فهم شريك الحياة

فى احدى القصص القصيرة للكاتب يوسف ادريس ...بطل القصة طبيب جراح يحكى عن زوجته التى اصبحت تبتعد عنه وتعتبره  شخص عادى ...وانها تستحق ما هو افضل منه ....الى ان شائت الظروف وشاهدته لآول مرة وهو يمارس وظيفته ...فكان يدير غرفة العمليات فى احتراف كالمايسترو وسط احترام الاخرين ....وتقدير اهل المريض لعمله ولاحظت تقدير الجميع له ...

فأحبته من جديد ..حين رأت هذا الجانب من شخصيته 

التعمق فى فهم ابعاد شريك حياتك يجعل العلاقة اكثر عمقا ..فأنت لا تتعامل مع زوج او زوجة فقط بل تبنى علاقة مع انسان بكل ادواره الاجتماعية ....فلابد ان تبدى فضولا واهتماما لمعرفة تفاصيل عمله او تهتم بعلاقته مع اهله او تشجيع هواياته او تتعامل معه  كصديق لا شريك حياة ....ولا اعنى هنا ان تشاركه فى فهم او ممارسة كل اهتماماته وهواياته بالضرورة ( فقد تكون تفاصيل عمله  

مملة او تكون هوايته غير مناسبة لك ) بل اعنى الاهتمام به هو شخصيا ....بطريقة تفكيرة اثناء كل

هذا لتفهمه وتبنى علاقة اكثر عمقا مع باقى ابعاده الإنسانية ....تاكد من انك تفهم شريك حياتك ...فعلماء النفس اثبتوا ان التفاهم يخلق الحب ....لكن الحب يقتل بعدم التفاهم 

لذلك كلما زادت ثقافة الانسان وتطوره الاجتماعى كلما اصبح الإنسان اكثر وعيا بالادوار الاجتماعية المختلفة لك ولشريك حياتك ....هذا مهم لانك لو لاحظت تقصير شريك حياتك فى دور ما ...فلن تعتبره شخص عديم الكفاءة لانك ستضع جوانبه 

الاخرى فى الاعتبار
فى الحياة الزوجية لابد ان نعى ونعلم انها اسمى  علاقة بين الرجل والمرأة فأى علاقة غيرها تعتبر باطلة وغير ناضجة ...فالزواج ذلك الرباط المقدس يحتاج ان نبذل اقصى مجهود لنفهم هذا الشخص الذى نعيش معه ونتنفسه ان جاز لنا التعبير ....ان من اعتبروا الزواج علاقة سيئة كانوا هم السيئين فى نفوسهم وأفعالهم ...فهناك طرف انانى فى العلاقة ...وهناك طرف لم يحاول ان يعرف الطرف الاخر ويتعرف عليه ....فكلما فهم الطرفان بعض كلما زاد هذا الرباط المقدس بينهم 

انسان بعد التحديث / شريف عرفة / الدار المصرية اللبنانية / 2017