الطبيعة ام التنشئة
ايهما يلعب دورا اكبر فى تحديد سمات الكائن الحى وخصائصة
الجينات التى يرثها من والديه أم السمات التى يتعلمها وتتراكم لديه من خلال
تأثيرات البيئة وخبراته الحياتية ..يعرف ذلك باسم جدل "الطبيعة أم التنشئة
" يكمن مفتاح الإجابة عن هذا السؤال فيما يسمى " دراسات التوائم
"...وفيما يبحث العلماء فى السمات التى تظهر التوائم المتطابقة التى عايشت
خبرات حياتية مختلفة نظريا ...اى اختلافات بينهم لابد ان يرجع الى التنشئة وليس
الطبيعة ...ومعظم دراسات التوام التى اجريت حتى الان لم تظهر اى من الطبيعة او
التنشئة هى العامل الوحيد ...بل جزء من كليهما وبينما يظهر بوضوح ان بعض السمات
تتأثربالطبيعة بشكل كامل – مثل لون العينين ..كما يظهر واضحا ايضا ان هناك صفات
اخرى اكثر انفتاحا للتأثير بالتنشئة مثل القوة العضلية والمخاوف المرضية وحتى
الروح المرحة تقع ضمن فكرة الطبيعة ام التنشئة ....وهذا الجدل كان من شأنه ظهور
علم جديد اطلق عليه علم ما فوق الوراثة ....وعلم ما فوق الوراثة هو مصطلح يستخدمه
علماء الأحياء ليشيروا الى الأمثلة التى يلاحظ فيها سمات للكائن الحى وخصائص
لا يمكن ان تكون أخذت فى الاعتبار فى الجينات المكتوبة الخاصة بها ...ويعتقد أن
ظاهرة ما فوق الوراثة سببها تغيرات فى الالية الحيوية المسئولة عن التعبير الجينى
....اى ان الجينات اكتسبت صفات جديدة غير خلقية اثناء حياتها ....كما ادى ذلك الى
ظهور ما يسمى الجين الأنانى ....والمقصود به المنافسة على السيطرة بين جيناتنا
....فالانتخاب الطبيعى يفضل الجينات التى ينتج عنها سلوكيات وسمات جسدية تنقل هذه
الجينات بأكبر كفاءة وبهذه الطريقة تعمل الكائنات الحية بكفاءة كقوارب نجاة
لجيناتها ....اى ان هناك جينات تطغى على جينات بل وتسيطر عليها فتجد مثلاً ملامح
معينة تغطى على اسرة ما مهما حاولت هذه الاسرة ان تتزاوج من الخارج تجدها تحتفظ
بملامحها ...وليست الملامح فقط بل تجد ايضأ بعض السلوك المكتسب داخل الاسرة
الواحدة
100 فكرة عن العلوم / بول بريسون / المجموعة العربية
للنشر والتوزيع 2019

No comments:
Post a Comment