مصطفى محمود
عاش مصطفى محمود فى ميت الكرماء بجوار مسجد "
المحطة " الشهير الذى يعد احد مزارات الصوفية الشهيرة فى شبين الكوم ، واسمه بالكامل
مصطفى كمال محمود حسين ال محفوظ وهو من الاشراف وينتهى نسبة الى زين العابدين توفى
والده ومازال مصطفى محمود شاب مراهق ولقد مات والده بعد سنوات من الشلل ...اى انه
شاهد والدة وهو فى غاية المرض ثم الموت ....بدأ حياته متفوقا فى الدراسة ، حتى
ضربه مدرس اللغة العربية فغضب وانقطع عن الدراسة لمدة ثلاث سنوات الى ان انتقل
هذا المدرس الى مدرسة اخرى فعاد مصطفى محمود لمتابعة الدراسة وفى منزل والده انشأ معملا
صغيرا يصنع فيه الصابون والمبيدات الحشرية ليقتل الحشرات ، ثم يقوم بتشريحها ،وحين
التحق بكلية الطب اشتهر ب " المشرحجى " نظرا لوقوفه طوال اليوم امام
اجساد الموتى طارحا التساؤلات حول سر الحياة والموت وما بعدها ....وكان عصر مصطفى
محمود عصر الستينات وهو ظهور التيار المادى وظهور الفلسفة الوجودية وظهور الالحاد
وتبنى الكثير من المفكرين والشباب هذه الافكار ....ولم يكن مصطفى محمود بعيدًا عن
هذا التيار .....واستغرق هذا الامر منه ثلاثين سنة من الغرق فى الكتب والالف
الليالى من الخلوة مع النفس والتأمل وتقليب الأفكار على كل وجه والتفكر فى لغز
الحياة والموت ....ثلاثون عامًا من المعاناة والشك والنفى والاثبات ...ثلاثون
عامًا من البحث عن الله ....قرا وقتها عن كل دينات العالم وعلم اللهوت والفلسفات الدينية المختلفة .....ولم ينفى
مصطفى محمود وجود الله بشكل قاطع فهو لم يلعن الحاده ....ولكن اعلن شكه ...فكان له
رحلة طويلة من الشك حتى اليقين
ولاشك ان هذه التجربة صهرته بقوة وصنعت منه مفكرًا دينيا
خلاقًا
العلم والايمان
يروى مصطفى محمود انه عندما عرض على التليفزيون مشروع
برنامج العلم والايمان فقد رصدا التليفزيون المصرى 30 جنيه للحلقة وبذلك فشل
المشروع منذ بدايته ....الا ان احد رجال الأعمال علم بالموضوع فأنتج البرنامج على
نفقته الخاصة ....ليصبح من اشهر البرامج التلفزيونية واوسعها انتشارا على الاطلاق
...واصبح عدد الحلقات 400 حلقة
وانشأ مصطفى محمود مسجد بالقاهرة واسماه محمود اى من صفة الحمد ..ولكن الناس اطلقوا على المسجد اسم مصطفى محمود ...كما انشأ ثلاث مراكز طبية تهتم بعلاج ذوى الدخل المحدود وشكل قوافل للرحمة من ستة عشر طبيبا كما انشأ مركز يضم اربعة مراصد فلكية ومتحفا للجيولوجيا يقوم عليه اساتذة متخصصون ويضم المتحف مجموعة من الصخور الجرانيتية والفراشات والكائنات البحرية المحنطة ....وله العديد والعديد من الكتب والمؤلفات الا انه اعتزل الكتابة بعد ازمته فى كتابه " الشفاعة " اى شفاعة الرسول محمد عليه الصلاة والسلام ....فى ان الشفاعة الحقيقية غير التى يروج لها علماء الحديث فى ان فيها اتكالية وعدم الاجتهاد فى العمل الصالح او انها تعنى الابتعاد عن العمل الصالح والاجتهاد به ...وان لها ضوابط الهية ...واصبح بعض الناس يتهموه بالكفر والعلماء يتهموه بالجهل عدا فضيلة الدكتور نصر فريد واصل عندما قال عنه " الدكتور مصطفى محمود رجل علم وفضل ومشهور بغيرته على الاسلام ...واوضح ان مصطفى محمود لم ينكر الشفاعة ولكن رايه يتلخص فى ان الشفاعة غيبية وان الاعتماد على الشفاعة لن ينجى من النار ....واعتمد مصطفى محمود على اراء العديد من العلماء .....وفى عام 2003 اصبح يعيش منعزلا يتعبد الله ويفعل الخير وتوفى مصطفى محمود عام 2009 عن عمر ناهز 88 وتم تشيع الجنازه من مسجده بالمهندسين
هامات وقمات
/ عثمان الامير /مكتبة النهضة العصربة
/2020

No comments:
Post a Comment