Sunday, August 30, 2020

لا احد يهتم بالحقيقة ....والكل يهتم لمحاولة اخفائها

هناك اسطورة تقول إن إمبراطورًا فى روما سمع أن أحد المصلحين يطوف بأهل روما ويخطب فيهم مهاجمًا ظلم الإمبراطور فأمر الإمبراطورجنوده بأن يقيدوا المصلح بالسلاسل والأغلال ويضعوه فى أكبر ميدان
ومر عليه فى اليوم التالى فوج ده يلعن الظلم والظالمين ...فأمر الجنود أن يقطعوا لسانه فقطعوه ....ومر الإمبراطور فى اليوم الثالث فوجد الحكيم المصلح والشرر يخرج من عينيه ....فصرخ فى جنوده أن الشرر الذى يخرج من عينيه اشد من كلماته الثورية افقئو عينيه ......وفقأ الجنود عينيه ....ومر به الإمبراطور فى اليوم الرابع فسمع أنفاس الحكيم المصلح...فصاح مذعورًا إن أنفاسه تلعننى ...انها تحرض على الثورة ....ان الذى يسمع هذه الأنفاس سوف يعتبرها نفيًرا يدعو الشعب للانقضاض على حكمى .....اكتموا انفاسه اقتلوه ....وقتله الجنود واخمدوا أنفاسه إلى الابد    
ومر الإمبراطور فى اليوم الخامس فوجد جثة الحكيم المصلح ملقاة على الارض والناس تحتشد لترى الجثمان .....ارتجف الامبراطور من الذعر وصاح فى جنوده إن وجود هذه الجثة منشور ثورى ضدى ...يحرض الشعب على الانقضاض على حكمى .....احملوا الجثة وادفنوها فى قبر بعيد خارج المدينة 
ومر الإمبراطور على القبر فوجد امرأة تبكى ...فهاج الإمبراطور وقال إن هذا القبر سوف يصبح ضريحأ ...وسيعتبره الشعب تمثالًا لظلمى ....اهدموا القبر ...وانزعوا الكفن ..والقوا الجثة فى البحر واقطعوا الجثة الى قطع صغيرة والقوها طعاما للأسماك 
...بعد ذلك جلس الإمبراطور فى قصره بروما قريرا سعيدا انه اخيرا اخفى حقيقة ظلمه وتخلص نهائيا من الرجل المصلح الحكيم ...ولكن فوجىء الإمبراطور بشعب روما يهاجم قصره ويقتحم ابواب قلاعه ويقتل حراسه ...ونظر فى ذعر فوجدهم يمشون وراء
علم ابيض...وتأمل العلم الذى يرفعونه فإذا به الكفن ...وصرخ الإمبراطور وقال .....غلطتى الكبرى اننى تركت الكفن 
أن قصة الإمبراطور تتفق كثيراً على أشياء فى حياتنا ...اننا نرى الحقيقة فى كل مكان ....نعلم ان هذا الجار سىء ...وان هذا المدير ظالم .......ولكننا لا نلتفت ..ولانعرف اكثر من الظاهر ..ولكن نلتفت لمن يحاول ان يخفى هذه الحقيقة ...مثلما حدث فى قصة الإمبراطور والرجل المصلح ...فكثير من الشعب يدرك ظلم الامبراطور ...والكثير مننا يعلم أن فلان مرتشى ...او فلان يستغل نفوذه ولا نلتفت ....ولكن عند محاولة أخفاء هذه الحقيقة التفت الجميع ...والمبالغة فى اخفاء الحقيقة يجعل الناس تهتم وتعرف وتستكشف لماذا كل هذا المجهود لإخفاء الحقيقة ....فكثير من الشعب الرومانى لم يلتفت لما يقوله الرجل المصلح فهى معلومات ليست بجديدة ...ولكن مبالغة الامبراطور فى اخفاء هذه الحقيقة جعل الناس تهتم وتهتم ...وكلما زادت محاولة الاخفاء ...كلما زادت محاولة الاهتمام 
فى حين انه اذا تجاهل الرجل المصلح لما وقع ما وقع ....بل ان كثيرًا من الشعب الرومانى ...لا يعلم ما كان يقوله الرجل المصلح ...ولكن كانوا يذكرون ما فعله الامبراطور به ...وكيف حارب الرجل الضعيف 
ان الاغلبية العظمى من البشر لاتهتم بسماع الحقيقة ....ولكنها تهتم بمن يحاول إخفائها

صاحب الجلالة الحب / مصطفى امين /دار نهضة مصر    

Thursday, August 20, 2020

الفرنكواراب

 يمكنك بسهولة ان تدرك ان زحف اللغات الغربية على اللغة العربية ..هو زحف مغولى لايرحم ....كم من مرة قرأت قصائد عصماء لشاب كتبها كلها بطريقة الفرانكو اراب وكان هذا الشاب مقتنع بهذه الطريقة وقال عنها ان هذه الطريقة اكثر رشاقة وظرفا ...من اللغة العربية الفصحى ...والمفروض ان نتقبل هذا بأعتباره قطار التقدم لذلك يمكن بسهولة استنتاج ان الخطوة التالية هى استعمال الحروف اللاتنية لكتابة اللغة العربية ....ويعتبر الشباب ذلك نوع من انواع الروشنة ويعتبره علماء الاجتماع نوع من انواع غياب الضوابط والأنفتاح غير المدروس للغرب وهو نوع من انواع عشوائية وحماقة الشباب ....ان النتيجة الحتمية لهذا السلوك اللغوى هو تدمير اللغة العربية ..وتدميرها بلا توقف ...فلم يحدث ذلك من قبل فى التاريخ ...فالانتشار التدميري اوسع نطاقا فيما مضى وذلك  بسبب مواقع التواصل والانترنت ...فلم يكن موجود فى الماضى ان كل شخص بوسعه ان يقول ويكتب كل ما يريده من تفاهات ويستطيع الالاف  قرائته والتعليق عليه بنفس الاسلوب واللغة .......واذا نظرنا الى اللغات المنقرضة او الميتة ..وهى اللغات التى تركها اصحابها واضافوه اليها ..فاللغة اللاتينية ماتت مع الزمن لتحل محلها عدة لغات ...فخرجت من اللغة اللاتينيه الفرنسية والانجليزية والايطالية .....ورغم ان علماء اللغات اوضحوا ان جميع لغات العالم سوف تندثر وتحل محلها لغات شبيهه لها عدا اللغة الانجليزية والفرنسية والعربية ...وذلك لكثرة المتحدثين بها الا ان احتمال تشتت وتغير اللغة وضياع بعض المفردات لازال خطر يهدد اللغة ...خصوصا وان اللغة العربية الفصحى لا يتحدث بها الا القليل من الناس  ويعتبر القران الكريم لانه نزل بلسان عربى حفظ هذه اللغة من الانهيار والضياع ...لذلك فهى قائمة حتى الان ....وباقية ....ومن يريد ان يدرس اللغة العربية الفصحى لابد له من دراسة القران الكريم ...والمقصود هنا دراسة  الاحكام البلاغية والاسلوب وليست الدراسة الدينية التى تتناول الدين  ...والعقيدة لذلك اقامت اغلب الدول العربية مجمعات وجوائز للكتابة باللغة العربية ...ولكن المشكلة لا تكمن سوى فى الاجيال القادمة التى لا تعطى للغة العربية اى اهتمام ويولى الطبقات المتوسطة والاقل منها الاهتمام باللغات الاجنبية فى حين ان جميع دول العالم تعلي من شئن لغاتها الام وتعاقب من يتحدث او يكتب بلغة غيرها بدون سبب لذلك 

قهوة باليورانيوم /احمد خالد توفيق 

 
x

Thursday, August 13, 2020

فن خداع النفس

هناك نوع فظيع من خداع النفس اسمه "الشيطان جعلنى افعل كذا " ...هكذا تقول الزوجه الخاطئة  واللص والقاتل ....حتى انه كان هناك لقاء مع احدالمجرميين ...وكان المجرم مؤمن ان ما حدث كله "قدر ومكتوب " اى انه  كان يصطحب الضحية إلى الاماكن المهجوره ومن ثم يغتصبها ثم يقوم بخنقها ....ودفنها ...كل هذا قدر ومكتوب ولادخل له فيه ..هو فقط ينفذ المكتوب ..وينبغى ان نوضح ان خداع النفس لايصل الى درجة القتل ولكننا نمارس هذا الخداع دون ان نشعر نخفى افكارنا ونوازعنا البشرية ونكذب حتى نحقق فى النهاية راحة نفسية تجاة الذنب او الجريمة فخداع النفس مداهنه لها 

فعلى سبيل المثال هناك الرجل او المرأة التى او الذى  يزيد وزنهما ويحدثك ان هذه الزيادة فى الوزن هو بسبب الهرمونات او بسب علاج او اى سبب اخر سوى تناول الطعام الدسم ....فتجد هذا الشخص يعيش فى حالة مستمرة من الرثاء للذات ...حتى توشك عيناك على ان تدمعان من اجله 

الاطباء النفسيون يعرفون طيف من الامراض يسمى ب ( متلازمات خداع النفس ) واسميه انا بالعامية الاستعباط فالمريض يشعر ان هناك شىء خطأ ولكى يصلح هذا الخطأ يحتاج الى مجهود نفسى وبدنى ...لذلك يلجأ الى تبرير زائف يريح نفسه من هذا العذاب ...حتى ان خداع النفس يصل الى حد تصديق الكذب الذى يختلقه .....وعلى ذلك حكى محمد حسنين هيكل فى كتاب "بين الصحافة والسياسة " انه قابل مصطفى امين فى السجن فراح مصطفى امين يقول له فى حماسه ..هل تذكر عندما فعلنا كذا وكذا ...وعندما قلت لك كذا وكذا ....فقد كان يريد ان يبرر سبب اعتقاله ....والغريب انه لاتوجد لهذه الذكريات وجود ...ثم فطن هيكل الى انها ذكريات زائفة ....لقد ابتكر خيال مصطفى امين هذه الذكرايات ثم صدق انها حدثت فعلا ليريح نفسه من جميع التساؤلات التى تسالها النفس له .....لذلك تجد الكثير من الناس يتجنبون المشاجرات لأنهم لايجدون الرد المناسب اثناء المشاجرة ...واذا حدثت مشاجرة ينهزمون او يحكون للطرف الاخر الذى لم يشاهد المشاجرة كم كانوا شجعاء وكيف تم اخذ حقهم اثناء المشاجرة 

واما عن خداع النفس فى الحب فحدث ولا حرج ...فعندما يخطب الرجل فتاة بطريقة تقليدية ...يكتشف فجأة انه يحبها بجنون ...ويغنى بهذا الحب فى كل مكان ...ويقول القصائد العاطفية .....فأنا اضحك دائما من الحب المنشور على مواقع التواصل الاجتماعى لأن 80 % من حالات الحب تتقمص الحب كما يظهر فى الاغانى والتليفزيون 

احمد خالد توفيق /قهوة باليورانيوم 

  

قيم لاقيمة لها

هناك مجموعة من القيم الشائعة التى خلقها الانسان وهى قادرة على تدمير حياته وصحته النفسية 
المتعة 
المتعة شىء عظيم لكنها قيمة شديدة السوء إذا وضعتها فى اولويات حياتك ....أسأل رجلاً اسرف فى تناول الطعام وكيف تبددت صحته ...اسأل رجل اقام علاقات محرمة ...كيف انهارت حياته الاسرية وكيف انتهى به الامر وحيداً ...إسال سيدة انفقت الكثير من المال على اشياء ليست لها اهمية ....إن المتعة  من أكثر  أشكال  الرضا السطحية ...وهى ما نستخدمة لإلهاء أنفسنا
والغريب فى الامر اننا نجد اليوم عدد كبير من الاسر متوسطة الدخل تجعل المتعه اهم أولويات حياتها بالرغم من دخلهم الثابت ...ونشأ لدينا جيل من الطبقة المتوسطة يعرف بأسم الطبقة المتوسطة المدللة وهى اخطر من الطبقة الثرية 
النجاح المادى 
يقتبس أناس كثيرون قيمتهم الذاتية إعتمادا على مقدار ما يكسبونه من مال أو على نوع السيارة او على نوع المنزل وحجمه وإتساعه .....لذلك ظهر نوع من الناس تقتل نفسها وهى تعمل عملاً إضافياً....من اجل لاشىء ...واعنى هنا ان المبالغة فى قيمة هذه الاشياء مكمن الخطر ....ولا يفهم من هذا الكلام عدم السعى لفتح ابواب رزق جديدة ...ولكن السعى وراء الاشياء المادية ونبذل لها مجهود كبير من اجل إحتياج وهمى مبنى على التفاخر والمغالاه 
صحيح ان هناك قيمة لما يصفونه بأنه "البقاء فى الجانب المشمس من الحياة " لكن الحقيقة هى ان الحياة سيئة لئيمة فى احيان كثيرة ...وان الشىء الصحى الوحيد الذى يمكنك فعله هو تقبل الحياة كما هى 
ان نكون على صواب دائما 
ان ادمغتنا الات تصنع فرضيات خاطئة ونتذكر الحقائق بشكل خاطئ ونرضخ لأشكال الانحياز الحدسى ونتخذ القرارات استناداًعلى نزواتنا الانفعالية 
لذلك هناك  الكثير يفضلون ان يكونوا على صواب دائما ....ان اغلب الناس ينشئون قيمهم الذاتية استناداً الى كونهم محقين في كل شىء ....لذلك لا يتحلون بقبول وجهة نظر الاخر ...ويدمرون العداء اذا ما تعارضت ارائهم مع الاخرين 
الحرص على الإيجابية 
هل خسرت وظيفتك ؟؟؟؟عظيم انها فرصة جديدة لكي تكتشف ما تحبه حقاً .....هل تخونك صديقتك وتفشى اسرارك ؟؟ لا بأس
انتى تتعلمين الان  شيئاً جديداً عن التعايش مع الاشخاص المحيطين بكى 
ان انكار المشاهدات السلبية ...سلبية اكثر عمقاً وامتداداً فى الزمن ....ان الايجابية الدائمة هى نوع من أنواع التجنب والهروب ...اى انها ليست حلأً صالحاً لمشكلات الحياة 
عليك فقط ان تتقبل فكرة ان امورنا تسير على غير ما نحب ...وان ازعاج الناس لنا والحوادث المزعجه امر طبيعى 
فعندما نرغم انفسنا على البقاء ايجابيين طيلة الوقت فإننا ننكر وجود المشكلات فى حياتنا ونتجاهل مشاعرنا الطبيعية ....التى حين نتجاهلها نسلب أنفسنا فرصة حل تلك 
المشكلات


 

Wednesday, August 5, 2020

الالم يجعلك اكثر مسؤلية

فى خمسينيات القرن العشرين اجرى عالم النفس البولندى "كازيمرا دابروفسكي " دراسة على اشخاص ناجين من الحرب العالمية الثانية ..وكيف تعايشوا مع التجارب الصادمة المؤذية التى مروا بها فى الحرب ...لقد كان ذلك فى بولندا ...اى ان الوضع كان مروعًا حقاً ...عانى هؤلاء الناس او شهدوا حالات جوع جماعية وعانوا القصف الذى احال مدنأً بأثرها الى حطام ...كذلك تعذيب سجناء الحرب والاغتصاب وقتل افراد من الاسرة على يد النازيين او على يد السوفيت 
درس "دابروفسكى الناجين ولاحظ شيًا مفاجئًا مدهشاً لقد لاحظ نسبة كبيرة من هؤلاء الناس ان تجارب الالم والحرب التى عانوها ادت الى جعلهم اشخاصاً افضل واكثر مسؤلية واكثر تذوق للحياة ...وقد وصف كثير منهم حياته قبل الحرب كما لو انهم كانوا اشخاص مختلفين فكانوا قبل الحرب اشخاصًا جاحدين ولم يقدروا من احبوهم وكانوا كسالى تستهلكهم مشكلات تافهه وكان لديهم شعور بأنهم يستحقون الافضل فى كل شىء ...وبعد الحرب اصبحوا أكثر تواضعًا واكثر اعترافًا بفضل الغير صاروا اشخاص لا تنغصهم توافه الحياة وصغائرها المزعجة 
ولعلنا لا نغفل انهم كانوا يشعرون بالتعاسة اثناء الحرب ...بل كثيرًا منهم كان يعانى ندوبأً انفعالية ونفسية تركتها سياط الحرب فى نفوسهم ...ولكن اصبحت هذه الندوب كلها قوة انعكست فى شخصيتهم وتحملهم المسؤلية اصبحوا يواجهون اى صعوبة من صعوبات الحياة بهدوء تام كما جعلهم اكثر مرونة واكثر قوة ...وعلى سبيل المثال قال احدهم ان اى شىء بعد ما مررت به اصبح تافه ..حتى علمى بمرض السرطان جعلنى لا احزن ..اصبحت اواصل الحياة بشكل عادى واصبح عقلى اكثر استيعاب لالم الحياة وتحمل مسؤليتها 
استنتج "دابروفيسكى " ان الالم والحزن حالات مفيدة للنفس البشرية ...اذ انها تهذب النفس وتجعل حياة الافراد الصحية طبيعية ومتماشية مع عوارض الحياة اذ انها تكسب النفس مناعة ضد عوارض الحياة ...مثلما يكتسب الجهاز المناعى حصانه ضد الامراض 
..عند تعرضه خلال حياته لفيروسات مختلفة
مارك واتسن/ فن الامبالاة 
 

Monday, August 3, 2020

عندما يرحل الحب

فى لحظة ما تبدو دومًا غامضة مفاجئة قد يسمع احد الطرفين من الطرف الاخر عبارة "لم اعد احبك او أشعر بك كالماضى " ....ويرحل الحب ، وعندما يرحل الحب يبدأ العذاب الاكبر للطرف المحب ,,,فيشعر بفراغ ما بعد الحب ....وهذ الفراغ لا يمكن ان يضاهيه اى فراغ اخر فى اى مرحلة مختلفة من الحياة 
فقبل ان نحب نعانى من فراغ القلب ولهفة القلب الى الحب والتقارب ونشعر بشوق لنتبادل الحب مع الطرف الاخر ......ثم يأتى الحب ومعه كل هذا....ويخفق القلب ويحيا كما لم يفعل من قبل ابدًا ...ومع استمرار الحب يعتاد المرء هذا الشعور ويدمنه ويتعايش معه ....يشعر بالتبادل وإهتمام الطرف الاخر به مع احلام مليئة بالسعادة والتوقعات المبهجة ....ثم تأتى الصدمة ويرحل الحب ومع رحيله تنهار كل تلك المشاعر وتترك خلفها فراغًا هائلاً...فراغا ليس بحجم القلب بل بحجم الكيان كله وربما أكبر منه وللوهلة الاولى قد يغضب المرء لانه قد فقد الحب ...ثم ومع مرور الوقت يتحول الغضب الى مرارة ولوعة للقلب الذى اعتاد ان يخفق كطير سعيد توقف خفقانه وانهارت سعادته 
وتنهار الاحلام والمشاعر كلها واحدا بعد الاخر كما لو انها كانت مربوطة كلها بخيط واحد 
وقرار الانفصال فى الحب يختلف عند الرجل والمراة 
فالرجل قد يتخذ قرار الانفصال لأسباب واهية ضعيفة مثل انشغاله بأخرى او شعوره بالملل من نمطية العلاقة ...او الخوف من الارتباط او حتى لمجرد التغيير 
اما قرار الانفصال  عند المرأة اعمق وتكون الاسباب واضحة وقوية .....هذا لأن الانثى بغريزتها اميل للأستقرار وهى لاتهوى التغير المستمر ، لذلك فهى   تبذل قصارى جهدها فى استمرار العلاقة وهى في سبيل هذا تتحمل الكثير ...كما ان الانثى ايضًا لديها مقدرة اكبر على التسامح والغفران وكل هذا فى سبيل استمرار العلاقة .....ولكن مشكلة الانثى انها لا تنسى ابدًا كل ما يفعله الرجل بها 
فهى لديها مخزن فى ركن قصى من عقلها وقلبها ومشاعرها .....ثم يكرر الرجل الاخطاء وتتكاثر وتحتشد هناك فى هذا الركن 
ومع مرور الوقت يكتظ الركن بما فيه ويختنق به ولا يجد متنفساً واحدأ للمزيد ...وهنا يصبح الاحتمال مستحيلاً والانفصال اكيد ...فتنهار العلاقة وينهار الحب ....وتكون العوده صعبة جدًا ...وربما مستحيلة

سبعة وجوة للحب / خالد توفيق  

روز اليوسف وإحسان عبد القدوس

يقول إحسان عبد القدوس ...ولدت لأبى الاستاذ محمد عبد القدوس وامى السيدة فاطمة اليوسف التى عرفت بأسم "روزاليوسف " وكلاهما فنان ...درس ابى الهندسة وبدأ العمل موظفا فى الحكومة كناظر مدرسة الاقصر الصناعية ثم ترك الحكومة وتفرغ للفن ...فكتب المسرحيات والشعر والزجل ..وكان يلقى مونولوجات يضع كلماتها وألحانها ....وأمى بدأت ممثلة تعيش وسط المسرح منذ كانت فى العاشرة والتقت  بابى عام 1916 وانجبانى فى اول يناير 1919ولكنهما انفصلا لأختلاف نزعتهما الفنية ...واخذنى ابى منذ ولدت وتركنى لجدى الشيخ احمد ...وكان جدى من خريجى الأزهر ومن رجال القضاء الشرعى وكان متحفظًا الى حد التزمت فى كل ما يفرضه الإسلام ورغم ذلك فكان متميزًا بتقدير الفن وكان يتردد عليه كأصدقاء كبار المطربين والفنانين ...وفى بيت جدى كانت الام التى ترعانى هى عمتى السيدة نعمات ..وإن كان لم يحرموا أمى منى رغم عدم رضائهم عنها لأنها إمرأة متحررة ..وقد اثر على إختلاف المجتمعين اللذين اعيشهما تأثيراً اساسياً فى تكوين شخصيتى وعقليتى ........مجتمع جدى المحافظ المتزمت ومجتمع امى المتحرر المنطلق 
وكنت منذ طفولتى ارفض التقاليد الاجتماعية لإن التقاليد إيامها تظلم أمى ...ولكن احدد تصرفاتى الاجتماعية بعد تفكير وعلى مسؤليتى الخاصة 
وفى عام 1925 اصدرت والدتى مجلة "روزاليوسف "واصبحت والدتى لا تريد ان انمو مقلداً لابى واكون اديب ...ولكنها تريد ان اتفرغ للصحافة حتى اكبر واتحمل مسؤلية مجلة "روزاليوسف " ..حتى انها بعد ان كبرت قليلاً كانت ترفض ان تنشر لى اى عمل ادبى ....وهكذا  وجدت نفسى اديباً وصحفياً دون تعمد ....اديب لابى وصحفياً لامى ...فن واحد لم ارثه من ابى او امى وهو فن التمثيل ...وبدأت من صغرى اهتم بالدراسات السياسية وكنت اشترك اشتراكاً فعالاً فى كل الثورات والمظاهرات السياسية منذ كنت طالباً فى المدرسة الثانوية ...وبعد ان التحقت بكلية الحقوق بالجامعة تفرغت تفرغاً تاماً للدراسة ولم اكتفى بدراسة القانون بل اننى درست كل الادب العالمى وكل التاريخ العربى والعالمى وكل المذاهب السياسية وهو ما أفادنى كثيراً فى تكوين نفسى ككاتب 
وقد اشتغلت بالمحاماة بعد تخرجى فى كلية الحقوق ....ولكن كنت فى الواقع متفرغاً للصحافة ...ثم كون اننى ابن صاحبة مجلة " روز اليوسف "فقد تميزت بالحرية الكاملة فى كل ما أكتب وانشر 

من مذكرات الكاتب الكبير أحسان عبد القدوس 


ثقافة الكئانات الفضائية

 منذ بداية القرن العشرين تقريبًا ظهرت ثقافة تسمى ثقافة الفضاء او ثقافة الكائنات الفضائية ...ففى عام 1898 كتب احد المؤلفين المشهورين كتاب بعنوان (حرب الفضاء) واشتهرت هذه القصة ولاقت نجاحًا كبيرًا...ومن بعد هذه القصة صار الناس يرون الكائنات الفضائية فى كل مكان ...انتشرت مجلات الخيال العلمى وقصص الخيال العلمى وسادت ثقافة الأطباق الطائرة  تلك الاطباق التى تأتى من المريخ بالذات ....ولسوف يكون لون الكئانات اخضر ولهم ثلاثة عيون وهوائى على رأسهم ومسدسات تطلق عصارة خضراء ...انهم اوغاد يريدون احتلال الأرض ...لأن الارض جميلة ...واجمل من كوكبهم .....ثم ظهرت مجلات الفضاء التى وصفت سكان الكواكب الاخرى 
...فهذا كوكب سكانه يطيرون ...وهذا كوكب سكانه يتنفسون النوشادر
وجميع سكان الكواكب الاخرى يجيدون لغتنا طبعًا "اللغة الانجليزية " ثم ظهرت افلام الخيال العلمى والتى جعلت اشكالاً وانواعًا للكائنات الفضائية .....هكذا ومع الوقت كون البشر فكرة عامة عن الكائنات الفضائية ....وفى الغالب سوف يكونون اشرار واوغاد يريدون الحرب 
ومع الوقت بدأ الناس يقلقون لهذا التأخير فالناس تحلم بكائنات فضائية شريرة تأتى من المريخ 
وتحدث احد العلماء ذات مرة وقال "هناك احتمال قوى أننا وحيدون فى هذا الكون ولا توجد اى كائنات فضائية 
ثار الناس على هذا العالم ....ثم ثار المسؤلين على هذا العالم ....ثم ثار العلماء أنفسهم على هذا العالم ...بل ان فريق وجمهور كبير من العلماء يرى ان فرص اللقاء عالية جداً وسوف تحدث حتماً.....ومنهم العالم البريطانى "ستيفن هوكنج" القعيد على كرسي متحرك الذى كان يرى ان اللقاء سيكون مثل لقاء كولومبوس بالهنود الحمر ...طبعاً نحن سنكون الهنود الحمر 
فى النهاية هناك سؤال ما ينقص البشر حتى تكون لديهم رغبة فى رؤية كائنات اخرى فى كواكب اخرى 
ام هى مشكلة نفسية ...فالبعض يرى ان الحياة من دون كائنات فضائية ولا أطباق طائرة ممل ...فنحن نحتاج الى بعض الخوارق المسلية احياناً ....فالناس تبحث على ما ينعشها ويغذى خيالها ...مثل الاطفال ....لذلك يحتاج البشر الى نضج البالغين الراشدين 
لابد لنا من ان نعترف بأن معظم صور الأطباق الطائرة التى لدينا إما مزيفة عمداً او هى خطأ ضوئى ...حتى ان بعض القنوات الشهيرة عرضت فلم وثائقى عن تشريح كائن فضائى ....ثم اعترف صانعوه انه ملفق من الالف الى الياء 
لقد اقنعت نفسى منذ زمن انه لا توجد كائنات على كواكب اخرى واننا وحيدون معزولون تماما ....لذلك قد كففت عن قراءة أخبار الفضاء وظهور الاطباق الطائرة وان الاعلام والفن والعلماء فى النهاية صنعوا  لنا ثقافة متخلفة لا يوجد عليها اى دليل علمى واضح ...بل اغلب الادلة احتمالات وخيالات .....لقد تم انتاج ثقافة جديدة وغريبة يؤمن بها البعض وهى ثقافة الكائنات الفضائية
خالد احمد توفيق /قهوة باليورانيوم 

Saturday, August 1, 2020

ذكريات العائد من كورونا

فى البداية تسمع عنه وتشعر إنك بعيد كل البعد عن هذا الفيرس ...خصوصاً انك شبه منعزل عن  الناس ولا تتعامل معهم بشكل مباشر وقى كل مرة تذهب هنا أو هناك تترقب نفسك ....هل عطست هل هناك درجة حرارة ...هكذا 
وينبغى ان أوضح هنا ان جميع الاعراض التى شعرت بها بعيدة كل البعد عن الاعراض التى تنشرها منظمة الصحة العالمية أو وزارة الصحة والعافية أو مؤسسة بعد الشر عنكم ....او اى اخبار اخرى 
وتبدأ الاعراض بصداع خفيف لا تبالى به ثم بعد عدة ايام تشعر بالتالى 
 يزورك خمسة رجال مفتولى العضلات لا يتكلمون أو يتحدثون ...لديهم مهمة محددة واحدة وهى ضربك مع تركيز الضرب  
 على المفاصل والظهر والقفص الصدرى ....يضربونك بالمطارق الحديدية والعصى الخشبية الغليظة .....يضربونك حتى تفقد  القدرة على الوقوف او الجلوس....لاتستطيع سوى النوم ....وقبل ان يرحل هؤلاء الرجال يضعون فوق قفصك الصدرى فيل صغير يجعلك لا تستطيع ان تتنفس ....لاتستطيع ان تاخذ شهيق او زفير دون ان تتألم ...هذا الفيل يشعرك ان عظام  صدرك التصق بعظام ظهرك ....ثم تشعر ببرودة غريبة تسرى فى اطرافك وتنتقل الى عقلك ....ثم تشعر ان عقلك انتقل الى بعد اخر ...وترى فيما ترى ان السمك يطير حولك وان هناك اشخاص يحملقون بك .....وتدرك ان درجة حرارتك مرتفعة جدا عندما تستيقظ على من يعطيك خافض للحرارة وتجده 
يرتدى الكمامة ويبتعد عنك بقدر كافى ...بعدها تدرك ان الخمسة رجال والفيل هم فيرس كورونا ....
تأخذ دوائك وتعود للنوم وفى لحظات تشعر انك تختنق وانك اقتربت من الموت ....فتصاب بالذعر ....ومن رحمة ربى ان لحظات الاختناق هذه لم تكن طويلة او مستمرة 
استمر هذا الوضع عشرة ايام ...وانت معطل تماما لا تتحرك سوى بصعوبة وكأنك فى السبعين من عمرك وذلك لقضاء حاجتك او شرب بعض العصير فانت حقاً لا تستطيع ان تتناول اى طعام فلا توجد لديك اى شهية او قدرة على مضغ الطعام 
بعد العشرة ايام العجاف تشعر ان الفيل رحل وذهب لمكان اخر ....ولكنك لا تستطيع ان تحمل جسدك وفى كل حركة الالام ....تخبرك ان جهازك العظمى مريض ...او ان عظامك بها مرض خطير ,,فالالم يمتد حتى نخاعك العظمى ....تتذكر كم كنت بصحة جيدة فيما مضى ....وكيف كنت تتسوق وتنظف شقتك بسهولة ...كنت صحة تمشى على الارض ...وتسالت هل اصبحت مسن والان اتذكر ايام شبابى ...وما يعمق هذا الشعور لديك هو الايام تمر دون ان تتحسن ,,,وتمر ايام اخرى دون ان تتحسن وبعد 25 يوم تشعر انك تتحسن ببطىء وتشعر انك تعود الى سابق عهدك بالتدريج ...فيما عدى شعور بسيط بالاعياء ....ما يلبث ان يذهب خلال اسبوع .
تستطيع الان ان تنظر فى المرآه لتجد صورتك وقد فقدت بعض الوزن حوالى 4 او 5 كيلو ....ثم تعود شهيتك للطعام والشراب 
اما الحديث عن الكحة الناشفة او العطس او الرشح او اى شىء اخر لم اسمع عنه سوى من منظمة الصحة العالمية 
وبالرغم من اننى لست طبيبة او عالمة فيروسات او اى شىء من هذا القبيل ولكننى شعرت ان جميع العلماء والاطباء لديهم تخبط والصورة مازلت ضبابية لوصف الفيرس ...وان ما يفعله الاطباء والعلماء هو مجرد اجتهاد لعلاج الاضرار التى سببها الفيرس ...لذلك فالجميع لديهم جهل ولكن بدرجات متفاوته بشكل 
واضح وصريح

 

  

لاتنجح من أجل الاخرين

تركز ثقافتنا اليوم تركيزاً مفرطاً يكاد يكون حصرياًعلى التوقعات والامال الإيجابية إلى حد غير واقعى ...كن اكثر سعادة ...كن أكثر صحة ...كن احسن من الاخرين ...كن اكثر شعبية ..واكثر استقطابا لنيل اعجاب الناس ....اجعل عملك رائع يرضى طموحك ....كن الافضل فى كل شىء ...وتمضى أيامك فى أداء مهام كبيرة المعنى الى حد لا يصدق 
لكنك إذا توقفت وفكرت فى الامر ملياً ستجد أن النصائح التقليدية المغلفة بشكل إيجابى مثير هى فى واقع الامر نصائح تركز على ما أنت مفتقر اليه ..أنها موجهة توجيهاً دقيقاً مثل شعاع الليزر الى ما تراه نقائصك الشخصية وموضع فشلك وهى تشدد عليها حتى تراها جيداً 
والمفارقة المضحكة فى ذلك كله ان التركيز الشديد على ما هو إيجابى ..لايفعل شيئاً للغالبية العظمى من الناس أكثر من تذكيرهم بأنهم يفتقرون الى هذه الصفات ومن ثم يتم تصنيفهم بالاشخاص الفشلة 
ان الاعلام يلعب دوراًعظيماً فى تعميق شعورك بالنقص فيحاول كل إعلان تليفزيونى جعلك مقتنعاً بأن سعادتك فى الحياة هو وظيفة احسن من وظيفتك ..او سيارة أكثر فخامة من سيارتك او زوجة اجمل من زوجتك ....ويخبرك الاعلام كله ومدربيين التنمية البشرية ان الطريق الى حياة افضل هو المزيد والمزيد والمزيد ....اشتر اكثر ...واكسب اكثر ....وكن أكثر فى كل شىىء ....
ولكن لماذا يصنع الاعلام ذلك ...والاجابة بسيطة وهى لان الاهتمام بأشياء امر ملائم تماما لمصالح الشركات 
صحيح ان ما من شىء خاطىء فى الحصول على وظيفة جديدة الا ان المبالغة فى الاهتمام بذلك امر سىء لصحتك العقلية ....انه يجعلك زائد التعلق بما هو سطحى مزيف ويجعلك تكرس حياتك لملاحقة سراب سعادة إو الاحساس بالرضا الوهمى وتعلقك بهذه الاشياء ينقل لديك إحساس الغضب ...فينتابك الغضب بسبب أشياء شديدة الغباء ....بسبب أشياء شديدة التفاهه ....او انك تكون شديد القلق طيلة الوقت بخصوص حياتك ومستقبلك ...أو ان لديك احساس بالذنب تجاه نفسك لإنك لا تتحرك للمستقبل ...او انك تجد نفسك مرات كثيرة شخصاً حزيناً وحيدأً الى حد يجعلك تشعر بحزن أكبر تجاه نفسك وحياتك 
اهدأ يا صديقى واعلم ان الرغبة فى مزيد من التجارب الإيجابية تجربة سلبية فى حد ذاتها والمفارقة ان قبول المرء تجاربه السلبية فى حد ذاتها تجربة إيجابية 
افهم نفسك وافعل ماتريد  فعله حقاً ...ليس من أجل الشهرة أو من اجل التفوق ...بل لان هذا الشىء تحبه وتريده ....اجعل الناس ومواقع التواصل الاجتماعى والاعلام ...وكل بريق وهمى خلف ظهرك .....وحقق ما تريدة ان كنت تريده فقط 


فن الامبالاه / مارك واتسون 

اسطورة بوذا

منذ نحو الفين وخمسمائة عام قبل الميلاد على سفوح جبال الهمالايا  قى المنطقة المعروفة اليوم بإسم "نيبال" كان هناك قصر كبير لملك  يوشك  على ان ينجب طفلاً ...كانت لدى الملك فكرة عظيمة من اجل هذا الابن ...سوف يجعل حياته كاملة ...لن يعرف هذا الطفل لحظة معاناة واحدة ....وسوف يلبى حاجاته ورغباته كلها فى كل وقت 
ولقد شيد هذا الملك اسواراً عالية من حول قصره ...لكى تحول بين الامير وبين معرفة اى شىء عن العالم الواقع خارج القصر ....وبالغ فى دلال الطفل وجعل جميع الخدم شباب وبصحة ممتازه ...حتى لايدرك الطفل معنى المرض او الموت ....واغدق عليه بالهدايا واطياب الطعام وكان يستجيب لجميع نزواته....كبر الطفل جاهلاً لكل ما يتعلق بأشكال القسوة والالم المألوفة فى حياة البشر 
  انقضت طفولة الامير كلها على هذا النحو لكنه صار شاباً حانقاً منزعجاً رغم كل ما حظى به من رفاهية وترف لاحدود لهما ....سرعان ما شعر الشاب بأن كل ما يقدم له عديم القيمة وانه لايشعر بالسعادة واعتقد ان خارج هذا القصر وهذا الصور هى السعادة الحقيقية .....وفى ليلة من الليالى تسلل الامير فخرج من القصر ....راى الامير معاناة البشر لأول مرة فى حياته ...رأى اشخاصا مرضى وراى اشخاصا   عجائز واطفال مشردين وبشر يموتون .....وللعجب اراد الامير ان يجرب هذه الحياة كنوع من الفضول وتنازل عن وضعه الملكى وعاش فى الشوارع ونام على الارض  وشعر بالجوع لأول مرة فى حياته ...فكان يتسول الطعام القذر واصبح منظره منبوذ بإختصار كانت معاناة الامير كبيرة  لقد عانى المرض والجوع والوحدة والضعف .....مرت بضعة سنوات .......ثم بضعة سنوات اخرى ....بدأ الامير يكره حياته ....ويفكر جيدا فى حياته وهو امير وحياته وهو فرد حقير لايملك شىء 
عرف الامير ان المعاناة امر سىء جداً وان هناك معاناة نفسية ....كان يشعر بها عندما كان غنى ....ومعاناة جسدية عندما اصبح شاب فقير متسول 
لذلك علم ان الحياة نفسها نوع من انواع المعاناة ....يعانى الاثرياء بسبب ثرائهم ويعانى الفقراء بسبب فقرهم ويعانى من لديهم اسرة لان لديهم اسرة ...ويعانى من ليست لديهم اسرة بسبب عدم وجود اسرة 
والمعاناة ليست متساوية ...اى ان هناك انواع واصناف من المعاناة ....فهناك معاناة اشد الماً من معاناة اخرى ....ولكن طالما وجدت فى الحياة ....فلابد لك من المعاناة 
مرت السنين وكون الامير فلسفة وكتب ...والفكرة الاساسية المركزية فى هذه الفلسفة هى ان الالم والخسارة امران لامهرب منهما وعلينا ان نقلع عن محاولة مقاومة الالم ...وان نتعايش معه ونستفيد منه 
هل تعرف من هو هذا الامير انه الامير "بوذا "  وان كان حكيم فأننا لانعبده مثلهم ...ولكننا نستفيد من حكمته ...
علينا ان نستفيد من الفوائد الناتجة من تلقى جرعات صحية من الالم

فن الامبلاة /مارك واتسون      

انتبه الى ما انت مقتنع به

خلال خضوعها للمعالجة النفسية فى عام 1988توصلت الصحفية "مريدث مارن " الى حقيقة مفاجئة ....لقد أساء والدها إليها وكان عنيف معها عندما كانت طفلة ...كانت صدمة لها  ذاكرة مقموعة امضت معظم حياتها بعد ان كبرت من غير ان تعرف عنها شيئًا ...لكنها واجهت أباها عندما كانت فى السابعة والثلاثين ....وقالت له انك اعتديت على جسديًا وجنسيًا ......اثار ما قالته "مريدث " ذعر الاسرة كلها ...انكر والدها على الفور انه فعل اى شىء لها ....وقف بعض افراد الاسرة الى جانب "مريدث " بينما وقف النصف الاخر الى جانب الاب ....انقسمت شجرة العائلة الى شقين ...وفى سنة 1996 توصلت "مريديث " الى اكتشاف مفاجىء اخر .....لم يقم والدها بأية اساءة او عنف تجاهها ....لقد اخترع عقلها تلك الذكرى بمساعدة من معالج نفسى حسن النية 
استبد بها الشعور بالذنب ...وامضت طيلة ما بقى من حياتها وحياة ابيها فى محاولة مصالحته ومصالحة بقية افراد الاسرة ..ووصفت حياتها فى كتاب اسمته "كذبتى " 
ولكن ماذا حدث حتى يقتنع عقلها كل هذا الاقتناع 
وكانت الاجابة هى ان العقل البشرى يقوم بملئ بعض الفجوات بأشياء من عندنا حتى نتأكد من ان يكون للحكاية كلها معنى ...وهذا يجعل القصة كاملة مع بعض الاضافات الوهمية 
نحن نفعل هذا كلنا ...انت تفعل هذا وانا افعل هذا ولاعلاقة للأمر بمدى صدقنا او حسن نوايانا ....لأننا فى حالة دائمة من تحليل الاخرين لاى سبب ...ولان ادمغتنا تكمل الناقص بشكل نشط وليس دقيق .....فيصبح الظن حقيقة 
لذلك تصبح قصة "مريدث " الكاذبة حقيقية...فميرديث كانت علاقتها بوالدها صعبة متوترة للغاية خلال الشطر الاكبر من حياتها ...كما اعترفت "مريدث " انها اقامت سلسلة من العلاقات الفاشلة مع الرجال ...وكتبت ابحاث كثيرة عن العنف ضد المرأة ..العنف الجسدى والجنسى ....واثناءابحاثها واجهتها قصص اساءة مخيفة من الاباء ضد البنات الصغيرات 
ان المشكلة الكبرى التى تواجهها ادمغتنا عندما نعالج تجارب حياتنا هى تفسير تلك التجارب على نحو يجعلها منسجمة مع خبراتنا ومعتقادتنا ومشاعرنا ...ويظهر الموضوع بوضوح على الاشخاص الذين كانوا غير راضين عن حياتهم الى جانب الشحنة العاطفية الكبيرة التى ضختها وسائل الإعلام ...حافزًا ....جعلك ضحية تلعن الظروف التى جعلتك ما انت عليه ....فوسائل الاعلام جعلتك فقيرا او فاشلا ...الامر الذى دفعهم الى تلفيق بعض الاحداث القديمة المدفونة فى الذاكرة لتبرير كل ما هو عليه 
حالنا
فن الا مبللاة /مارك واتسون   

غباء روميو وجوليت

فى قديم الزمان كان هناك مراهقان شاب وشابه وكانت العداوة شديدة بين اسرتيهما ...كان الصبى ذاهب الى احتفال اقامته اسرة الفتاة لأنه يحب ان يقوم بأشياء حمقاء ....رأته الفتاه ووقعت فى حب ذلك الصبى ...هكذا حدث الامر ...ثم تسلل الصبى الى حديقة بيتها وقررا ان يتزوجا صباح اليوم التالى من غير اى تأخير ..فهما يعرفان اهله واهلها لا يريدون الا ذبح احد أفراد الاسرة الاخرى....يقفز الزمان بضعة ايام الى الامام تكشف الاسرتان امر الزواج وتغضبان غضبأً شديدًا ونتيجة هذا الغضب والمكائد يموت شخص عزيز من اسرة الفتاة ...فتحزن الفتاة حزنًا شديدًا وتشرب مادة تجعلها تنام يومين كاملين 
وقد نسيت الفتاة تمامًا ان تخبر زوجها ...وهذا ما جعل الشاب يخطىء فيظن ان الغيبوبة  ليست سوى إنتحارًا ...فقرر الشاب ان يقتل نفسه حزنًا ,,وليلحق بها فى العالم الاخر ....ثم تستيقظ الفتاة من غيبوبتها بعد يومين وتعرف ان زوجها قتل نفسه حزنًا عليها ..
فتقوم بنفس الفكرة وتقتل نفسها .....انتهت القصة 
الجديد الذى لا تعرفه عن هذه القصة ان "وليم شكسبير " كتب هذه المسرحية" روميو وجوليت " لا لكى يعظم الحب ...بل ليسخر من غباء المحبين ....اراد ان يقول ان العاشقين بلهاء .....وان غياب العقل في الحب تعاسه 
خلال القسم الاعظم من تاريخ البشرية ....لم يكن الحب مصدر لهذا الجدل والتفخيم المبالغ فيه ....بل كان اغلب شعوب العالم يحتفون بالشجاعة والصدق والوفاء ....وكانوا يعتبرون الحب بين الرجل والمرأة امر فطرى 
اما فى العصر الحالى نجد الحب المجنون الغبى ....هو الحب مصدر الالهام .....وكلما كان الحب دراميًا كلما كان اكثر رومانسية .....ولتعلم عزيزى الشاب وعزيزتى الفتاه ان السعى وراء هذا النوع من الحب ...هو تدمير لصحتك النفسية والعصبية ...لان الانغماس الكامل فى الحب يعطى مشاعر خيالية ...تصنع واقع وهمى لكل طرف 
والحب الصحى امر طبيعى يعرف فيه كل طرف من الاطراف تقبل مسؤلية اختياره وادراك معاناة الحياة الطبيعية ...وادراك ان الحياة ليست كلها رومانسية ....بل ان الرومانسية جزء صغير جدا منها ....فحب روميو وجوليت اجوف هش ينم عن غباء   وعدم نضوج الطرفين 
 
مارك توين /كل شىء مزيف