Tuesday, October 22, 2019

الراديو البشرى

هل استمعت فى يوم من الأيام إلى الراديو وكانت موجاته غير مضبوطة ...فعلى الرغم من انك تلتقط المحطة الرئيسية تسمع الصوت مشوشا ً إلى حد ما ....تخيل لو إنك قضيت حياتك بأكملها وانت تستمع إلى راديو واحد فقط وذلك الراديو كانت موجاته غير مضبوظه قليلاً ...هل كنت ستعلم بالفعل أن موجاته غير مضبوطه ...إنك فى الغالب لن تعلم بعدم ضبط موجاته لان ببساطة ليس لديك ما تقارنه به ...فهذا مجرد مثال على الكيفية التى يمضى بها عدد كبير من الأشخاص حياتهم ...فهم مثل الراديو البشرى لديهم الكثير من الإمكانات والقدرات ولكن موجاتهم غير مضبوطة قليلاً على الرغم من انهم يشغلون المحطة الرئيسية التى تسمى الحياة ....لكن سلبيتهم تشوش على قدرتهم على استقبال المحطة بشكل صحيح 
إننا غالبا ما نتصرف وكأن الراديو الخاص بنا عالق على محطة واحدة ...وبعد ذلك نتحجج بأنه هو الذى اذاع الاغنية الحزينة واننا لاحيلة لنا فى ذلك او ربما ندعى ان تلك الاغنية الحزينة سببها ما تبرمجنا عليه سابقاً او بسبب تجاربنا فى الماضى ...ولكن فى حقيقة الامر ان الراديو الخاص بنا لا يعلق ابداً على محطة واحدة ..فهو دائماً مستعد ليذيع اية اغنية        نرغب فيها وكل ما يتطلبه الامر هو رغبة منا مع استعداد واصرار على ضبط موجاته 
ان كثير من الناس يخشون تحريك المؤشر فهم يخافون من التغير الذى يمكن ان يحدث نتيجة ضبط المؤشر فهم يخافون من ظهور موجة جديدة على ترددات غير معتادة 
تخيل انك تملك افضل واقوى واروع راديو تم اختراعه حتى الان ولكنك لاتحب نوع الموسيقى الذى يذاع عليه ...ماذا سوف تفعل ؟ 
هل سترتدى قناع الضحية وتقول هذا هو قدرى ...لقد كتب على ان استمع الى هذا الهراء طوال حياتى ....ام ستقوم بتحطيم الراديو
ام انك ستجادل وتقول ان هناك ثمة مشكلة ما فى هذا الراديو وتحاول ان تخدع نفسك وتصدق انه يذيع افضل موسيقى يمكن سماعها 
ام ستقوم بكل بساطة ولطف ودون اى مجهود او ضغط بضبطه على تردد اخر ...تردد يقوم بإذاعة نوع الموسيقى الذى تفضله ...من خلال وضع خطة لحياتك 


التخطيط الامثل  للحياة / برايان مابين / دار الفاروق للنشر /2019

No comments:

Post a Comment