Friday, October 18, 2019

٤٠ يوم على الميت

"لقد مر على "موت ام ابراهيم"٤٠ يوم واليوم ليلة الاربعين لها ...كما ان اليوم مر ٤٠ يوم على موت  جارنا "حنا ميلاد
ولقد ...مر على زواج هذه العروس ٤٠ يوم ....وجرت العادة   ان المرأة عندما تلد ...تمكث اربعين يوم وهى حائض .....ما سر الاربعين يوم 
كتب هيروددت فى عام ٤٤٠ قبل الميلاد عقب رحلته لهليوبوليس ومنف وطيبة " ان الموت عند المصريين له طقوس غريبة
فكان التحنيط عادة عظيمة لديهم ....وكان التحنيط للأعيان والملوك والامراء والكهنة وكبار رجال الدولة ....وكانت رحلة التحنيط هذة تستغرق ٤٠ يوم ....كان المخ يزال من خلال انبوب يدخل عبر الانف ويدخل من خلاله سائل حمضى يذيب المخ ويخرج من فتحات الانف والاذن على شكل سائل لزج  ...فيما كانت كل الاحشاء تقريبا تخرج عبر القفص الصدرى للجثة بعد ممارسة عملية شق البطن ,,,وكان يترك القلب ولايتم اخراجه اعتقاداً منهم ان القلب سوف يتم وزنه بعد الموت ...وان قساة القلوب سوف تلتهمهم الوحوش المرعبة وهذة الوحوش تمتلك رأس تمساح وجسم فرس النهر ومخالب الاسد 
 لكن...لماذا كانوا يفعلون ذلك فى ٤٠ يوم وليس٥٠ او ٣٠ ....والاجابة فى نجم الشعرا اليمانيه
وهو اسطع النجوم فى السماء ليلاً وهو المع جرم فى السماء بعد القمر ...وهو احد اقرب النجوم من الارض ...وكان العرب والمصريون القدماء يهتدون به فى ليل الصحراء وكانت دورته ٤٠ يوم  من بداية ظهوره الى اختفائه ثم ظهوره مرة اخرى بعد ٤٠ يوم ...لذلك اعتقد المصريون القدماء ان الروح تخرج ...وتعود وتزور الاهل والاصدقاء بعد ٤٠ يوم وان الميت سيظل حى فى الحياة الاخرى مثلما يفعل نجم الشعرا فى عالمه ....لقد قدس قدماء المصريين الموت بشكل مبالغ فيه وربط الموت بتعاقب الليل والنهار والاجرام ....لقد اعتقد احد رحالة العصور الوسطى ان الاهرام هى مستودعات الغلال والحبوب فى مصر وانها لتخزين الغلال المصرية ....وظل الاعتقاد هكذا فترة طويلة لبعض الرحالة الغربيين لمصر فى العصور الوسطى ....ومرت قرون حتى علم الناس انها مجرد مقابر ملكية ...وان لها نظام فلكى معين 
فليس من الغريب ان المصريين اليوم يحافظون على الاربعين فى الموت دون ان يعرفوا السبب 
واذكر انه سالنى احد الاجانب ....لماذا جميع اثار الفراعنة معابد ومقابر ....اين القصور ....لماذا اختاروا الاماكن الجافة فى الجنوب ليحافظوا على مقابرهم ....ولم يهتموا بتخليد قصورهم ....وكانت الاجابة على لسانه  ايضا ....لقد اهتموا بالموت اكثر من الحياة ....لقد كانوا على يقين تام بوجود حياة ابدية وان الحياة فى الدنيا قصيرة


الشرق يبدأ من القاهرة / كنورابادفاسبوليس/ ترجمة محمد الولى /دار صفصافة  

No comments:

Post a Comment