Monday, September 9, 2019

المماليك ومحمد على

بعد ثلاثة اشهر من تولى محمد على حكم مصر قام المماليك بتدبير محاولة للاستيلاء على القاهرة والتخلص من محمد على واختار المماليك  الاحتفال بيوم وفاء النيل لتنفيذ خطتهم ، ففى هذا اليوم سيكون محمد على مشغولا بالاحتفال وبصحبتة كبار رجال الدولة وكبار قادة الجند بضاحية مصر القديمة  وكانت الخطة تقضى بهجوم قوة من المماليك تبلغ الف مقاتل على القاهرة ، ثم ينضم اليهم مجموعة اخرى من قادة جند محمد على كان المماليك قد استمالوهم واتفقوا معهم على الانضمام الى صفوفهم فور دخولهم القاهرة  
لقد كانت خطة المماليك محكمة الى اقصى درجة 
وبالرغم  مما اشتهر به المماليك من مكر وخداع ....إلا ان محمد على كان أشد منهم مكرًا وخداعًا فقد كان ينتظر سقطة لهؤلاء المماليك ليلقنهم درسًا فى فنون المكر ...لقد علم بتفاصيل الخطة من خلال رجاله المخلصين ووضع خطة استدرجهم الى الداخل وحصارهم ثم حصدهم مرة واحدة ...لكن المماليك اصروا على تنفيذ مخططهم بأى وسيلة فبدأو التحرك صوب باب زويلة ومنطقة الدرب الأحمر فلقيهم هناك جند محمد على وقاتلوهم قتالا عنيفا حتى قتل معظم المماليك وتم اسر المئات منهم وسيق بهم الى الباشا محمد على فأمر بقتلهم جميعا وواصل محمد على  مطاردة المماليك الفارين حتى وصل الى الجيزة التى استولى عليها وطرد منها فلول خورشد باشا الوالى المعزول
ثم اوهمهم بالصلح وبداية صفحة جديدة وكان يعلم علم اليقين بعدم صدق نوايا المماليك وانهم ينتظرون الفرصة فقط للغدر مرة اخرى  
التصفية الجسدية 
وجاء وقت التصفية الجسدية التى عرفت فى كتب التاريخ ب (مذبحة القلعة ) وكانت رائحة الدماء تنتشر فى كل مكان ...لقد اختلط صراخ الرجال بصهيل الجياد بأصوات البنادق والسيوف ..كانت الخطة محكمة وكان محمد على يراقب الموقف بمشاعر جامدة 
ان تفاصيل المذبحة تقشعر منها الأبدان لكن الحق والحقيقة ومتطلبات الامور كانت تجعل من هذة المذبحة ضرورة لامفر منها وبصرف النظر عن الجوانب الإنسانية والاخلاقية ...بصرف النظر عن كل ذلك تبقى الضرورة السياسية لهذة المذبحة حتى يتسنى  لمحمد على السيطرة على حكم مصر بعيدا عن خيانة المماليك وجشعهم 
ففى صباح يوم الجمعة ذهب المماليك لقلعة محمد على وتناولو الطعام وشربوا القهوة وتضاحك معهم محمد على ثم استدرجهم فى مضيق منحدر فى اعلى باب العزب داخل القلعة واصبح القتل بالبنادق والسيوف ...ثم احضرو ايضا المشاعل لرمى اعناقهم وهرب بعض المماليك وسكنوا الحارات والنواحى وفى هذا اليوم شهد اهل القاهرة القريبين من القلعة يوم غاية من الفزع من كثرة الجثث المقتولة ورمى الجثث من القلعة 
هكذا دخل القلعة فى صبيحة ذلك اليوم أربعمائة وسبعون من المماليك واتباعهم ...قتلوا جميعا ولم ينج منهم الا واحد يسمى (امين بيك ) فقد كان فى اخر الصفوف ثم صعد بجوادة اعلى سور القلعة  وخاطر بنفسة مؤثرا الموت عن القتل فلكز جوادة فقفز به مترديا ولما 
صار على مقربة من الارض قفز هو مترجلا وترك الجواد يتلقى الصدمة




/من كتاب محمد على باشا بدايات قاسية ومجد عظيم دار  الجمهورية للصحافة 2009م تأليف نشأت الديهى       

No comments:

Post a Comment