اقنعت اخوها ...هارون الرشيد بإن تتزوج"جعفر البرامكى " ..فى البداية رفض اخوها ذلك ...كيف تتزوج اخته سليلة الحسب والنسب القرشى الهاشمى الاصل من مخدوم فارسى الاصل
ولكنها قالت له انه ذراعاك اليمنى واهله مسيطرون على مفاصل الدولة ...وانت تثق به ...ووثقت به حتى ان الحرس يسمح له بدخول القصر فى غيابك .....ثم اننى احبه ...فقد كانت تراه خلسة فى مجالس الغناء والطرب
لم ينطق هارون الرشيد وجلس يفكر ....ونادى هارون الرشيد " جعفر " الفارسى وسأله ما بينك وما بين اختى "عبسة "
اجاب جعفر ....لاشىء ..فانا حتى لم ارها ولكنى سمعت صوتها من وراء حجاب ....وبعدها لم استطع ان امنع التفكير بها وما وجع قلبى انها سليلة الحسب والنسب واخت هارون .الرشيد ولى نعمتى ....وانا يا مولاى ...لاشىء ....فارسى الاصل ....ولكننا فى النهاية لانملك السيطرة على قلوبنا ....ان اردت ان اترك بغداد كلها ..انا رهن اشارتك يا سيدى
" لم يجاوبه هارون الرشيد ولكن اخذ ينظر الى وجه "جعفر
جعفر صاحب الوجه الوسيم والطلة البهية ....له من المغامرات النسائية ما هو اكثر من عدد شعر راسه ....فكل الجوارى والنساء الاحرار يتمنوا نظره منه فقد كان جعفر عبقرى فى خداع النساء .. فقد كان صيدأً ماهراً لايرحم فريسته وكان جعفر يعلم ذلك ...لذلك لم يكن يريد الزواج ...فكان كالصياد ..يصطاد ما يشاء من النساء ...وكان يوهم كل امرأة انها ليست كأحد من النساء ....وانه اخيرا وجد ضالته ...واستغل ما اتاه الله من وسامة وذكاء وحسن الكلام والبيان فى ذلك ....وكان جعفر حقا من الذكاء حتى جعل هارون الرشيد يثق به اكبر ثقة
وعندما قرر جعفر الزواج ...قرر ان يتزوج اخت الخليفة فهى من تملىء عينه ...وسيكون اولاده من سلالة الخليفة ......ولم تكن اخت الخليفة ذات جمال ولكنها كانت امرأة عادية ...ولكن جعفر لايأبه لذلك ....فجاه اخوها خير شفيع لها
مرت الايام ...وقرر هارون الرشيد ان يزوج اخته لجعفر .....فرحت "عبسة لذلك " وفرح جعفر
حزن الكثير من النساء والجوارى لزواج جعفر ...واحست اخت هارون بإنتصار واهم ...فهى تعتقد انها مميزه عن جميع النساء التى عرفها جعفر .... .. ...
ولكن حدث ما لم يكن متوقع
قبل الزفاف بيوم دخلت اخت هارون الرشيد الصغرى"الفاختة " وقالت له لا تزوج اختى لجعفر ...سألها هارون الرشيد لماذا
اجابت لقد خدعنى واوهمنى انه يحبنى واننى حب حياته وانه لا قبلى ولا بعدى
وانه سوف يتزوجنى ...ولكنى رفضت خوفا منك ...وكنت اعتقد انك لن توافق على زواجنا ....فأنصرف عنى
صد م هارون وسالها ....هل كنتم تتقابلان ..اجابت واكثر من ذلك...صفعها هارون الرشيد وهو لا يصدق ما تقوله اختها الصغيرة ماذا يفعل هارون الرشيد ....لقد كان يثق به ثقة عمياء ....طلب احد وزرائه البعيد عن البرامكة والفرس وساله عن احوال الجنود ...فإذا الوزير يقول له كل شىء كما طلبت يا سيدى ....الجنود تحركوا للحدود الشمالية من العراق كما امرت
صدم الرشيد مرة اخرى فهو لم يعطى اوامر بذلك ....قال الوزير من امرنى هو جعفر
وقال انك من امرت بذلك
جلس هارون الرشيد بمفرده ساعة يفكر ..ثم خرج من حجرته وامر بإتمام الزواج غدا ....استعد الجميع بعرس اخت الخليفه ..ورقصت جميع الجوارى بالقصر امام جعفر
وكانت جميع الجوارى حزينه ...ولكنه كان يشعر كما اعتاد دائما بالفخر والغرور ..وكان مثل الطاوس المزهو غرور ....وزف الى اخت الخليفة وقابلته "العبسة " مبتسمة وقدمت له عصير التوت ....شرب منه حتى غاب عن الوعى ...فإذا يفيق على الم رهيب فى جسده ورجله وزراعية ...وعند استعادة كامل وعيه وجد نفسه مصلوبا على احد جوانب نهر الفرات ...فى ملابس الزفاف وملطخ بالطين ....واذ عدد من
الجوارى ينظرن له بشماته ...ويقلن لقد وقعت ايها الصياد ...ولكم من صياد مزقته الفريسة حتى ولو كان بارع
محمد المنسى قنديل / حكاية عربية من الزمن العربى /دار الشروق






















