Wednesday, August 28, 2019

ابو الانبياء فى ام الدنيا

ربما كانت حقيقه وهى الى الحقيقه اقرب منها الى الخيال  فالرسم الموجود على جدران احدى مقابر بنى حسن مركز قرقاص بصعيد مصر الذى يمثل وفداً اتى مصر فى السنة السادسة من حكم الملك الفرعونى سنوسرت الثانى ويتالف هذا  الوفد مكون من سبعة  وثلاثين شخصاً من البدو رجالاً واطفالاًارتدو ملابس صوفيه مزركشه ...ربما هذا الرسم يمثل ابو الانبياء ابراهيم وامراته سارة  فى زيارتهم الى مصر ...حيث تظهر اربعة نساء ثلاث منهن بملابس متشابهه مغطاة الاكتاف كعادة النساء الاسيويات .
والنساء الاربع حسب تفسير المنقوشه هن زوجته سارة وزوجة لوط وزوجة اليعازر الدمشقى ...اما الرابعة ذات الزى المصرى فهى هاجر ومما يؤكد ان اللوحة الفرعونية فى هذة المقبرة هى الخاصة بزيارة سيدنا ابراهيم لمصر ان الرسم ليس موجوداً فى اى  مقبرة فى الدلتا او الجزء الشمالى من الوجه القبلى ولكنه موجود فى بنى حسن قرب ملوى مما يوحى بأن سبب الزيارة شىء اخر غير الهجرة او التجارة ،كما ان قدوم وفد للتجارة ليس بالاهمية البالغه التى تستحق التسجيل ، فقد ظلت وفود التجار الاسيويين تفد الى مصر طول حكم الاسرة الحادية عشر لمدة 60 سنة والاسرة التانية عشر لمدة 215...ليستمر الوضع على ذلك حتى استيلاء الهكسوس على مصر
- وقالو ان هاجر كانت امرأة لملك من ملوكنا ... ووقعت اسيرة جراء حرب من اهل عين شمس انتصر فيها الهكسوس فقتلو الملك وسبوها ومما يؤيد هذا القول ان الملك اهداها هى بالذات لسارة لان وجودها فى بلاطه كان يشكل حافزاً لقيام  الثورة
فهى ليست بجاريه بل اميرة تم اسرها ولها من شرف وعراقة الاصل ما جعلها تعامل الملك بعد اسرها بأنفه وكبرياء

سيدنا ابراهيم ذكر فى خمس وعشرين سورة وفى ثلاثة وستين اية من القرأن ...كما ارتبطت سيرته عليه السلام بسيرة ابن اخيه لوط وبسيرة ولدية اسماعيل واسحاق ...بل ارتبطت سيرته بسيرة كل من جاء بعده من الانبياء ...اسماعيل واسحاق ويعقوب ويوسف وشعيب وموسى وهارون والياس ودواد وسليمان وزكريا ويحيى وعيسى عليهم جميعا السلام ، وكان مسك الختام سيد ولد ادم محمد عليه افضل الصلاة والسلام
(ومن هنا كان ابراهيم الخليل الجدير وحدة بلقب ( ابى الانبياء 

ويرفع ابراهيم واسماعيل قواعد البيت الحرام حجرا حجرا ومن ثم بناء البيت العتيق ...ومات ابراهيم عليه السلام وتتابعت السنون حتى بعث الله خاتم النبين وسيد ولد ادم محمد علية الصلاة والسلام 
وجاءت ليلة الإسراء والمعراج ليلقى ابراهيم عليه السلام ...لقد قال ابن كثير : سيدنا ابراهيم صاحب المقام الرفيع ..لقد استحق هذا المقام فبعد ما بنى البيت الحرام كان مقامه ومحله وموضعه فى منازل السماوات  البيت المعمور وهو كعبة اهل السماء المبارك الذى يدخله كل يوم سبعون  الف من الملائكه يتعبدون فيه 
لقد اقترن اسم سيدنا ابراهيم بسيدنا محمد فى التشهد 
اللهم صلى وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى ال سيدنا محمد كما صليت وباركت على سيدنا ابراهيم وعلى ال سيدنا ابراهيم فى 
العالمين انك حميد مجيد
من كتاب : علم اليقين ، تأليف سناء البيسى ، دار نهضة مصر 2018 

No comments:

Post a Comment