Wednesday, September 25, 2019

السعات الاخيرة فى حياة مصطفى كامل

شعر مصطفى كامل بالمرض لأول مرة قبل وفاته بنحو عشرة شهور ....شعر بمرض انهك قواه فقال له الاطباء بأنه إجهاد وأشار عليه الأطباء أن يقضى الشتاء فى حلوان فعمل بمشورتهم وسافرإلى هذا المشتى وعندما تحسن قليلاً عاد مصطفى إلى جهادة من أجل   مصر ولم يشفق على نفسه ...فعاد التعب  و الاجهاد البدنى مرة اخرى 
وفى صيف 1906 ، سافر الى اوروبا للاستشفاء والعلاج وكان فى حاجة قصوى الى الراحه ،ولكن حادثة دنشواى جعلته يقطع على نفسه سبيل الراحه والعلاج فهب من فراش المرض يدافع عن المظلومين ويحارب بقلمة ولسانه الظالمين 
وكان وقتئذ فى باريس وكتب فى جريدة (الفيجارو ) الفرنسية مقالاً بليغ بعنوان (الى الأمه الانجليزية والعالم الذى يتمتع بالحضارة والتمدن) 
وكان لهذة المقالة اثره البليغ فى النفوس واكبر معول فىى هدم صرح الظلم والهمجية الذى اقامة اللورد كرومر فى مصر 
وفى صيف 1907 رحل الى اوروبا للاستشفاء ، وكانت هذة الرحلة هى اخر رحلاته ولكن المرض والاجهاد عاد وانه سوف يحصد نتائج اجهاده .....وقال طبيبة الفرنسى ان قلبه اجهد .....وحتى الراحه لن تجدى معه 
قرر مصطفى كامل العودة لمصر ...رغم تحذير الطبيب له ...........وبعد عدة اسابيع اشتدت الآمه ونحل جسده 
وبالرغم من مرضه قال للطبيب لاحياة مع الياس ولاياس مع الحياة .....فقد كانت كلمة مصطفى كامل دائما 
ولكنه فى هدة المرة تبعها بعبارة "انى اذوب وعما قريب اموت " ثم التفت الى احمد شوقى وابتسم له ابتسامة حزينه ثم ظل يقظا حتى الساعة الرابعة فجرا وفى الساعة العاشرة من صباح الاثنين 10 فبراير سنة 1908 دخل عليه شقيقة على فهمى وزميلة محمد فريد ولاحظو تغير فى لونه وجمودا فى عينيه ,وشرودا فى فكره ...وسالوه عن الامه فقال انه لايشعر بشىء .....واخر كلمة قالها 
مسكينة هى مصر  " واستوى عليه تشنج خروج الروح وصعدت روحه الى عالم الخلد فى منتصف الساعة الخامسة من مساء ذلك اليوم
وودعت مصر رجلا لن يتكرر فى حب وطنه ...رجل لم يكن يسعى لمنصب او شهره وانما رجل احب مصر وشعبها 



واشهر ما كتب مصطفى كامل عن حب مصر 
بلادى بلادى لك حبى وفؤادى لك حياتى ووجودى ....لك عمرى  ونفسى لك عقلى ولسانى لك لبى وجنانى ....فانت الحياة ولاحياة
الابك يا مصر

من كتاب 

الساعات الاخيرة لطائفة من اعلام الشرق والغرب /طاهر الضاحى ، مكتبة ابن سينا ،2019 



No comments:

Post a Comment