Saturday, July 31, 2021

كيف يسمع الصم الموسيقى

 

كيف يسمع الصم الموسيقى

تتم معالجة الموسيقى فى القشرة السمعية بالمخ التى تتألف من طبقات من خلايا المخ  ....والروابط بين خلايا المخ هى مفتاح عمله ...وتعتبر استجابة الموسيقيين للموسيقى فى هذه القشرة أكبر اذ تصبح لديهم اكثر اتساعًا ...والعجيب ان هذه الزيادة تزيد بمستوى التدريب الموسيقى ....وللصوت اهتزازات يشعر بها الصم ...وهذه الاهتزازات تقع فى نفس المنطقة من المخ التى يستخدمها غير الصم فى السمع ، الامر الذى يفسر كيف ان البعض منهم يصبح عازفًا ومؤلفًا موسيقيا ....ففى تجربة فريدة ،عرضت ايادى عدد من الطلبة الصم ومجموعة اخرى من الطلبة الطبيعين لاهتزازات متقطعة ...نشطت فى كلتا المجموعتين نفس المنطقة من المخ التى تعالج فيها الاهتزازات طبيعيًا ...لكن الطلبة الصم اظهروا نشاطًا فى منطقة بالقشرة المخية لا تنشط عادة عند الأفراد الطبيعين إلا اثناء التنبيه الصوتى ...لم يظهر هذاالاثر فى غير الصم هذا يعنى ان اختلاف الخبرة يمكن ان يؤثر فى تنظيم عمل المخ ...فمخ الصم يعيد برمجة نفسه ليسمع الموسيقى

كما اظهرت تجارب تالية على الفئران  انها تستطيع ان تميز بين نغمات الموسيقي ...فهى تستطيع فى سرعة ان تجد طريقها فى تعقيدات المتاهات وان تربطها بشكل ذكى مع المتاهة ....لذلك يستطيع الاصم ان يربط هذه الذبذابات بحركة اصابعه ....فنجد عدد من الصم يستطيع ان يعزف على البيانو او الالات الوترية ...بل انه يستطيع ان يؤلف نوته موسيقية ...ويلحنها ...ولا ننسى بتهوفن ....الذى الف اعظم الالحان وهو اصم ... فقد كانت لديه القدرة على التأليف الموسيقي بعد ان فقد سمعه ....وارجع البعض هذا الى عبقرية بيتهوفين فسنفونيته التاسعة عام (1824 ) التى تحمل عنوان سأسمع فى السماء التى الفها وهو فى عزلة تامة عن الناس ويتجه الى الله ليجد العزاء والسلوان فى وحدته ....فعندما انتهى العرض الأول لسيمفونيته انفجر جمهور المستمعين فى تصفيق مجنون ....فقد كان بيتهوفين يقف وظهره للجمهور ....ولم يسمع تصفيقهم ...فقامت احدى اعضاء فرقته ليواجه الجمهور ....فشكر الجمهور وبكى وانصرف ....ثم مات بيتهوفن بعد هذه السنفونية بثلاثة اعوام .....ومنه ادرك العلماء ان الصم يسمعون الموسيقى عن طريق الذبذابات الخاصة بالصوت .

السعادة والضحك والنوم / احمد مستجير / الشركة  المصرية للنشر الدولى



Tuesday, July 13, 2021

الجزء الخفى بداخلنا

 

الجزء الخفى بداخلنا

هناك دراسة طبقت على البيض فى شمال أمريكا وجنوبها عبارة عن سؤالين

1- هل خلقنا الله جميعًا متساوين ؟

2-  هل الزنوج على قدم المساواة مع البيض ؟

وبما أن السؤالين مكملان لبعضهما البعض , اذًا فمن الطبيعى أن تكون نسبة الإجابة عليهما سواء بالسلب أو بالإيجاب واحدة ولكن المفاجأة انهم وجدو ان النسبة الأكبر فى الشمال أجابت عن السؤال الأول بالإيجاب ,وعن السؤال الثانى بالسلب ...ونفس الشىء حدث فى الجنوب فمعظم الناس أجابت بالإيجاب عن السؤال الأول ،ونسبة ضئيلة جدًا أجابت بالإيجاب ايضًا عن السؤال الثاني ..ومن تحليل الاجابات نجد ان وجود شخص ابيض يرى ان الله خلقنا جميعًا متساوين ولكنه فى الوقت نفسه يرفض أن يتساوى مع الزنوج ، وهذا لأنهم أجابوا بالإيجاب عن السؤال الاول لأن هذه الفكرة جزء من الإيديولوجية المحترمة المتعارف عليها بين الناس ولكن للأسف فإن هذا لايمت بصلة الى شعورهم الحقيقي والتى اظهرته الإجابة عن السؤال الثانى وهى أنهم بالفعل يرون أنفسهم أفضل من غيرهم و لا يقبلون يتسوا مع الزنوج ...

لذلك نجد ان تشكيل آرائنا فى الحياة ،التي نثابر فى الدفاع عما نؤمن به وعندما نعتنق فكرة ما نعتقد أننا ممتلئون بها وانها مترسخة فى عقولنا وقلوبنا ....ولا نكتشف مدى زيفها إلا عندما نتفاجأ بردود افعال غير متسقة مع هذه الفكرة نهائيا ....فالاغلب يعتنق الافكار المقبولة اجتماعياً ....حتى تتعارض هذه الافكار مع مصالح الشخص نفسه ....وقد تظهر هذه الحقيقة فى فلتات اللسان ...وهذا يعنى انه من الممكن ان نكون مؤمنين بفكر ما على مستوى العقل ولكننا لا نؤمن به على مستوى الوجدان ، بمعنى ان عقلك يتقبلها ومشاعرك ترفضها وهذا يجعلك تعتقد فى نفسك شيئا ما فى الوقت الذى يحركك شئ اخر....لذلك لا يعتبر الاعتقاد الذاتى كافيًا ..فقد تظن انك مدفوع تجاه شىء ما بالحب ...ولكن فى الحقيقة قد تكون مدفوع بدافع الرياء ....والناس الذين يتظاهرون بالدين من غير ممارسة حقيقية ( وما أكثرهم فى مجتمعنا ) يعتقدون فى انفسهم خطأ أنهم متدينون ومن المثير للدهشة أنه كلما حاول الإنسان حماية نفسه من رؤية دافعه الحقيقي ، كلما كان إيمانه بها اشد ومحاولة إخفائه أصعب وهذا لان أفكاره فى عقله ،لكنها ليست جزءًا تكوينه الداخلى او تركيبه النفسى ...وهذا يجعلنا غير متسقين طوال الوقت مع انفسنا وكأننا نؤدى دورًا فى مسرحية ...وكلما اتسعت الفجوة بين الداخل والخارج زاد الإنسان سوءًا ...وكلما كان داخلنا الخفى على وفاق مع خارجنا الظاهر أصبحنا أكثر اتساقا .



انا مريضة نفسيا علامات مؤذية / وفاء شلبى /دار الشروق

Wednesday, July 7, 2021

التوازن فى المشاعر

 

التوازن فى المشاعر

يوميا نسمع قصصًا عن تبدل اخلاق ومباديء بعض الناس الذين بينهم صداقة قوية دامت لبعض الوقت ثم انهارت مع اول تحد أو الزيجات التى بدأت بالعشق والغرام أو دامت سنوات وبعدها بدأ البغض والمحاكم والصراع

فالشخص الذى كنت بالأمس معجبًا به وبقدراته وحسن تفكيره يتغير اليوم وينقلب عليك تماما وتبدأ حالة من الجذب والشد معه وتتحول مشاعر التقدير الى مشاعر عدائية ....ويمكن ملاحظة مثل هذا السلوك فى بيئة العمل او بين الصديقات والأصدقاء فمرة تشاهدهم فى قمة الانسجام واحيانا تراهم على طرفى نقيض ويحدث ذلك بين الصغير والكبير ...إنه سلوك لايخص فئة محددة من العمر ..بل هو عام وشامل فى كل إنسان وفى كل مجتمع ....فهل هذا طبيعى فى الانسان ام قصورا فى ادراك صفات الاصدقاء والاحباء ....لذا يفاجأ الناس بما فيهم فى لحظة بعينها نتيجة عدم الإدراك وقد تكون هناك فى الحقيقة مفاجآت ....فقد روى الإمام على بن ابى طالب " أحب حبيبك هونًا فعسى أن يكون بغيضك يومًا ,,واكره عدوك هونًا  فعسى أن يكون حبيبك يومًا "

لذلك ينبغى ان يكون الحب والكره بشكل متوازن ....وان تكون الكراهية والعداء بغير مبالغة وظلم واعتداء ....ففى جميع الاحوال المطلوب التمهل والصبر والتحمل , فليس الناس دومًا يتحدثون ويفعلون كما نريد ونحب فهناك اهتمامات مختلفة للبشر ومصالح قد تتوافق وقد تتعارض احيانًا ....وهناك أولويات فى حياة كل إنسان قد لايعرف أنها أولوياته إلا حين تتعرض للخطر حتى من احب الناس إليه

لذا يجب ألا يكون العداء مطلقًا وحتميًا ودائمًا ....بل علينا ان نجعل دومًا طريقًا للعودة والتراجع ....واذا اغلقت بابًا افتح شباكًا وبالمثل فى مجال المحبة والصداقة لاتستنزف مشاعرك بشكل عبثى وإنما اجعل خط التوازن ماثلاً وموجودًا بشكل دائم

وهناك فكرة معاكسة تقول : ان التوازن يأتى من حكمة الخبرة ومن طول معايشة الناس ولكنه ايضًا يأخذ من فوره الشعور الذى يؤتى اعلى دراجات متعته من بعض التطرف فى القرب والمحبة والغرام والغيرة الذى يميز الشباب وصغار السن .....فكبر السن يجعل المشاعر متوازنه طويلة المدى وتجعل المرء لا يشعر بلذة المبالغة ( الافوره ) ....حتى فى السياسة فإن هناك قادة حركوا الشعوب وغزوا البلدان ..كانو غالبا من متطرفين الفكر والتصور ....فقارن بين هتلر النازى وبين نلسون مانديلا ........ايهما اقرب الى التطرف وايهما اقرب الى الحكمة

على مقهى الحالمون بالغد /حسام البدراوى / دار نهضة مصر , 2020



Saturday, July 3, 2021

تنفس

 

تنفس

فى بادئ الامر نستنشق الهواء الذى يتدفق فيمر ويخلق ذبذبات للأحبال الصوتية فينتج الصوت فيحركها اللسان والشفاة فتصبح الفاظ ....فالحنجرة وجميع اجزاء الجسم يشكل هذا الهواء الذى نخرجه ....لذلك ان النفس هو اول الاشياء التى تتأثر بأى اذى او ضرر جسمانى ، فحينما نحبس مشاعرنا فأننا نعيق التنفس ...وعندما نكون بصحبة شخص يبدو عليه القلق والتوتر وتنصحة بأن يتنفس بشكل جيد ،فسوف ترى كيف يتحرك نفسه وخروج الهواء من فمه وانفه اشبه بالبركان ......ان المشكلة لدينا ان التنفس اصبح عملية سطحية نستخدم فيها الجزء العلوى فقط من الرئيتين ولا يشترك فيها الجسم بأكمله ....لاحظ كيف يتنفس الواثقون بأنفسهم ....يتكلمون ببساطة ...فهم يملئون رئتهم بالهواء ويتم اخراج الهواء ببطء ...فتجد نمط الكلام لايتقطع وتشعر انهم فى راحة ....فهم بالفعل يتنفسون بشكل جيد ....فلا تتعجب من وجود مدارس وبرامج للتدريب على التنفس ....واوجز المدربون التنفس الصحيح فى عدة خطوات

اولا : كن مدركاً لنفسك عند الشهيق والزفير ،اترك التنفس دون ان تحاول التأثيرعلى كيفيته وتدريجيًا ركز على الاسترخاء بينما تتنفس ،كن واعيًا بأى نقطة تؤثر فى جسمك وحاول تهدئتها بينما تخرج النفس

ثانيًا : يجب ان تصل الى تنهيدة الارتياح وذلك

- بإمكانك ان تأخذ شهيقاً افضل اذا تخلصت اولاً من الهواء القديم لذا قم بعملية الزفير حتى تفرغ رئتك وقم بها مسترخًيًا متخذًا وضعية مريحة

- فكر حينما نشعر بإحساس مفاجئ بالراحه  ،حينما تسمع صوت مفتاح فى الباب عندما يصل عزيز لديك غائب منذ فترة طويلة او على سبيل  المثال حينما نتلقى اخباراً سارة بينما كنت تتوقع اخبارًا سيئة ....تنهد مع الاحساس بالسعادة التى تمنحها الراحة ...واشعر كم هو مريح ان تتخلص من كل الهواء القديم البالى

- وبينما تزفر الهواء الى الخارج ....اطلق كل التوتر الذى فى جسمك حيث انك اصبحت واعيًا به وأثناء هذه العملية لاحظ الاستنشاق اللا إرادى الذى يحل محل التنهيدة بدون اى فعل متعمد من جانبك ....كلما ارخيت كل جزء من جسمك كلما دخل النفس الى الاجزاء المختلفة من جسمك واندمج فيها وشعرت بالراحة ....ومع مرور الوقت ستصبح هذه عادتك فى التنفس ...وستكون اكثر راحة وهدوء

 ان كل خلايا جسدك تتنفس ...كريات دمك تحمل الاكسجين وتوزعه على كل جزء من اجزاء جسدك ...ضيق التنفس يعتبر موت للخلايا وتعثر للعمليات الحيوية ....والتنفس الجيد يعتبر ربيع لهذه الخلايا ...التوتر والقلق والحزن يعرقل التنفس الصحى لديك ...لذلك تعود دائمًا ان تتنفس براحة مهما كان الموقف صعب فعلاقتك بالحياة تبدأ بالتنفس ...وتنتهى بعدم التنفس ....فاحرص دائمًا على التنفس الصحيح ودرب نفسك على ذلك 



لغة التأثير الإنسانى / جودى ابس ، تعريب طلعت اسعد عبد الحميد ، روابط للنشر والتوزيع /2020