Sunday, August 30, 2020

لا احد يهتم بالحقيقة ....والكل يهتم لمحاولة اخفائها

هناك اسطورة تقول إن إمبراطورًا فى روما سمع أن أحد المصلحين يطوف بأهل روما ويخطب فيهم مهاجمًا ظلم الإمبراطور فأمر الإمبراطورجنوده بأن يقيدوا المصلح بالسلاسل والأغلال ويضعوه فى أكبر ميدان
ومر عليه فى اليوم التالى فوج ده يلعن الظلم والظالمين ...فأمر الجنود أن يقطعوا لسانه فقطعوه ....ومر الإمبراطور فى اليوم الثالث فوجد الحكيم المصلح والشرر يخرج من عينيه ....فصرخ فى جنوده أن الشرر الذى يخرج من عينيه اشد من كلماته الثورية افقئو عينيه ......وفقأ الجنود عينيه ....ومر به الإمبراطور فى اليوم الرابع فسمع أنفاس الحكيم المصلح...فصاح مذعورًا إن أنفاسه تلعننى ...انها تحرض على الثورة ....ان الذى يسمع هذه الأنفاس سوف يعتبرها نفيًرا يدعو الشعب للانقضاض على حكمى .....اكتموا انفاسه اقتلوه ....وقتله الجنود واخمدوا أنفاسه إلى الابد    
ومر الإمبراطور فى اليوم الخامس فوجد جثة الحكيم المصلح ملقاة على الارض والناس تحتشد لترى الجثمان .....ارتجف الامبراطور من الذعر وصاح فى جنوده إن وجود هذه الجثة منشور ثورى ضدى ...يحرض الشعب على الانقضاض على حكمى .....احملوا الجثة وادفنوها فى قبر بعيد خارج المدينة 
ومر الإمبراطور على القبر فوجد امرأة تبكى ...فهاج الإمبراطور وقال إن هذا القبر سوف يصبح ضريحأ ...وسيعتبره الشعب تمثالًا لظلمى ....اهدموا القبر ...وانزعوا الكفن ..والقوا الجثة فى البحر واقطعوا الجثة الى قطع صغيرة والقوها طعاما للأسماك 
...بعد ذلك جلس الإمبراطور فى قصره بروما قريرا سعيدا انه اخيرا اخفى حقيقة ظلمه وتخلص نهائيا من الرجل المصلح الحكيم ...ولكن فوجىء الإمبراطور بشعب روما يهاجم قصره ويقتحم ابواب قلاعه ويقتل حراسه ...ونظر فى ذعر فوجدهم يمشون وراء
علم ابيض...وتأمل العلم الذى يرفعونه فإذا به الكفن ...وصرخ الإمبراطور وقال .....غلطتى الكبرى اننى تركت الكفن 
أن قصة الإمبراطور تتفق كثيراً على أشياء فى حياتنا ...اننا نرى الحقيقة فى كل مكان ....نعلم ان هذا الجار سىء ...وان هذا المدير ظالم .......ولكننا لا نلتفت ..ولانعرف اكثر من الظاهر ..ولكن نلتفت لمن يحاول ان يخفى هذه الحقيقة ...مثلما حدث فى قصة الإمبراطور والرجل المصلح ...فكثير من الشعب يدرك ظلم الامبراطور ...والكثير مننا يعلم أن فلان مرتشى ...او فلان يستغل نفوذه ولا نلتفت ....ولكن عند محاولة أخفاء هذه الحقيقة التفت الجميع ...والمبالغة فى اخفاء الحقيقة يجعل الناس تهتم وتعرف وتستكشف لماذا كل هذا المجهود لإخفاء الحقيقة ....فكثير من الشعب الرومانى لم يلتفت لما يقوله الرجل المصلح فهى معلومات ليست بجديدة ...ولكن مبالغة الامبراطور فى اخفاء هذه الحقيقة جعل الناس تهتم وتهتم ...وكلما زادت محاولة الاخفاء ...كلما زادت محاولة الاهتمام 
فى حين انه اذا تجاهل الرجل المصلح لما وقع ما وقع ....بل ان كثيرًا من الشعب الرومانى ...لا يعلم ما كان يقوله الرجل المصلح ...ولكن كانوا يذكرون ما فعله الامبراطور به ...وكيف حارب الرجل الضعيف 
ان الاغلبية العظمى من البشر لاتهتم بسماع الحقيقة ....ولكنها تهتم بمن يحاول إخفائها

صاحب الجلالة الحب / مصطفى امين /دار نهضة مصر    

No comments:

Post a Comment