لم تعد الثقة بالنفس مطلبا ثانويا وانما باتت تأتى على رأس قائمة الاولويات فى شتى جوانب حياتنا اننا ربما نميل الى الاعتقاد بان الانكباب على العمل والتركيز على التفاصيل كافة والوصول لدرجة الكمال هى ادواتنا فى تثبيت اقدامنا على مستوى حياتنا المهنية او ربما نعتقد بان الثقة المفرطة ستؤدى بنا الى نتائج غير محمودة العواقب فى الواقع العكس هو الصحيح غالبا
تجربة اندرسون
وهى تجربة قام بها احد علماء علم النفس ونفذت التجربة على 242 طالب وطالبة فى السنه النهائية من الجامعة وكانت التجربة عبارة عن قائمة تضم اسماء واحداث تاريخية وطلب منهم ان يضعوا علامة امام مايعرفوه منها وضمن هدة القائمة تم وضع اسماء لشخصيات وهمية توحى بان لها تاريخا مثل شخصية الملكة "شادوك " وشخصية السيد مارك فيمنج وحادثة حرب مرفى ....واكتشف اندرسون ان ثمة علاقة بين عدد الشخصيات والاحداث الوهمية التى علم عليها الذكور وثقتهم المفرطة بانفسهم وعند مناقشة هؤلاء الطلاب تبين ان لديهم ثقة مفرطة فى حديثهم بما يوحى للمستمع انهم على سعة معرفة عالية وفى نهاية الفصل الدراسى قام اندرسون بتتبع تلك المجموعة فى العمل وجد ان هؤلاء الطلاب بلغوا اعلى المنازل الاجتماعية كما اصبحوا محل اعجاب من الاخرين كما ان لهم حظوة فى مناقشات وقرارات المؤسسة التى يعملون بها ( كانت مدة التجربة عامان فقد كان يتابع هؤلاء الطلاب بعد تخرجهم وعملهم وطريقتهم فى الحياة ) وبعدها نشر تجربته
وخلاصة القول من هذة التجربة ان الرجال اكثر ثقة بانفسهم من النساء والطلاب الاكثر ثقة بانفسهم هم الناجحون فى شتى نواحى الحياة والطلاب الأكثر كفاءة انتهى بهم الحال بانهم موظفين عاديين
يقول اندرسون صاحب هدة التجربة ان الافراد الواثقين بانفسهم عندما يؤمنون بانهم يجيدون شيئا معينا بغض النظر عن مدى اجادتهم الفعلية فيه تجد ذلك ينعكس فى سلوكهم اللفظى وغير اللفظى ولديهم لغة جسد تنم عن ثقة متناهية بالنفس ونبرة صوت مميزة ....يصدر عن هؤلاء اشياء كثيرة تجعلهم يبدون واثقين بانفسهم فى اعين الاخرين
ان الثقة تستميل الناس وتؤثر فيهم ويوقن "اندرسون " صاحب هذه التجربة ان هذا يفسر سبب ترقية من هم اقل كفاءة فى معظم الاحيان على نظائرهم الاعلى كفاءة .....والغريب ايضا ان المؤسسات لايحدث لها اى اثار سلبية عند تولى الاقل كفاءة فى العمل القيادة اذ انه يستطيع ان يستخدم الموظفين المتصفين بالكفاءة وكذلك يأخدون ثقتهم وينفذون ما يطلب منهم
ويوضح اندرسون ان فرط الثقة بالنفس ليس غرور او غطرسة ولكن الواثق بنفسه مؤمن بها ولا يهتم بأراء الاخرين نحوه والدليل على ذلك ان الواثق من نفسه محبوب من الاخرين ومحل ثقتهم ولكن ينبغى ان ندرك ان الأيمان بالنفس يجعل الاخرين يعتمدون عليه بشرط الا يخون هذه الثقة
من كتاب //شفرة الثقة //تاليف كتاتى كى ، كلير شيبمن / ترجمة دار لنشر //دار الفاروق //2019

No comments:
Post a Comment