Monday, January 13, 2020

ادمان العمل والرغبة فى الكمال

فى حين تكون نظرة المجتمع إلى إدمان المخدرات أو الكحوليات سلبية فإن إدمان العمل يحظى بمكانة اجتماعية رفيعة ، خاصة أن الحياة العملية الحديثة برهنت على إيجابية السلوك الساعى إلى الكمال حيث يعتبر السعى الدؤوب وروح القتال والطموح والتنظيم والقدرة عليه من الصفات الرائعة والتى تصنع حياة مهنية ناجحة ومن يتمتعون بتلك الصفات يعطون الانطباع بأنهم منتجين
ولكن ادمان العمل لايعطى اى إنجاز
إن المظاهر خادعة لأن السعى للكمال ليس له إيجابيات فقط ولكن أيضا له قدر كبير من السلبيات لإن هذا النوع من التفكير يدفع ذهن صاحبه الى التمسك ذهنيًا بمشاكل غير قابلة للحل ...وقد يضيع الهدف الرئيسى فى محاولة اتمام الكمال للتفاصيل
هل تؤدى الرغبة فى الكمال وادمان العمل الى المزيد من الإنجاز ؟
وعلى الرغم من ان الاشخاص المدمنون للعمل يحفزون انفسهم لإنجاز جميع المهام وانهم يحققون نجاح فى البداية ...الي ان تحدث ظاهرة عنيفة نفسية لمدمن العمل تسمى بالإحتراق فيحدث افراز لمخزون  السكر فى الكبد ويزداد افراز هرمون الادرانالين بدون داعى ويضعف الانسان إجتماعيا ويحدث زيادة فى ردة الفعل العنيفة
والمدير الذى يدمن العمل يرهق العاملين معه بدون داعى، والغريب ان الابحاث الاجتماعية التى تمت فى احدى الدراسات الالمانية اثبتت ان الاشخاص المدمنين للعمل وينشدون الكمال يستغلون الوظيفة من أجل موازنة الصفات الشخصية الناقصة بهم 
....ومحاولة لتعويض الصفات الناقصة لديهم بصفات اخرى كالطموح والنبوغ
لذلك نجد ان الدول المتقدمة ترفض الانخراط فى العمل بشكل كلى ...وتحدد ساعات 
العمل ...فعليك ان تخلص فى ساعات عملك فقط
ظاهرة اشتعال الأعصاب 
وهى ظاهرة حديثه تخص أساسًا من يكرسون أنفسهم لعملهم بحماس ذاتى ، مثل الذين يعملون مستقلين أو فى مواقع ذات مسؤوليات مهمه ...وهؤلاء الاشخاص يشتعلون  بالغضب ذلك لأنهم يضغطون  انفسهم ومن يعمل معهم بإستمرار ويتم استنفاذ الطاقه لديهم ودفع الدم بإستمرار الى المخ وبالطبع يكون الدم محمل بالادرنالين والدوبامين مما يؤثر على الجسد والصحه خلال أعوام قليله ....المشكله ان هذا النوع من الأشخاص ينقل التوتر وإشتعال الأعصاب لمن يعمل معهم . 
خرافة زيادة الفاعلية فى العمل بإدمانه 
هناك للأسف تفكير خاطىْ يسفر عن نتائج سيئة ، تتمثل فى ان الاشخاص المدمنون للعمل اعلى كفائه واكثر فاعلية ...لأن العكس هو الصحيح وهذا ما أوضحته الدراسة الثانوية التى تجريها المؤسسه الاستشارية للمؤسسات فى أمريكا "براود فود كونسلتيج" بشأن الإنتاجية توضح دائمًا أن زيادة ادمان العمل والرغبة فى الكمال أكثر مما يجب يؤدى الى نتيجة عكسية وفى المانيا وحدها يتم إهدار 26 % من أيام العمل بسبب ادمان بعض الموظفين للعمل مما يؤدى الى وجود اخطاء جسيمة نتيجةالضغوط والتوتر الذى يعوق بدورة القدرة على التفكير والابتكار وحل المشاكل الأساسية 
وعلى الادارة العليا مسؤولية تنظيم العمل وعدم السماح لنوعية هؤلاء الموظفين بالتمادى بهذا الشكل وذلك لمصلحة العمل 

أكذوبة كبرى / سيمونا يانسون /مجموعة النيل العربية / 2016  

No comments:

Post a Comment