Wednesday, August 5, 2020

الالم يجعلك اكثر مسؤلية

فى خمسينيات القرن العشرين اجرى عالم النفس البولندى "كازيمرا دابروفسكي " دراسة على اشخاص ناجين من الحرب العالمية الثانية ..وكيف تعايشوا مع التجارب الصادمة المؤذية التى مروا بها فى الحرب ...لقد كان ذلك فى بولندا ...اى ان الوضع كان مروعًا حقاً ...عانى هؤلاء الناس او شهدوا حالات جوع جماعية وعانوا القصف الذى احال مدنأً بأثرها الى حطام ...كذلك تعذيب سجناء الحرب والاغتصاب وقتل افراد من الاسرة على يد النازيين او على يد السوفيت 
درس "دابروفسكى الناجين ولاحظ شيًا مفاجئًا مدهشاً لقد لاحظ نسبة كبيرة من هؤلاء الناس ان تجارب الالم والحرب التى عانوها ادت الى جعلهم اشخاصاً افضل واكثر مسؤلية واكثر تذوق للحياة ...وقد وصف كثير منهم حياته قبل الحرب كما لو انهم كانوا اشخاص مختلفين فكانوا قبل الحرب اشخاصًا جاحدين ولم يقدروا من احبوهم وكانوا كسالى تستهلكهم مشكلات تافهه وكان لديهم شعور بأنهم يستحقون الافضل فى كل شىء ...وبعد الحرب اصبحوا أكثر تواضعًا واكثر اعترافًا بفضل الغير صاروا اشخاص لا تنغصهم توافه الحياة وصغائرها المزعجة 
ولعلنا لا نغفل انهم كانوا يشعرون بالتعاسة اثناء الحرب ...بل كثيرًا منهم كان يعانى ندوبأً انفعالية ونفسية تركتها سياط الحرب فى نفوسهم ...ولكن اصبحت هذه الندوب كلها قوة انعكست فى شخصيتهم وتحملهم المسؤلية اصبحوا يواجهون اى صعوبة من صعوبات الحياة بهدوء تام كما جعلهم اكثر مرونة واكثر قوة ...وعلى سبيل المثال قال احدهم ان اى شىء بعد ما مررت به اصبح تافه ..حتى علمى بمرض السرطان جعلنى لا احزن ..اصبحت اواصل الحياة بشكل عادى واصبح عقلى اكثر استيعاب لالم الحياة وتحمل مسؤليتها 
استنتج "دابروفيسكى " ان الالم والحزن حالات مفيدة للنفس البشرية ...اذ انها تهذب النفس وتجعل حياة الافراد الصحية طبيعية ومتماشية مع عوارض الحياة اذ انها تكسب النفس مناعة ضد عوارض الحياة ...مثلما يكتسب الجهاز المناعى حصانه ضد الامراض 
..عند تعرضه خلال حياته لفيروسات مختلفة
مارك واتسن/ فن الامبالاة 
 

No comments:

Post a Comment