كيف تتعامل
مع مرضى الإكتئاب
عندما شاهدت
فيديو لمريض إكتئاب قبل إنتحاره بأيام
قليلة وهو يتحدث عن اهمية " مارك روكربيرج " مالك الفيسبوك فى حياة
الملايين الذين سوف
يتأثرون بموته بينما هو غير مهم فى حياة احد ( وفى الحقيقة هذه اعمق التعبيرات
التى يمكنك سماعها ومن اوضح المؤشرات التى تدل على الاكتئاب بل والرغبة فى
الانتحار ) ....فهذا الشاب دخل دائرة " البحث عن المعنى " واذا لم يجد
معنى لحياته فسوف يحاول ان ينهيها ....ولذلك اذا وجدت مريض أكتئاب على مقربه منك
يتساءل عن جدوى حياته وسببها فهنا يدق ناقوس الخطر وتظهر مسؤليتك تجاهه ،لان هذه
اللحظات فى الغالب تسبق الانتحار.
شخص اخر كان دائمًا يقول فى احد منشوراته ما معناه
انه لايجد معنى لحياته ولو مات فلا شئ مهم فى هذه الحياة ...يستحق ان احيا له
...وهذه نفس كلمات الشخص صاحب الفيديو ....فمن الطبيعى ان جميع مرضى الاكتئاب
يقومون بترديد نفس الكلمات بالحرف ...ومرضى الوسواس يرددون نفس الكلمات بالحرف لان
الاكتئاب والوسواس مرضان وهما مثل الانفلونزا
وكما يعانى مرضى الانفولنزا من الرشح او الكحة ..فأيضًا يعانى مرضى الاكتئاب
من نفس الأفكار والمشاعر ....ولذلك كتبت احد الطبيبات المعالجات لهذا المرض
تعليقًا اوضحت فيه مدى اهمية دعم مرضى الاكتئاب بالكلمات الإيجابية التى توضح
اهمية الحياة ...ومن المؤكد ان هذه الكلمات لن تشفيه من الاكتئاب ولكنها سوف تساهم
بنسبة قليلة فى دعمه وادخاله فى حالة من التردد للإقبال على الانتحار ....فمريض
الاكتئاب يشعر بالبرد ...والانطوائية ...لذلك لاتتركه وحيدًا ولا تثقل عليه
بالأسئلة او الحديث ...ولكن اقترب منه معنويًا ....فالمواجده المعنوية بدون اى
كلمة يمكن للاخر سماعها والشعور بها وقد توفر له إحساس الدفء المفقود .
فأفضل شئ من الممكن ان تقدمه لمريض الاكتئاب هو ان تؤكد
له انه مهم وانه فى حاجة الى الراحة فقط وان ما تشعر به هو مؤقت والمطلوب منه ان
يقاوم هذا الإحساس ....اجعله يتخيل انه يهرب خارج جسمه وينظر له من أعلى ...وبذلك
سوف يشعر انه يستطيع ان يسيطر على نفسه وجسده ويتحكم فى افكاره وان عنده ارادة
...قل له ان ما تشعر به ليس حقيقيًا ..ولكنه مرض الاكتئاب هو مايجعلك تشعر بذلك ....اسأل
دائمًا عنه دعمه بشكل غير مباشر ....ولكن ينبغى ان نوضح ان مريض الاكتئاب يحتاج
الى علاج دوائى ...يقلل من حدة الاكتئاب لدية ...فحديثك معه يعطل ويؤجل فكرة
الانتحار ...ولكن لا يمحيها بشكل نهائي
أنا مريض نفسيا علامات مؤذية / وفاء شلبى / دار الشروق


