما كانت ثقافته او عمره او درجة تعليمه يريد ان يصبح سعيدًا ...رغبتنا فى السعادة لا حد لها  ....دافعنا الفطرى للحب ...الى الجنس ...الى الطعام والشراب ...الى النجاح الى تحقيق الاهداف ....قد ينتج لنا رغبة عارمة لا تقاوم تسمى السعادة

لذلك نجد أن  كل شخص على وجه الارض يمكن ان يكون سعيدًا ...فالسعادة هى إحساس بالغبطة والسرور ....وهى لا تستمر لفترة طويلة ....فهى متذبذبة وتختلف من فرد لاخر ...فالسعادة  الدائمة امر مستحيل ....ولكنها دائمة فى حالة واحدة فقط وهى الرضا ....ولا تكون سعادة بالمعنى المتعارف عليه ...ولكنها تكون صبرا على الامر حتى يزول وثقة الفرد ان كل شىء سىء له طريق قصير وسوف ينتهى ......منذ أكثر من قرن كتب الفليسوف والسيكولوجى الكبير " ويليام جيمس " عن كيفية اكتساب السعادة والاحتفاظ بها واسترجاعها ...فالسعادة من وجهة نظره هى الحافز الغامض وراء ما يفعله كل الناس فى كل زمان ...فالسعادة تعتبر ثمرة تجارب الحياة التى عاشها الفرد فهى نتيجة مباشرة للعمل الشاق للقرارات الحياتية الصائبة ...للحب الصادق ....للتعلم الناجح ....فهى المجهود المبذول لتحقيق ما نريد ....اما الاشخاص دائمى البكاء والندب ....هم من جلبوا التعاسة على انفسهم ...فهم دائمًا ما يقارنوا حياتهم بغيرهم ...وهم من يضعون سيناريو سىء لحياتهم ...وان السعادة هى ملك الاخرين ...اما هم لم تعطيهم شىء فى حين ان الاشياء المقدرة سوء كانت جيدة ام سيئة فهى تعتمد على رد فعل الشخص نفسه ...وعلى سبيل المثال اذا فرضنا ان هناك اثنان فى عمل واحد ....كلاهما يأخذ نفس الراتب ...وكلهما يتعرض لنفس ضغوط الحياة ...ولكن لكل واحد منهم عقل وتصرف مختلف ....فإحداهما يدخر من راتبه رغم صغره ...ويجتهد فى اقامة مشروع ما ...اما الاخر ينفق راتبه كله ...فالنتيجه بعد عشرة سنوات مختلفة ....وهاكذا فى مختلف امور الحياة ....

اما عن قول ان السعادة فى المال فقط  ....فقد وجد علماء علم الاجتماع ان الاغنياء اكثر راحة واقل تعب من الفقراء ....ولكن الاغنياء ايضًا لا يشعرون بالسعادة ....فقد اعتادوا على حياتهم ...ولا يجدون السعادة التى فى خيالهم ...والغريب ان اغلب الناس فى الدول الغنية لا يشعرون بالسعادة مثلهم مثل الناس فى الدول الفقيرة ...ففى بحث اجرى فى جامعة إلينوى 1993 ان الافراد الاثرياء يكونون فى المتوسط اسعد...انما بفارق ضئيل جدًا ولقد اثبتت بحوث عديدة  اجريت بعد ذلك صحة هذه النتيجة اذا ما توفرت للفرد متطلباته الاساسية ...وفى نفس السياق اكدت دراسة سيكولوجية مفصلةعلى 22 فرد كانوا فقراء وتحولوا الى اغنياء ...واتضح انهم شعروا بالسعادة فى بداية تحقيق حلم الثراء ....ثم بعد ذلك اعتادوا على هذه الحياة ولم تعد تثير فيهم نفس القدر من السعادة ...فقد اعتادوا بيوتهم الفخمة ..وسياراتهم الفارهة .....لذلك وجد ان المال هو الشىء الوحيد الذى يعادله الناس خطأ بالسعادة ....فالشباب ليسوا اسعد من المسنين ....والرجال ليسوا  اسعد من النساء ، وخريجوا الجامعة ليسوا اسعد من لم يكملوا دراستهم الثانوية ....فالسعادة مرتبطة بالشخص ذاته .

  التفسير العلمى للسعادة والضحك والنوم / احمد مستجير سلسلة اداب العلوم / الشركة المصرية للنشر الدولى 2007 

الالم خير صديق

 

الالم خير صديق

هناك قصة حقيقية عن فتاة من مونتريال لم تشعر بصداع مطلقًا ....اسنانها لم تؤلمها يومًا ....لم تشعر بمغص فى بطنها او الم فى اى جزء من اجزاء جسدها ...بل انها لم تشعر بحاجتها الى ان " تهرش " جلدها...فهى لاتعرف معنى كلمة الم .....فقد تتعجب عزيزى القارىء ..وتقول يا لها من حياة خالية من المنغصات الجسدية ....لكن اتحب ان تكون مثلها ....فعندما كان عمرها عشرة شهور ظهر بمؤخرة رأسها ورم بسيط وفى المستشفى اجريت لها عملية جراحية صغيرة فلم  تصرخ المًا وعندما بلغ عمرها ثلاثة سنوات اصيبت فى كعبها بالتهاب نتيجة تلوث بكتيرى ولم تشعر بشىء ...وفى عمر الخمس سنوات كسرت احدى ذراعيها ولم تشعر بشىء ....ولولا ملاحظة امها تورم ذراع ابنتها ...لبترت يد ابناتها ...فقد ظلت يد الابنة مكسورة لمدة اربعة ايام ...ومن المعروف ان هذا الكسر يسبب المًا مبرحة ولكن الفتاة لم تشعر بشىء ....وفى مرة  اخرى كانت فى حجرتها وحيدة فى الشتاء عندما سمعت اطفالاً يلعبون فى الشارع فأتجهت الى النافذه و ركعت بركبتيها على انابيب  التدفئة الساخنة لتنظر الى الخارج ولكنها لم تشعر بالسخونة ولم تحس بجلدها ولحمها  الذى بدء بالأحتراق .....واكتشف والدها هذه الحروق الخطيرة ...ليركض لإسعافها فى المستشفى   بعدها بدأت الاسرة بفحصها كل يوم ....وتعودت هى ان تفحص نفسها بشكل مستمر  ...تفحص اسنانها ....تفحص جلدها ....تفحص عظامها ....تفحص جلدها ....تبحث عن ظهور اى جرح جديد ....لذلك اجرى الاطباء بعض التجارب عليها ..... .ان تضع يدها مثلا فى الماء المثلج  او ان تلمس النار ....فكانت لا تشعر بشىء ....انها حتى لا تشعر بإرتفاع ضغط الدم......وكانت بالرغم من ذلك وظائفها الحيوية طبيعية ....لذلك اعتبر العلماء ان جهاز الإنذار فى جسدها معطل ...وان جهازها العصبى لا يشعر بالالم وانه معطل فى هذه الجزئية ....لم يجد العلماء تفسيًرا علميًا سوى ان الاحساس عندها معطل بدون معرفة السبب .......وفى احد الايام اصيبت بإعياء ودخلت المستشفى واذا بها لديها التهاب حادا للغاية اذ انه حدث التهاب حاد فى المعدة ...ادى الى تقرحات وافرازات تسربت الى الدم مما ادى اى تلوث بالدم عجز الاطباء عن شفاءه ...واكدوا انه التهاب عادى ...يعالج فى البداية ..اذا شعر المريض بالالم ....ولكن الالتهاب ظل فترة طويلة جدا فى المعدة ...مع استمرارها فى تناول الطعام العادى ...ادى الى استفحال  الالتهاب حتى ادى الى تأكل فى المعدة وتسرب الالتهاب الى الدم وتلوثه ...وللعجب شعرت بألم الموت كما وصف الاطباء حياتها فى اللحظات الاخيرة ...وماتت عام 1957 فى عمر التاسعةوالعشرين ....هذه القصة تذكرنا بأن الالم مفيد ....الالم صديق للأنسان فى حياته ....بل ان الالم فى بعض الاحيان لايقدر بثمن ....وما ينطبق على الألم الجسدى ينطبق على الالم النفسى ....لذلك لاتنظر للألم على انه عدو ...بل الالم صديق صادق يعلمك ويخبرك ....تذهب الى الطبيب لتعلم ما يؤلمك ...او انك لاتكرر هذا الموقف مع هؤلاء ...فقد تألمت والالم ينعش الذاكرة ويعلمها ....النار مؤلمة لا تقترب منها ...الشخص المستغل مؤلم لا تصادقه ..... الشخص الكاذب مؤلم... .الالم خير معلم وخير صديق

التفسير العلمى للسعادة والضحك والنوم ...سلسلة ادب العلوم / احمد مستجير الاكاديمية للنشر 

اشكر الماضى ....وتقدم

 

اشكر الماضى ...وتقدم

ماضيك مصدر قوتك لان عثرات الماضى هى نقاط قوة المستقبل ...فكل تجاربنا وما نمر به فى حياتنا ما هو الا دلائل وإشارات لطريق المستقبل الذى يجب ان نحرص دائمًا على ان يكون افضل وان نتعلم من اخطائنا واحزاننا كيف هو طعم ومذاق السعادة وذلك بالتركيز على الخبرات والتجارب التى تعلمناها من هذا الماضى ، وندع الشعور والأحاسيس جانبا حتى تمضى فى طريق التقدم والاستمرار الى الامام

اشكر ماضيك فهو ما جعلك اليوم ....فمن الماضى نعيش الحاضر ونستمد قوة للمستقبل ...مهما كان الماضى مؤلمًا من وجهة نظرك ...فهو صاحب فضل عليك ......هل لو عادت ظروف واحداث ماضيك التى تؤلمك مرة اخرى الان ، هل ستتصرف بنفس الشكل والطريقة والأسلوب ام لا؟؟

بالطبع افادتك الاحداث الماضية فى تجنب بعض الامور وتعلم بعض الدروس التى تفيدك الان فى حياتك فلو تعرضت لخداع شخصى او مهنى او مادى فى وقت ما فى الماضى ..فمن المؤكد انك تعلمت منه ...فانت الان اكثر حرصًا وكياسة وفطنة من قبل ....لو رسبت فى احدى سنواتك الدراسية نتيجة سوء تقدير او حسابات لم تكن دقيقة فمن المؤكد انك ستتفادا منها فيما بعد

بإمكانك النظر الى الماضى بشكل إيجابى او سلبى ولكل نظرة منهم نتائجها فإذا تعاملنا مع الماضى على انه منحة ربانية ومصباح منير نستبصر به مواقفنا الحياتية المختلفة وفى اوقات الشدة والصعوبات لنتعلم منه الخبرات ونستثمره لاصلاح حياتنا وبناء مستقبلنا ...اذا نظرنا هذة النظرة للماضى ستكون بداية صحيحة وبداية رحلة رائعة لحياتنا ....ولكن اذا تعاملنا معه على انه ماض مؤلم لانريد تذكره ونريد محوه ....والاحساس الدائم بالشفقة تجاه انفسنا ...اعتقد فى هذه الحالة سيكون من الصعب ان نتعلم منه ....وتقدمنا سيكون مريض

وكما قال انيس منصور العمل  العظيم وراءه جرح عظيم .....اغلب  رجال الاعمال والمفكرين والادباء قد مرو بتجربة غيرت حياتهم ...تعلموا منها وتقدموا ...وايقنوا ان الحياة هى اكبر مصدر للتعلم وان الخطأ والالم اكبر معلمان لك حتى تصبح ما انت عليه ...بعضنا يتعلم ويتقدم ...والبعض الاخر ما زال ينظر وراءه حزين على ما مضى

تعلم محو احزانك ....عليك ان تتقن هذا الفن وحاول دائما ان تتجاهل ما يؤلمك وما يكدر صفو حياتك بمرارته وحزنه

لون افكار حياتك / مصطفى عاطف / مكتبة زهراء الشرق /2020