منذ نحو الفين وخمسمائة عام قبل الميلاد على سفوح جبال الهمالايا قى المنطقة المعروفة اليوم بإسم "نيبال" كان هناك قصر كبير لملك يوشك على ان ينجب طفلاً ...كانت لدى الملك فكرة عظيمة من اجل هذا الابن ...سوف يجعل حياته كاملة ...لن يعرف هذا الطفل لحظة معاناة واحدة ....وسوف يلبى حاجاته ورغباته كلها فى كل وقت
ولقد شيد هذا الملك اسواراً عالية من حول قصره ...لكى تحول بين الامير وبين معرفة اى شىء عن العالم الواقع خارج القصر ....وبالغ فى دلال الطفل وجعل جميع الخدم شباب وبصحة ممتازه ...حتى لايدرك الطفل معنى المرض او الموت ....واغدق عليه بالهدايا واطياب الطعام وكان يستجيب لجميع نزواته....كبر الطفل جاهلاً لكل ما يتعلق بأشكال القسوة والالم المألوفة فى حياة البشر
انقضت طفولة الامير كلها على هذا النحو لكنه صار شاباً حانقاً منزعجاً رغم كل ما حظى به من رفاهية وترف لاحدود لهما ....سرعان ما شعر الشاب بأن كل ما يقدم له عديم القيمة وانه لايشعر بالسعادة واعتقد ان خارج هذا القصر وهذا الصور هى السعادة الحقيقية .....وفى ليلة من الليالى تسلل الامير فخرج من القصر ....راى الامير معاناة البشر لأول مرة فى حياته ...رأى اشخاصا مرضى وراى اشخاصا عجائز واطفال مشردين وبشر يموتون .....وللعجب اراد الامير ان يجرب هذه الحياة كنوع من الفضول وتنازل عن وضعه الملكى وعاش فى الشوارع ونام على الارض وشعر بالجوع لأول مرة فى حياته ...فكان يتسول الطعام القذر واصبح منظره منبوذ بإختصار كانت معاناة الامير كبيرة لقد عانى المرض والجوع والوحدة والضعف .....مرت بضعة سنوات .......ثم بضعة سنوات اخرى ....بدأ الامير يكره حياته ....ويفكر جيدا فى حياته وهو امير وحياته وهو فرد حقير لايملك شىء
عرف الامير ان المعاناة امر سىء جداً وان هناك معاناة نفسية ....كان يشعر بها عندما كان غنى ....ومعاناة جسدية عندما اصبح شاب فقير متسول
لذلك علم ان الحياة نفسها نوع من انواع المعاناة ....يعانى الاثرياء بسبب ثرائهم ويعانى الفقراء بسبب فقرهم ويعانى من لديهم اسرة لان لديهم اسرة ...ويعانى من ليست لديهم اسرة بسبب عدم وجود اسرة
والمعاناة ليست متساوية ...اى ان هناك انواع واصناف من المعاناة ....فهناك معاناة اشد الماً من معاناة اخرى ....ولكن طالما وجدت فى الحياة ....فلابد لك من المعاناة
مرت السنين وكون الامير فلسفة وكتب ...والفكرة الاساسية المركزية فى هذه الفلسفة هى ان الالم والخسارة امران لامهرب منهما وعلينا ان نقلع عن محاولة مقاومة الالم ...وان نتعايش معه ونستفيد منه
هل تعرف من هو هذا الامير انه الامير "بوذا " وان كان حكيم فأننا لانعبده مثلهم ...ولكننا نستفيد من حكمته ...
علينا ان نستفيد من الفوائد الناتجة من تلقى جرعات صحية من الالم

No comments:
Post a Comment