شفرة الطاقة النفسية عند العباقرة
ان الذات البشرية تمثل كلاً متحدًا متكامًلا من النزعات
النفسية والجسمية والاجتماعية ...فعندما تجتمع تحدد نمط الشخصية ...فالذات النفسية
اذأً لايمكن فصل احد مكوناتها عن الاخر فهى تضم مختلف الظواهر النفسية سواء أكانت
تتعلق بما هو إدراكى معرفى مثل الذكاء كقدرة عقلية فطرية عامة أو العمليات العقلية
العليا كالتفكير والتذكر والتحليل والتصور والإحساس ...او مجموعة الذكاءات "
القدرات العقلية الخاصة " التى تكتسب بالتعلم عن طريق النقل من البيئة أو
بالتعلم المقصود وما الى ذلك من الأنشطة الإدراكية والمعرفية ...وتمثل الذات النفسية
كذلك الجانب "الوجدانى " الذى
يتكون من الصفات المزاجية الفطرية مثل الانفعالية العامة بمعنى الاستعداد العام
للانفعال والدوافع الفطرية " الغريزية " مثل الاكل ، الجنس ...ثم
الانفعالات الخاصة مثل الغضب والسرور
...يضاف اليها الصفات المزاجية المكتسبة مثل الاكتئاب او الدوافع تجاه شىء او راى
ما ....هذا التكوين الوجدانى يشكل السلوك ويلونه
وهذا التكوين النفسى والجسمى تشكلهما البيئة الاجتماعية
والجغرافية التى يعيش فيها الإنسان سواء داخل المنزل أو خارجه ، لذلك ان تفاعل هذه
المكونات تنتج – الانسان المفكر- الانسان المنفعل – الانسان المعبر ....وهو مانطلق
عليها الطاقة النفسية ...وهى ما تحدد الشفرة النفسية لكل فرد
والعقل هنا هو قوة الادراك فى ذات الإنسان ....فالعقل
متعدد الوظائف فهو يميز الأشياء من حوله بمرونه ، ويقيس ببصيرة ، ويحسب بدون ارقام
ويضيف ويقارن ويرتب ويعبر بأسلوبه يكفى ان تعرف ان جهاز الحاسوب هو عقل المبرمج
وليس الحاسوب نفسه ، وبعد ان اكتشفت أجهزة التصوير بالرنين المغناطيسي والتى
استشعرت وجود الأكسجين فى الدم داخل الدماغ فقد اظهرت نتائج استعمال هذه التقنية
أنها دحضت فكرة أن التفكير محصور بمركز واحد فى الدماغ ...فقد امكن تصوير الطاقة الكهربائية وهى تدور
عبر المناطق المختلفة من الدماغ اثناء النفكير
ومع ذلك فقد وهب الله هذه القدرة العقلية الفطرية لجميع
البشر ووزعها عليهم بمقدار ...فالبعض منهم قدراته العقلية الفطرية محدودة ...ولكن
ايضًا يتمتعون بفطرة طبيعية ولديهم الكثير من المواهب ...ولكن العبقرى يمتلك شفرة
وهى "الإرادة " ....فالشخص القادر على امتلاك ناصية نفسه وتوجيه قدراته
العقلية والبدانية لتحقيق الاهداف يعتبر عبقرى ...ان الشخص المتأمل المستغل
لقدراته العقلية ...ففى التاريخ اليونانى القديم الفليسوف " ديموستين "
الذى كان مصابا " بالتهته " وبإرادته القوية صار أعظم خطباء اليونان
...والعبقرى الفذ " بتهوفين " الذى لم يكن يسمع ومصاب بالصم ولكنه ألف
السيمفونيات الموسيقية التى نعشقها حتى اليوم ....وهناك الاف بل ملايين النماذج
البشرية الذين أصيبوا بعاهات وبإعاقات بدنية وحسية وأصبحوا نماذج يعتد بهم فى
اصرارهم وعزيمتهم
فالانسان امام طريقين ...إما ان يرضخ تحت وطأة ضعفه وسوء
حظة وبذلك ينحدر الى هاوية الإحساس بالنقص الشديد ....او ان يقاوم هذا الاحساس
ويثبت وجوده إما فى نفس الناحية التى اصيب فيها او فى نشاط او مجال اخر ....فقد
ثبت ان هناك تأثيرًا متبادًلا بين النفس وقوة الاراده ....وان هناك امراض نفسية
بحته سببها ضعف الإرادة ....ان المثابرة والمطاولة على النشاط المنوط به الإنسان لسنوات طويلة
...تعتبر شلال من الطاقة المبدعة التى تجعلة مبدع وعبقرى .

No comments:
Post a Comment