ليل القاهرة ....سائح عربى

القاهرة فى النهار حياة وليلها حيوات ...ونهار القاهرة هنا بالنسبة للمصريين هوالعمل الاضطرارى واختناقات المرور والبيع والشراء باختصار القاهرة بالنهار زمن يتحكم بك ....لذلك تجد نفسك لا تريد ان تغادر غرفتك ....اما ليل القاهرة فذلك الذى قال عنه الشاعرابن زهير الاندلسى :"ياليل طل ولاتطل لابد ان اسهرك 

لو بات عندى قمرى مابت ارعى قمرك 

وعندما تقرر ان تمشى فى شوارع القاهرة اترك لنفسك الجاذبية تجعلك تذهب الى اى مكان...حتى وان انتهى بك الامر الى الجلوس الى احد المقاهى والنظر الى البشر يمشون وقد زال عنهم عرق النهار فانت تستطيع ان تشعر بالاسترخاء وان تشرب قهوتك وتشاهد الناس يتحدثون او يضحكون ...وقد تصل الى اذنك بعض كلمات الحكايات المضحكة من الشباب الجالس معك قى نفس المقهى  فإنت تسمعها دون قصد 

الساعة الان الثانية بعد منتصف الليل ومازالت بعض المقاهى  مفتوحة ومازلت اسمع ضجيج الناس 

محال ان يكون هناك ليل كاليل القاهرة فى اى بلد فى العالم ....اغلقت بعض المحلات ولكن لازال الاغلبية لا تنام ......اخذت نفسى وتمشيت على نهر النيل ...شاردا ...افكر فى كل شىء ولا افكر فى شىء ....الهواء جميل ....ومازال الباعة الجائلين يعرضون عليك بضاعتهم .....لا ادرى كم مر من الوقت وانا اشاهد نهر النيل ليلا بمراكبة الجميلة الساحرة ....انها ليست زيارتى الاولى لمصر ولكننى قصدت ان اتجول فى القاهرة ليلا لااقصد مكان ....فكم قضيت ساهرا فى اماكن معدة للسهر ....ولكن السهر ليلا فى شوارعها يأسرك ..وفجأةتسمع اذان الفجر ....والناس مازالوا ساهرين  ...ومن ثم يتبادر الى ذهنك سؤال ....من الذى يستيقظ فى الصباح ليذهب للعمل ...ام ان من يسهر لايعمل ومن يعمل لا يسهر .....وصوت اذان الفجر رائع وشجى يشعرك بامان مصر وحضن القاهرة 

ثم يتسلل ضوء الصباح شيئا فشىء وتجد اناس ....على ملامحهم نوع من الهم ...يهرولون للذهاب الى عملهم .....وتظهر القاهرة الاخرى ...قاهرة النهار والزحام والاختناق .....لم اجد نفسى الا مهرولا الى فندقى قاصدا الهروب من القاهرة نهارا 

....منتظرا ليل القاهرة

احمد المدينى /نصيبي من الشرق / الدار المصرية اللبنانية /2015 ....