رقصات دائرية صوفية على أنغام قصائد الفليسوف والشاعر التركي الصوفى جلال الدين الرومى ....ستأخذك الى عالم من الصفاء الروحى ....تجعلك تشعر انك فى عالم مختلف ...تطير مع الارض وتدور معها ....انها فن التنورة
وظهرت التنورة فى مطلع القرن الثالث الميلادى على يد مولانا ابن الرومى وقد كان متبوع بحلقات الذكر والمديح الصوفى التى ابتكرها جلال الدين الرومى ...فقد كان الذكر فى تكية ابن الرومى يبدأ بعمل حلقة لاتقل عن 40 شخص تختلف ألوان ملابسهم ما بين الأخضر والأحمر والاسود .....ويبدأ الرجال بترديد لفظ الجلالة مع كل حركة ....فكان الرجال ينحنون برءوسهم وأجسادهم ....وكان منهم من يندمج فيدور حول نفسه وتدور حوله ومعه ملابسه .....ثم فى بداية الدولة الفاطمية استطاع الفنان المصرى ان يبنى من هذا التقليد فن ..فأدخل الدفوف والفانوس الذى يمسكه الراقص ......والغريب ان حتى راقص التنورة وهو يؤدى هذا العمل بدافع الاستعراض إلا انه يكون فى عالم اخر اثناء دورانه بالتنورة ....وكانت التنورة بيضاء مثل الجلباب الابيض الذى يرتديه الرجال ....أما فى مصر فأدخلت عليه الزخرفة والخطوط الهندسية الاسلامية ...وشغلها يدوى خالص صنعت بأيدى مصرية فى حى الحسين والغورية فى شارع الخيامية بالقرب من باب زويلة .....ومن مصر انتقلت التنورة الى باقى دول شمال أفريقا ....واضافت المغرب بعض اللمسات على التنورة فأبتكرت المغرب تنورة أخرى جعلت الراقص المغربى يبدو وكأنه فانوس حينما تنفصل عن التنورة الاولى فيبدو وكأن الجسد يحترق لتسمو الروح وهى الفكرة التى تقوم عليها رقصة التنورة فى الدوران
جذبت فن التنورة الكثير من الرسامين والنحاتين...فرسم الرسام والنحات الفرنسى "جان ليون جيروم " لوحة " دراويش المولوية " عام 1895 تصور بعض مظاهر التصوف ....الثياب الرثة البالية .....الشعر الاشعث ....وبيعت هذه اللوحة فى المزادات العالمية فى دبى 2010 بمبلغ 2.546 مليون دولار وبذلك أصبحت اغلى لوحة رسمها فنان من الشرق الأوسط فى العصر الحديث فى ذلك الوقت
مقتطفات من التاريخ الشعبى / عصام فرغلى / مكتبة النهضة العصرية /2020







