فى عام 2015 قام مجموعة من الشباب ببث فيديو على احد قنوات " اليوتيوب" وكان الفيلم يحتوى على مظهر للسماء مع اصوات اشبه بصوت النفخ فى البوق ...انتشر الفيديو خلال 48 ساعة ,,,وشاهده ما يقرب من 60 الف شخص ....وكانت التعليقات غريبة ...تمثل سمات كل شخص فمنهم من قال انها علامات يوم القيامة ...ومنهم من قال انه الثقب الاسود فى السماء ...ومن قال انها المفاعلات التى يجربها الغرب ....الكل ينشر الفيديو تحت مسمى مختلف .......وهو فى حقيقة الامر مجرد مزحة بين مجموعة من الشباب
انها الشائعات
يصنف الخبراء الشائعات كإحدى الحروب النفسية..وتختلف الشائعات عن باقى الحروب النفسية فى ان الوسيلة التى تحملها وتنقلها هى المجتمع نفسه ...فما ان تصل الشائعة الى بعض افراد المجتمع المستهدف حتى يقوم المجتمع نفسه بنشرها ...والغريب ان المجتمع المتمثل فى الأفراد يقومون بالتزويد واضافة احداث جديدة تدعم الشائعة
ولو تتبعنا خط سير الشائعة لوجدنا انها كلما مضت كلما اصبحت اكثر سهولة فى روايتها
مراحل انتشار الشائعة
مرحلة الولادة : وتعرف بأنها مرحلة إنتاج الشائعة ..وينتظر صاحب الشائعة الوقت المناسب ليظهرها
مرحلة المغامرة :وهى انتشار الشائعة وزيوعها بين الناس
ولكن ما يعتبر حقا مخيف هو ان الشائعة اليوم ورائها مؤسسات واجهزة عالمية لنشرها ...بهدف نشر فوضى او ضرب اقتصاد ...الخ ..لذلك قسم العلم الحديث اهداف الشائعات حسب نوعها ...
الشائعة التى تنشر الخوف واليأس والإحباط..والهدف منها قتل الروح المعنوية للشعب
الشائعة التى تنشر شعور الكراهية والبغض وهى منتشرة بين الدول التى تعانى من الانقسام وتعدد الطوائف
الشائعة التى تنشر اخبار اقتصادية كاذبة والهدف منها ضرب البورصة والاقتصاد
الشائعة المحفزة للأمل والاحترام وهى بغرض نشر قيم العدالة والمواطنة بين الشعب
والشائعة تنتشر بسرعة فى بيئات دون غيرها
تنتشر الشائعة فى بيئة منعدمة الشفافية مع الجمهور ...فكلما زاد غموض الإدارة كلما كثرت الشائعات
تأتى الشائعة لإشباع مرغوب لدى الأفراد او تجنب شىء منفر فالشائعة تستهوى معظم المتلقيين وبالتالى تنمو بإستمرار
تعتمد الشائعة فى المقام الأول على معرفة طبائع الشعب وميول وتفكير افراده
لقد اصبحت الدول تحارب بعضها البعض عن طريق الإشاعات ...وذلك ما حدث بين الصين والولايات المتحدة ..فى الفترة الاخيرة حول احدى شركات المحمول....ولذلك ظهرت مؤسسات متصلة بأجهزة المخابرات لتدرس سيكولوجية الشعوب ...وما يحتاجونه ...ونقاط عدم الاتفاق مع حكومتهم ....ثم تطلق الشائعة ...وهذا ادى بدوره الى ظهور مؤسسات لتتصدى لهذة الشائعات ...فأصبحنا فى عصر الشائعة والشائعة المضادة
الشائعات وخطرها فى ظل الاعلام الجديد /على عبد الله الكلبانى / عالم الكتب /2017

No comments:
Post a Comment