Sunday, October 13, 2019

قلب جارية

جارية جميلة وذكية تدعى عنان ,,,,ومنذ ان كبرت واصبحت فتاة عرفت انها جارية وليس عليها سوى الطاعة وان عصت امرًا صغير تضرب بالسواط ...تعودت عنان على الرق ولم تتعود على الجلد ....كان سيدها يعشقها لجمالها ...ولكن مقابل اى خطأ صغير كان يضربها بالسياط ....اعتادت عنان ان تغنى له ولضيوفة....اشتراها بثمن بخس وعشقها حتى اهمل زوجته ولكنه لايكف عن ضربها بسبب وغير سبب 
وذات يوم التقت عنان بعرافة عجوز وقالت العرافة لها ...ذات يوم ستصبحين سيدة لقصر هارون الرشيد ...لكن حذارى ثم حذرى ان تحبى فانت جارية والجوارى لايحبون ...
تركتها عنان وهى تضحك .....وقالت فى نفسها مثلى لا يقع فى الحب ...مثلى جسد وطاعة ...وبعد ان رجعت لبيتها ضربها سيدها لانها تاخرت ....بكت عنان بقوة من قسوة سيدها ولكنه اقترب منها وقال لها لماذا تبكى ...جميع الجوارى يضربن ...حتى وان كنتى جارية جميلة 
قررت عنان ان تشتكى سيدها الى هارون الرشيد ....فدبرت مقابلة له بمساعدة احدى جوارى قصره وشكت له من ان سيدها يضربها ليل نهار ....غضب هارون الرشيد لذلك وقرر ان يشتريها منه وتكون فى قصره معززة مكرمة 
عادت عنان الى المنزل مسرعة ولم تخرج من غرفتها الا فى المساء لتغنى له ولاصدقائه ....وكان من ضمن الحضور الشاعر ..... ابو نواس ....ظلت عنان تغنى وتغنى وهى سعيدة وتشعر انها سوف تتخلص من سيدها ...ولكن كان من ضمن الحاضرين شاب رقيق ...جميل المحيا ..كان ينظر اليها دون ان يحرك رقبته وظل يبتسم لها لاحظت عنان ذلك وبادلته الابتسام بابتسام ..تكلم معها بضع كلمات ...وفجأة قام سيدها بالسياط عليها وقال بصوت عالى تشتكينى لهارون الرشيد ...وهنا تقدم الشاب ومنع عنها الضرب وضرب ...سيدها  واسقطه فى الارض...وقال له ساكون اول من يشهد على سوء معاملة هذه الجوهرة 
مسحت عنان دموعها وشكرت الشاب وهرعت الى غرفتها ومنذ ذلك اليوم والشاب يسير فى الشوارع وينظر الى شباك عنان ...وعنان تختلس النظر اليه ....مرت ايام قليلة وجاء رسول الخليفة هارون الرشيد الى منزل عنان بغرض شراء هذه الجارية من سيدها وعرض عليه مئة الف دينار ذهب ....ثار سيدها وقال انا لاانوى بيع عنان ابدًا 
علم الشاب المحب بامر بيع عنان فقرر ان يشتريها هو مهما بلغ الثمن وبالرغم من انه لا يملك المال الكافى لذلك.....ذهب الشاب الى بيت عنان وفى غفلة من سيدها ...قال لها  اننى سوف اشتريك ...ولو حتى تطلب هذا الامر ... سرقة بيت المال 
واننى احبك وارغب بالزواج منك ...لن تكونى جارية بعد اليوم ...ستكونى سيدة ....رفضت عنان ذلك وقالت له لا فانا جارية ملك من يشترينى ولسوف اصبح جارية هارون الرشيد 
غضب الشاب وتركها وهو مصمم على فعلته .....
اما سيدها فقد سقط مريض عندما علم انه من الممكن ان تتركه عنان ...وكيف سيستطيع ان يعاند الخليفة ...وكيف يستطيع ان يحتفظ بالجارية والكل شاهد على ضربه لها ....وكلما مرت الايام وجاء، (رسول الخليفة) ...كلما زاد حزنه ....وطلب سيدها عنان ليتحدث معها ولأول مرة تراه يحدثها وهو حزين حتى الموت وقال لها انه احببها حب كبير وكان يشعر دائما بجمالها وذكائها وان الرجال يستكثرون عليه هذة الجارية الجميلة ...فكنت اضربك حتى تستريح نفسى من هواجسها .....وبعد ذك بايام قليلة مات سيدها وبيعت عنان لهارون الرشيد...ولكنها كانت دائما تفكر بأمر الشاب....ولم يمضى اسبوع على وجودها فى القصر حتى علمت بامر اقامة الحد على شاب اقتحم بيت المال وسرق منه ولكن الشرطة احضرته 
بكت عنان وانهارت بالبكاء ....فقالت لها احدى الوصيفات ...هل تعرفين هذا الشاب ....فاجابت عنان لا...لا اعرفه 
ثم قالت فى نفسها نحن جوارى قلوبنا ليس لها ثمن ....ثم قالت ماجدوى ان تلتئم الجراح القديمة مادمت هناك جراح جديدة قادمة 


كتاب لحظة تاريخ  من الزمن العربى / محمدالمنسى قنديل /دارالشروق /2019
  

No comments:

Post a Comment