الارهاب وتكنولوجيا الاتصالات

فتاة هولندية لا يتجاوز عمرها 19 عام ..كانت تقضى اغلب وقتها على مواقع التواصل الاجتماعى ....واذا بها تتعرف على شاب ...ويقنعها  ببعض الافكار ....وبعد فترة تختفى الفتاة تاركة ورقة مكتوب بها لا تبحثوا عنى فقد اخترت طريق الجهاد 

ظل والد الفتاة  يبحث عنها من خلال المواقع المختلفة وذات الصلة بموضوع تجنيد الشباب للقضايا الجهادية " الارهاب " ولكن دون جدوى ...وبعد عدة اشهر جاءت رسالة من الفتاة ..توضح انها توجد فى احد معسكرات تدريب المقاتلين ...وانها اكتشفت حقيقة الجرائم التى ترتكب من قبل هذه الجماعات ...وانها عالقة معهم ..وخائفة جدا ....استطاع الآب ان يرجع ابنته بواسطة سيدة بلجيكية تعمل مع حقوق  ...اللاجئين فى سوريا ..وعادت الفتاة لتروى قصتها وتحذر الشباب واخبرتهم ان هناك الكثير من الشباب الذى لا يستطيع العودة اوالتراجع خوفا من هذه الجماعات

  

انه الارهاب الحديث بواسطة تكنولوجيا الاتصالات

لقد شهد القرن العشرون ثورة معلوماتية كان لها انعكاساتها على مسار السياسة الدولية

وكان ذلك واضح بعد احداث 11 سبتمبر ....فقد ظهرت الجماعات الارهابية على الساحة

فقد استخدمت الانترنت فى عمليات التجنيد والتعبئة واستغلت الفضاء الالكترونى كمنبر لنشر افكارها وجذب مؤيدين ومتطوعين لها ..واصبحت منصتهم تنشر افكارهم ونشراتهم الاعلامية وتعطى تعليمات لمنفذيها وللمجندين لها حول العالم

فقد تحولت التنظيمات الارهابية من تنظيم مقيد بإقليم جغرافى وامكانيات إعلامية محدودة الى تنظيم عابر للقارات والحدود ...وهذا ما اوضحته القوات الأمريكية عند حصولها على اجهزة الكمبيوتر المحمولة الخاصة بأعضاء تنظيم القاعدة فى افغانستان فقد وجدوا عليها نماذج لسدود مائية ومفاعلات نووية وبعض ملاعب الكرة ومواعيد مباريات كرة القدم    فى اوروبا والولايات المتحدة
.... لقد أصبحت تكنولوجيا المعلومات والاتصالات قوة لا يستهان بها... وأكثر ما يثير الخوف انها متاحة للجميع... وفي يد الجميع... فهي قد تكون قوة داعمة بانية.. او تكون قوة مدمره للعقول... 

القوةالإلكترونية /ايهاب خليفة / العربى للنشر والتوزيع /2017