بالتأكيد رأيت البيوت الجميلة والاثاث الأنيق والقصور
الفاخرة والفيلات المطلة على اجمل الشواطئ ..وعشت فى احلام الزواج السعيد وحالات
الحب والغرام والقصص البطولية فى العشق والهوى .....هذا النوع من السعادة موجود
فقط داخل البلاتوه واللوكيشن ...أسال هؤلاء الممثلين والنجوم ..هل انتم مستمتعين
بحياتكم كما يظهر ذلك على الشاشة ....نحن ضحية الحياة الغير موضوعية التى تقدم لنا
عبر الاعلام ....والغريب اننا نقلد ...فنعتقد انه بمجرد تأديتنا لبعض السلوكيات
التى نراها سنحصل على السعادة ....اننا كلما شاهدنا هذا الواقع المزيف تقل لدينا
نسبة الرضا ....فكم من قصص حب وارتباط فشلت بسبب توقع سلوك او تصرف معين فى وقت
معين بشكل معين ,كما كنت تتخيلها فى احلامك وذهنك بناء على مشاهد رأيتها وتوحدت
معها فتمنيتها وعندما اختلف توقعك مع الواقع أصبت بإحباط وغضب تدفق وتراكم فى قلبك
حتى كون وجهة نظر سلبية خالية تماما من الموضوعية ...
احد المديرين الذى عملت معهم ولم استمر معه اكثر من شهر
كانت الإدارة من منظوره هى التجول طوال النهار فى ممرات الشركة واضعا يده فى جيبه
وينظر للناس من فوق لتحت نظرات لا تخلو من التكبر والفحص والمحص ...كان لايحل
مشكلة قط ..ولا يرى فى الناس وطريقة عملهم سوى بعض الانطباعات التى كونها هو عنهم
..عندما تدخل لإمضاء احد الأوراق منه ..كان لابد من الانتظار لبعض الوقت ..واذا
دخلت لاتجد عنده احداً ..ويظهر انه مشغول وانك تعطله ويقرأ فى اى شىء امامه قبل
دخولك عليه ....اتعلمون ما به انه متقمص لدور المدير الحاسم المشغول ....ان التقمص
غير الواعى لمحتويات الميديا ينتج عنه احيانا دور هام فى تقمص الشخصيات للأدوار
....نجد هذان الزوجين يتقمصان ادوار الحب على اليمديا ..وهذا يتقمص دور الثرى الذى
تلاحقه الفتيات على السوشبال ميديا ....وهذه تتقمص دور نجمات هوليود فى عرض صورها
وبشكل مبالغ فيه ...لقد قال شكسبير ..انا دائمًا اشعر بالسعادة ....لاننى انا كما
انا بدون تزييف وتجمل ولاننى لا اتوقع اى شىء من اى شخص ...انا احب حياتى مع ادراكى
الكامل ان ما يظهر لى من حياة الاخرين عرضه للتزيف المستمر .
لون أفكار حياتك / مصطفى عاطف /مكتبة زهراء الشرق 2020







