التوازن فى المشاعر
يوميا نسمع قصصًا عن تبدل اخلاق ومباديء بعض الناس الذين
بينهم صداقة قوية دامت لبعض الوقت ثم انهارت مع اول تحد أو الزيجات التى بدأت
بالعشق والغرام أو دامت سنوات وبعدها بدأ البغض والمحاكم والصراع
فالشخص الذى كنت بالأمس معجبًا به وبقدراته وحسن تفكيره
يتغير اليوم وينقلب عليك تماما وتبدأ حالة من الجذب والشد معه وتتحول مشاعر
التقدير الى مشاعر عدائية ....ويمكن ملاحظة مثل هذا السلوك فى بيئة العمل او بين
الصديقات والأصدقاء فمرة تشاهدهم فى قمة الانسجام واحيانا تراهم على طرفى نقيض
ويحدث ذلك بين الصغير والكبير ...إنه سلوك لايخص فئة محددة من العمر ..بل هو عام
وشامل فى كل إنسان وفى كل مجتمع ....فهل هذا طبيعى فى الانسان ام قصورا فى ادراك
صفات الاصدقاء والاحباء ....لذا يفاجأ الناس بما فيهم فى لحظة بعينها نتيجة عدم
الإدراك وقد تكون هناك فى الحقيقة مفاجآت ....فقد روى الإمام على بن ابى طالب
" أحب حبيبك هونًا فعسى أن يكون بغيضك يومًا ,,واكره عدوك هونًا فعسى أن
يكون حبيبك يومًا "
لذلك ينبغى ان يكون الحب والكره بشكل متوازن ....وان
تكون الكراهية والعداء بغير مبالغة وظلم واعتداء ....ففى جميع الاحوال المطلوب
التمهل والصبر والتحمل , فليس الناس دومًا يتحدثون ويفعلون كما نريد ونحب فهناك
اهتمامات مختلفة للبشر ومصالح قد تتوافق وقد تتعارض احيانًا ....وهناك أولويات فى
حياة كل إنسان قد لايعرف أنها أولوياته إلا حين تتعرض للخطر حتى من احب الناس إليه
لذا يجب ألا يكون العداء مطلقًا وحتميًا ودائمًا ....بل
علينا ان نجعل دومًا طريقًا للعودة والتراجع ....واذا اغلقت بابًا افتح شباكًا
وبالمثل فى مجال المحبة والصداقة لاتستنزف مشاعرك بشكل عبثى وإنما اجعل خط التوازن
ماثلاً وموجودًا بشكل دائم
وهناك فكرة معاكسة تقول : ان التوازن يأتى من حكمة
الخبرة ومن طول معايشة الناس ولكنه ايضًا يأخذ من فوره الشعور الذى يؤتى اعلى
دراجات متعته من بعض التطرف فى القرب والمحبة والغرام والغيرة الذى يميز الشباب
وصغار السن .....فكبر السن يجعل المشاعر متوازنه طويلة المدى وتجعل المرء لا يشعر
بلذة المبالغة ( الافوره ) ....حتى فى السياسة فإن هناك قادة حركوا الشعوب وغزوا
البلدان ..كانو غالبا من متطرفين الفكر والتصور ....فقارن بين هتلر النازى وبين
نلسون مانديلا ........ايهما اقرب الى التطرف وايهما اقرب الى الحكمة
على مقهى الحالمون بالغد /حسام البدراوى / دار نهضة مصر ,
2020
No comments:
Post a Comment