من الواضح ان عالمنا مقبل على ثورة روبوتات فتلك الأجهزة الالية باتت تنتشر فى شتى القطاعات الصناعية والخدمية والإدارية وحسب الإحصاءات فإن الروبوتات فى سيارة جوجل الذكية افضل من السائقين البشر ولم تصبح المنازل الذكية واقعا معاشا فحسب بل امست جزءا من منظومة اكبر اسمها المدن الذكية والإنترنت لم يعد وسيلة للتواصل بين البشر فقط بل غدت وسيلة تواصل بين البشر والالات وبين الالات فيما بينها وغالبا ما ينجز الروبوت مهمة بعينها ولكن المهام نفسها صارت اكثر تعقيدا، اذ يوجد فى العالم اليوم روبوتات تقوم بحلاقة شعر الرأس، وتنظيف الحديقة ، واعداد الطعام، وانجاز المشروعات الإنشائية، واجراء عمليات جراحية معقدة ..وما الى ذلك من وظائف كانت بعيدة كل البعد عن متناول بنى روبوت فى السابق وتنجز اليوم بكفاءة عالية ...فقد كانت هذه المهام فى السابق حكرا على بنى الانسان ...اليوم ينسحب دور الإنسان تدريجيا ويحل محله الروبوت
سر الإقبال على الروبوتات
هناك أسباب كثيرة تدفع الشركات ورجال الأعمال الى التحول الالى لعل ابرزها تقليص تكاليف العمالة، وزيادة القدرة التنافسية من خلال تعزيز الكفاءة الإنتاجية وفعاليتها، إضافة الى تقليص الاخطاء الناجمة عن الأخطاء البشرية ....فالروبوت فى المعدل ينتج اضعاف ما ينتجه الإنسان ولايتطلب إجازة وليس لدية حقوق ترهق كاهل الشركات
أزمة أخلاقية آلية محتملة
فى ظل التقدم فى مجال الذكاء الاصطناعى، يزداد القلق بشأن احتمال أن تشكل الروبوتات تهديدا أو خطرا على الإنسان وكما قال البروفيسور ستيورات راسل المختص بعلوم الكمبيوتر فى جامعة كاليفورنيا ان القيم الانسانية ستتحول الى كود برمجى فاليوم بات الامر يقتضى منا التفكير جديا ....فلابد من تغذية الربوتات بمجموعة من القيم حتى يتم أنجاز المهام بشكل دقيق ....وضرب لنا مثل على ذلك فإذا طلبت من الربوت ان يقوم بنزهة مع اطفالك سيقوم بتنزيه اطفاللك دون النظر للبيئة الاجتماعية المحيطة ....فلن يساعد الربوت اى فرد اخر تعثر فى الطريق أو احتاج الى المساعدة ...وسينتشر هذا السلوك بين الاطفال وسيتعلم الاطفال هذة المشاعر والقيم الجافة الخالية من الروح
كما ان اجهزة الربوت ستجعل الانسان أكثر عزلة واكثر أكتئاب فهو بعيد عن الاختلاط وسيقل التعامل مع البشر بنسبة عالية ففى الماركت ستجد الربوت وفى المطعم الربوت وفى محطة تمويل البنزين الربوت ايضا....وهى فى جميع الاحوال اشياء تقضى على روح الانسان وستظهر لنا ظواهر إجتماعية ونفسية مريضة وغريبة
مخاطر وتهديدات خروج الذكاء الاصطناعى عن السيطرة البشرية
اوضح تقرير صادر من شركة (fastco design ) ان شركة فيسبوك قد اغلقت برنامجا للذكاء الاصطناعى لأنه طور لغة للتواصل خاصة به غير اللغة الإنجليزية ، حيث بدأ الروبوتان بوب وأليس فى التواصل مع بعضهما، والوصول إلى اتفاق بينهما لإنجاز مهمة معينة باستخدام لغة جديدة غير معروفة لم يستطيع المبرمجون تحديدها ....فقد استطاع الروبوتان تطوير هذه اللغة الجديدة بسبب خطأ بشرى من المبرمجين فنشأت بين الروبوتان لغة اشبه بالفيرس المنتشر على اجهزة الحاسوب بيننا وبعد هذه التجربة الخطيرة اعلن كلاً من بيل جيتس وستيفين هوكينج ....ان هناك خطورة من تمادى الانسان فى استخدام الربوتات ومحاولة جعلها مثل الانسان فستكون النهاية الحتمية هى فناء الانسان والارض
الذكاء الاصطناعى ومخاطره / أسامة عبد الرحمن / دار زهور المعرفة والبركة 2018

No comments:
Post a Comment