Saturday, November 2, 2019

الإنسان الآلى يتعلم الحب

اقيم فى اليابان اخيرا المعرض الدولى الخاص بالعلوم والتكنولوجيا ...والمعرض تجد فيه كل ما يمكنك ان تتخيله فى اى مجال من مجالات العلم سواء لحياة الفرد او المجتمع ...ولعل اهم ما جذب الانظار هو الانسان الالى القادر على تفسير الإحساس والتفاعل معه 
فمنذ عدة سنوات كانت المشكلة الاولى فى صناعة الانسان الالى هى العيون التى يمكن بها ان يرى ما يعمل ..وذلك حتى يتسنى استخدامها فى الأعمال الدقيقة التى تتطلب وجود عيون لأدائها ....وبرزت بعد ذلك مشكلة كيفية تخليق الإحساس فى الانسان الالى ..كى يكون قادرا على الاحساس بالمشاعر المختلفة ....كما يشعر الانسان 
فقد امكن للإنسان الالى الجديد ان يصعد السلم درجة درجة وان يتخطى العقبات التى امامه 
ولقد تمكن  احد المحلات فى زيورخ من الحصول على واحد من هذه الاجهزة واطلقه حول المحل يتحدث مع العامة والزبائن
ويناقشهم كما لو كان إنسانا يعمل فى هذا المحل 
والمضحك ان اليابانين استطاعوا اخيرا إنتاج إنسان آلى يتميز بكونه إما ذكرا او انثى ....وعندما يرى الذكر الانثى تضاء لمبة حمراء عند القلب ويبدأ فى النبض ثم تبدأ اسطوانة كلام الحب والغزل ....
ولكى يفعلوا ذلك يتم تغذية الذاكرة الالكترونية بمعلومات كثيرة عن الجنس الاخر فمثلا يضعون معلومات حول طول الشعر وشكل الملابس وغيرها ....لكى يشعر الانسان الالى بنوع الجنس الاخر ويبدأ بالتصرف والكلام ...وعلى ذلك يمكن ان يتم خداعه بسهولة 
فاذا قابل الانسان الالى  سيدة شعرها قصير ونبرات صوتها خشنه ...يعتقد الانسان الالى انه رجل ....فهو يتصرف حسب المعلومات التى لديه ......ولكن من الصعب ان يتم تصنيع انسان الى يحمل مشاعر حقيقة مثل المخلوقات الحية 
ان خلق هذه المشاعر لهو معجزة الاهية فالحزن يخرج منه عدد كبير من المشاعرمثل الاحباط واليأس ...وغيرها من المشاعر السلبية كذلك السعادة يخرج منها عدد كبير من المشاعر ....كما ان الانسان الواحد يختلف عن الاخر فى طبيعة ترجمة مشاعره ورد فعله 
حتى الانسان منا احياناً لايستطيع ان يفسر مشاعره ....ولماذا نميل لبعض الاشخاص ونبتعد عن الاخرين بدون سبب 
فلن يقابلك إنسان الى يناديك باسمك ويصافحك ويعانقك ويسألك عن صحتك واحوالك وكيف تدور بك الايام 
فانه لحسن الحظ انهم لم ولن يستطيعوا ان يزودوا هذه الالات بتلك المشاعر الإنسانية الدافئة المملوءة بالحب والحنان والرحمة والفرح والخوف واليأس ثم الامل من جديد 
....ان هذه المشاعر فى جملتها هى روح الانسان وروح الحياة 



من الشرق والغرب /احمد الأشقر//مكتبة الاداب

No comments:

Post a Comment