الحرب المعلوماتية

الحرب المعلوماتية

يمكن التميز بين معنيين أساسيين للحرب المعلوماتية، حيث يركز المعنى الأول على إعاقة وتعطيل وتدمير النظم المعلوماتية التابعة للخصوم مع حماية النظم المعلوماتية الخاصة بالطرف الذى يشن الهجوم بينما يمثل المعنى الثانى فى محاولة التأثير على مدركات الخصم من خلال التلاعب بالمعلومات

مضمون وآليات الحروب المعلوماتية

فى إطار المعنى الثانى للحروب المعلوماتية، تعد الحرب الدعائية أونشر الأخبار الكاذبة من أبرز تكتيكات الحرب المعلوماتية وتتضمن نشر الأخبار والمعلومات والحجج والفضائح بطريقة مخططة من أجل التأثير على مدركات وأفكار شعب أو جماعة إثنية(1)   معينة وإضعاف آليات القيادة والسيطرة لقيادة الدولة وقواتها المسلحة على المجتمع ،ولا يعد نشر المعلومات الكاذبة تطورًا جديدًا فى المواجهات العسكرية فقد سبق وأن استخدمه البريطانيون فى مواجهة الألمان فى معركة " بودى جارد " خلال الحرب العالمية الثانية فقد قام الحلفاء بإرسال بث إذاعى ونشر تقارير عسكرية مزيفة من إجل خداع الألمان وإقناعهم بأن القوات المتمركزة فى " أنجليا الشرقية " تستعد لمهاجمة " كاليه " وليس " نورماندى " وقد نجحوا فى تحقيق ذلك .

أما البعد الجديد فى مثل هذة الحرب فيتمثل فى زيادة اللجوء إلى تلك الألية واستخدامها بصورة مكثفة فى أوقات السلم، خاصة مع تراجع الخطوط الفاصلة بين حالتى السلم والحرب، بل إنه لم تعد  هناك حاجة إلى إعلان حالة الحرب .

ولا يقتصر استخدام الحرب المعلوماتية على الدول إذ تقوم الجماعات الإرهابية باستخدام وسائل التواصل الاجتماعى لنقل رسائلها المتطرفة وتجنيد الانتحاريين وتدريبهم على كيفية صناعة القنابل والمتفجرات بأبسط المواد المتوفرة حولهم فقد نجح تنظيم " داعش " الإرهابى فى تجنيد ثلاتين ألف مقاتل أجنبى من حوالى100 دولة فضًلا عن المساعدة فى إقامة " فروع جديدة " فى مناطق مثل ليبيا وأفغانستان ونيجيريا وبنجلاديش من خلال " الدعاية الإرهابية " التى بثها التنظيم عبر شبكة الإنترنت ومواقع التواصل الاجتماعى .

خصائص الحروب المعلوماتية

1-   انخفاض التكلفة

بات بإمكانية عدد كبير من الفاعلين سواء من الدول أو من الجماعات تطوير حرب معلوماتية تمتاز بالكفاءة وذلك بتكلفة منخفضة وعلى سبيل المثال فقد استخدمت أحزاب اليمين المتطرف فى اوروبا تكتيكات مشابهة للحروب المعلوماتية الإعلامية للترويج لأجندتها المتطرفة باستخدام حملة إعلامية من أجل تعبئة الناخبين للتصويت لصالح حزب يمينى متطرف هو البديل من أجل ألمانيا وذلك قبل انتخابات سبتمبر 2017 البرلمانية .

2-   سهولة استهداف المجتمع

ساهم تطور تكنولوجيا الاتصال واستخدام كافة طبقات المجتمع تقريًبا للإنترنت فى التواصل واستقاء المعلومات فى استهداف المجتمعات بسهولة ومن المؤكد أنه من خلال مواقع التواصل الاجتماعى يمكن التعرف على توجهات الرأى العام فى مجتمع من المجتمعات ومحاولة التأثير عليها لتحقيق أجندات خارجية ، على غرار الاتهامات الموجهة لموسكو بقيامها بالتأثير على الناخبين الأمريكيين لدفعهم للتصويت لترامب أثناء الحملات الانتخابية الرئاسية فى عام 2016 .

3-   صعوبة تحديد هوية الطرف القائم بالهجوم

لا تكون هوية الطرف القائم بالهجوم فى بعض الحالات واضحًة خاصة مع إمكانية تخفى العناصر المحرضة فى صورة أفراد عاديين من داخل الدولة فى حين أنهم قد يكونوا أطرافًا أجنبية تسعى 
لبث الفوضى وإثارة الاحتقان فى مواجهة حكومة الدولة المستهدفة .

 الجماعة الاثنية هى جماعه تتميز بإنها  اقلية وتستوطن جزء من  البلد مثل الاكراد فى العراق  اوالنوبه فى مصر فهى بالأحرى تشترك فى الصفات المكونه لشعب هذا البلد وتختلف عنها فى صفتين كاللغه او الدين او الجنس وتتجمع فى مكان جغرافى واحد داخل نفس البلد 

حروب الجيل الخامس / شادى عبد الوهاب منصور /العربى للنشر والتوزيع /2019