Tuesday, September 17, 2019

الحب الافلاطونى

الحب الأفلاطونى ذلك الحب البعيد كل البعد عن التلامس الجسدى أو الرغبات الحسية فهو حب دون أمل فى اللقاء لأسباب قوية  تجعل لقاء الطرفين من المستحيلات   فبعض العلاقات العاطفيه ليس لها مستقبل ، فيكتفى الطرفان بالمشاعر العفيفة النقية بينهم وينتهى الحب بعذابه فقط 
 "ومن أشهر  قصص الحب الأفلاطونى قصة "مى زيادة وجبران خليل جبران
مى كانت ظاهرة إجتماعية أكثر منها ظاهرة أدبية فقد كانت مى أنسة لبنانية تكتب العربية والفرنسية وتقابل الرجال وتتحدث إلى الأدباء وأهل الفكر 
أما جبران خليل جبران فكان مختلفا كثيرًا عنها من حيث التركيبة الفكرية والإنسانية رغم توحد مشاعرهما وتقارب معاناتهما فى الغربة والوحدة ورهافة الإحساس التى تميزت بها مى كما تميز بها جبران 
جبران الذى عاش حياته حيث هاجر إلى الولايات المتحدة الأمريكية فتعود الحرية فى كل شىء ومارس التعبير عن ذاته واطلق العنان لمشاعرة دون تحفظ كان يريدها ان تحبه بنفس طريقته 
اللقاء الاول بينهما كان لقاء على الورق بدأته مى برسالة من قارئة وأديبة إلى أديب كبير ومى إختصار لإسمها مارى 
وتلقى جبران رسالة مى الأولى بفرح وكتب لها مشجعاً إستمرار المرسلة بينهما 
لم تصدق مى نفسها وهى ترى مظروفًا مكتوبا عليه إسم جبران خليل جبران "وتفتحه لتجد خطابا منه بخط يده ونسخه من روايته موقعه على إهداء رقيق من الأديب الكبير إليها ...طارت من الفرحة وجلست مع روايته ...بل غرقت بين سطورها تحاول أن تدخل فى أعماق الحرف وثنايا الكلمة 
وتوالت الرسائل بينهما وتعلق قلبيهما وكانت جميع الرسائل بينهما لايشوبها اى شائبة أخلاقيه فكانت مشاعر عفيفة صادقة 
ولكن مى توقفت عن الكتابة إلى جبران عامين كاملين بعد أن تسلل اليها الخوف من ألم هذا الحب المجهول 
فيبعث إليها جبران معاتبا "حضرة الاديبة الفاضلة ...لقد فكرت بامور كثيرة فى تلك الشهور الخرساء التى مرت دون خطاب منك  لقد ذبل وجهى وفقدت صحتى وأنا افكر بك بدون جدوي..لكنه لم يخطر على بالى كونك شريرة لتبتعدى عنى كل هدة الشهور  الطويلة ...... وتعاود مى مرة أخرى مراسلة جبران
  
 ثم تقوم  الحرب العالمية الأولى فتتوقف المراسلة بين مى وجبران من 1914 حتى 1919 ...ثم تبدا مى فى نشر مقالات لها فى جريدة  المقتطف ويدفعها جبران ويشجعها إلى الكتابة الإبداعية 
وفى عام 1929 مات والد مى وفقدت السند الحقيقى لها فى الحياة واهتزت مى بشدة لهذا الحدث 
وشاركها جبران ولكن عن بعد كعادته وكم تمنى ان يكون بجوارها 
وبعث رسالته الاخيرة وكانت قبل وفاته بأسبوعين وسماها الشعلة ووصف لها كم يحبها ويود اللقاء بها وان يمضى بقية حياته معها 
وبعدها مات جبران وبموته تفجرت جراح مى كلها مرة واحدة وعاشت بعده 19 عام كلها على ذكرى خطاباته ولم يطرق الحب بابها مرة اخرى 
من كتاب مى زيادة اسطورة الحب والنبوغ /نوال مصطفى / دار العين للنشر2019

5 comments: