Tuesday, October 8, 2019

الترماى..... سبب فساد القاهرة



القاهرة قبل الترماى
كانت شوارع القاهرة سنة 1890 مرصوفة بالحصى ( شوارع محدودة جدا )   وأما 
باقى الشوارع غير مستوية   منذ مئات السنين وكانت الغالبية العظمى من 
شوارع القاهرة مملوءة  بالحفر وأكوام الفضلات والأحجار فكان الحمار هو 
وسيلة انتقال الناس وكان للحمير مواقف معينة  يقصد اليها من يشاء ، اما عربات الركوب التى تجرها الخيل فكانت للاغنياء فقط  ، ولا توجد اضاءة كافية فى الشوارع العامة وكانت منعدمة فى الشوارع الجانبية وكان سكان شوارع القاهرة يعيشون بمعزل عن بعضهم البعض
القاهرة بعد الترماى

وفى نوفمبر 1893 اعلنت الحكومة عن رغبتها فى ان تقوم شركة بمد خطوط للترام فى القاهرة  ، وفى أول اغسطس أجرت الشركة حفلة تجريبية لتسيير اول قطار كهربائى . ففى الساعة العاشرة من صباح اليوم المذكور ركب "حسين نفرى" باشا ناظر الاشغال اذ ذاك ومعه كبار موظفى النظارة ترام اقلهم من بولاق ، مارا بميدان العتبة ...ويذكر أحد الأجانب الذين عاشوا فى القاهرة فى ذلك الوقت ....انه قد اصطف المصريون على الجانبين  عشرات الألوف ، ليشاهدوا اول مركبة سارت فى العاصمة بقوة الكهرباء والاولاد يركضون وراءها مئات وهم يصرخون : العفريت ....العفريت

ونشر فى صحيفة المقطم "ان مصر اصبحت مثل اوروبا وهى اول دولة فى الشرق تقوم بانشاء الترام وهو لا يمشى بقوة الخيل ولا بقوة البخار والفحم بل بقوة الكهرباء المتولدة من البروق والرعود ....انه الترماى الكهربائي ايها الشعب العظيم ...انه الترماى يا احفاد الفراعنة  "
وقد وضعت الشركة المنشأة للترام لائحة خاصة وكان من اهم موادها
·      كل محدث للغوغاء او سكران او مصاب بعاهة تشمئز منها النفس يمنع من ركوب الترام
·      لا يجوز تسلق الاطفال او المارة عواميد الكهرباء المعدة للترام
واختلفت القاهرة بعد دخول الترام فقد بدأ الناس يميلون للخروج لاستنشاق الهواء واصبح المصريون من الطبقة المتوسطة يستمتعون بزيارة الاهل والاقارب , وانعدمت سيطرة الاب على ابنه فاصبح ابنه يفضل الخروج مع اصدقائه بواسطة الترام واخذت بعض النساء تركب الترام وتذهب لزيارة اهلها بدون اخذ اذن زوجها ....وكانت النساء العاهرت تجتمع عند محطات الترام ليلا
واصبح المصريون فى ذلك الوقت ينعتون الترام بانه اساس الفساد والفتنة فى مصر وانه من عمل الشيطان ...ولابد للمصريين ان يبتعدوا عنه حتى لاتصيبهم الفتنة 


من كتاب  ترام القاهرة : دراسة تاريخيه اجتماعية ادبية / محمد كيلانلى 2019

No comments:

Post a Comment