Monday, November 25, 2019

اسطورة قرطاج وعليسة

تقول الاسطورة وكاغلب اساطيرنا فجزء منها يكون مبنى على واقع والجزء الاكبر يكون خيال 
فى احد مدن لبنان القديمة "فينقيا " كانت هناك اميرة جميلة اسمها "عليسة " وعليسة هو اليسيا بلغة اهل لبنان اليوم ....هذه الاميرة كانت تحب زوجها الامير الحاكم حباً لم يسبقه حب ..ولكن اخاها الذى عرف بجشعه وحب السلطة اراد ان يثتأثر بحكم البلاد لنفسه ...فقتل زوج "عليسة " واستولى على الحكم ...فوجدت "عليسة " نفسها بين نارين ...عشقها لزوجها وحبها لأخيها 
لذلك جمعت "عليسة " ..ممتلكاتها وكنوزها واخذت اسطول زوجها التجارى هى ومن يتبعها من الامراء والاثرياء الذين كانوا ضد نظام الملك الجديد ..وكانوا يخافون جبروته وبطشه وانطلقت فى عرض البحر تحاول ان تجد ارض جديدة تبنى فيها دولتها الجديدة ....وما ان اصبح الاسطول فى عرض البحر حتى امرت "عليسة " حاشيتها بإلقاء اشوال  ( رمال وزلط ) كانت فى بطن السفينة فى البحر ..ولما سألها مرافقوها عن هذه الاشوال ..قالت انها تحتوى على كنوزها وامولها واموال زوجها ..وقد رمتها فى البحر قربانا لروح زوجها الطاهرة...وارادت ذلك حتى يتبين لها من يسير معها من اجل المال ومن يسير معها اخلاصا لها ..وبذلك ارسلت رسالة واضحة الى من يرد التمرد للاستيلاء على الكنوز المحملة معها 
واصلت "عليسة " الرحلة مارة بجميع شواطىء شمال افريقا ..حتى رست السفينة بتونس ...وقدمت "عليسة " الهدايا والجواهر للمك ...وطلبت من الملك ارض لتبنى عليها مدينتها الجديدة وتكون فى ولاء الملك ...لكن الملك رفض ..فطلبت منه قطعة ارض بحجم الثور لا اكثر ...فوافق الملك 
اختارت " عليسة " موقعا استراتيجيا على ساحل البحر واسمته "قرط حدشت " ومعنى الاسم المدينة الحديثة بالفينيقية ..واصبح اسمها فيما بعد "قرطاج " باللغه الاتينية القديمة 
لقد اخذت "عليسه " جلد الثور وكونت منه حبل طويل جدا احاطت به الهضبة التى تعرف حتى اليوم بإسم "برصا " ومعناها بلغة 
السكان الاصليين "جلد الثور " واصبحت قرطاج حتى يومنا الحالى مدينة رائعة وجميلة بمبانيها واثارها الفنيقية 
ويزور هذه المدينة فقط ما يقرب من 2 مليون سائح سنويا 

احمد الليثى ناصف/ مشاوير فى بلاد كتير /دار الشروق / 2019  

No comments:

Post a Comment