Saturday, August 1, 2020

لاتنجح من أجل الاخرين

تركز ثقافتنا اليوم تركيزاً مفرطاً يكاد يكون حصرياًعلى التوقعات والامال الإيجابية إلى حد غير واقعى ...كن اكثر سعادة ...كن أكثر صحة ...كن احسن من الاخرين ...كن اكثر شعبية ..واكثر استقطابا لنيل اعجاب الناس ....اجعل عملك رائع يرضى طموحك ....كن الافضل فى كل شىء ...وتمضى أيامك فى أداء مهام كبيرة المعنى الى حد لا يصدق 
لكنك إذا توقفت وفكرت فى الامر ملياً ستجد أن النصائح التقليدية المغلفة بشكل إيجابى مثير هى فى واقع الامر نصائح تركز على ما أنت مفتقر اليه ..أنها موجهة توجيهاً دقيقاً مثل شعاع الليزر الى ما تراه نقائصك الشخصية وموضع فشلك وهى تشدد عليها حتى تراها جيداً 
والمفارقة المضحكة فى ذلك كله ان التركيز الشديد على ما هو إيجابى ..لايفعل شيئاً للغالبية العظمى من الناس أكثر من تذكيرهم بأنهم يفتقرون الى هذه الصفات ومن ثم يتم تصنيفهم بالاشخاص الفشلة 
ان الاعلام يلعب دوراًعظيماً فى تعميق شعورك بالنقص فيحاول كل إعلان تليفزيونى جعلك مقتنعاً بأن سعادتك فى الحياة هو وظيفة احسن من وظيفتك ..او سيارة أكثر فخامة من سيارتك او زوجة اجمل من زوجتك ....ويخبرك الاعلام كله ومدربيين التنمية البشرية ان الطريق الى حياة افضل هو المزيد والمزيد والمزيد ....اشتر اكثر ...واكسب اكثر ....وكن أكثر فى كل شىىء ....
ولكن لماذا يصنع الاعلام ذلك ...والاجابة بسيطة وهى لان الاهتمام بأشياء امر ملائم تماما لمصالح الشركات 
صحيح ان ما من شىء خاطىء فى الحصول على وظيفة جديدة الا ان المبالغة فى الاهتمام بذلك امر سىء لصحتك العقلية ....انه يجعلك زائد التعلق بما هو سطحى مزيف ويجعلك تكرس حياتك لملاحقة سراب سعادة إو الاحساس بالرضا الوهمى وتعلقك بهذه الاشياء ينقل لديك إحساس الغضب ...فينتابك الغضب بسبب أشياء شديدة الغباء ....بسبب أشياء شديدة التفاهه ....او انك تكون شديد القلق طيلة الوقت بخصوص حياتك ومستقبلك ...أو ان لديك احساس بالذنب تجاه نفسك لإنك لا تتحرك للمستقبل ...او انك تجد نفسك مرات كثيرة شخصاً حزيناً وحيدأً الى حد يجعلك تشعر بحزن أكبر تجاه نفسك وحياتك 
اهدأ يا صديقى واعلم ان الرغبة فى مزيد من التجارب الإيجابية تجربة سلبية فى حد ذاتها والمفارقة ان قبول المرء تجاربه السلبية فى حد ذاتها تجربة إيجابية 
افهم نفسك وافعل ماتريد  فعله حقاً ...ليس من أجل الشهرة أو من اجل التفوق ...بل لان هذا الشىء تحبه وتريده ....اجعل الناس ومواقع التواصل الاجتماعى والاعلام ...وكل بريق وهمى خلف ظهرك .....وحقق ما تريدة ان كنت تريده فقط 


فن الامبالاه / مارك واتسون 

No comments:

Post a Comment