لا شىء يساعدنا على فهم الاخرين وفهم الامور من حولنا أكثر من تنمية الشعور بالرحمة ,ان الرحمة شعور عاطفى وهى تعنى الاستعداد كى تضع نفسك فى مكان شخص اخر وان تكف التركيز على نفسك وان تتخيل كيف يكون عليه الحال اذا اصبحت مكانه لاقدر اللهالرحمة هى ادراك أن مشكلات الاخرين والامهم واحباطهم هى حقيقة تماما كما هو الحال معنا بل قد تكون اسوا بكثير وعند ادراك هذه الحقيقة ومحاولتنا لتقديم يد العون لهم فأننا نفتح قلوبنا وتزيد بشدة من شعورنا بالعرفان بالجميل
(ان الرحمة هى شىء يمكن تنميته بالممارسة وهى تشتمل على امرين... النية والفعل
والنية تعنى ببساطة ان تتذكر وان تفتح قلبك للاخرين وان تمدهم بما يحتاجونه مهما كان ...اما الفعل فهو ببساطة ما تفعله لتنفيذ ذلك ....فقد تتبرع بقدر قليل من المال أو الجهد أو كليهما بصفة مستمرة لقضية تمس قلبك أو قد تمنح ابتسامه لطيفة أو تحية خالصة من القلب
فقد قالت الام تريزا لا نستطيع أن نفعل أشياء عظيمة فى هذه الدنيا يمكننا فقط أن نفعل اشياء صغيرة ولكن بحب شديد
والرحمة تنمى شعورنا بالعرفان بالجميل ...فالاشياء التى تمتلكها وتنظر اليها على إنها صغيرة ...هى كبيرة فى أعين الاخرين
كذلك تجعلك الرحمة تتلمس الإعذار للأخرين ...فتخرج من حيز ذاتك الضيقة الى الطريق الواسع ...للأخرين..كذلك الرحمة تحسن إدراكات التفكير فتجعلك قادر على فهم الامور وفهم ردود الافعال للأخرين ...فالعفو من الرحمة والحب من الرحمة ...ولسوف تجد ان اغلب الصفات الرائعة لها شق كبير من الرحمة ...ففى احد الدراسات الادارية فى ولاية نيو جرسى اوضحت ان الرحمة فى العمل تؤدى الى اتقانه وجودة الانتاج ...ومن نتائج هذه الدراسات عكفت بعض المؤسسات على تدريب القيادين على مفهوم الرحمة ....وينبغى ان ناخذ فى الاعتبار ان الرحمة لاتعنى التهاون مع المخطىء ولكن تعني فهم رد فعل الشخص الذى امامى وتقديم المساعدة الرحيمة له اذا لزم الامر
من كتاب لاتهتم بصغائر الامور /ريتشارد كارلسون
No comments:
Post a Comment